أقلام القراءكتاب و مقالات

في الوقت المحدد In time

بقلم : د فوزي الحبال
أجمل أفلام الفانتازيا التي شاهدتها طيلة عمري،لو تأملنا الفيلم وفكرته نجده يرمز للحياة بالوقت، وفي الحقيقة الوقت فعلًا هو العمر والحياة، والعمر كالشجرة أوراقها الأيام، ومع انتهاء يوم جديد تسقط بالتوازي ورقة أخرى من ورق شجرتك، ومع أخر ورقة نقابل الموت وتنتهي الحياة.يمكن إيجاز نظام الحياة في عالم فيلم بحدوث خلل جيني في البشرية أدى إلى عدم وصول البشر إلى الشيخوخة وتوقف الهيئة الجسدية عند العام الخامس والعشرين ولكن وقتها تبدأ ساعة النهاية في العمل ويستمر العد التنازلي لعام واحد فقط إضافي، ومع انتهاء الثواني الأخيرة من هذا العام يكون الموت هو مصير هذا الشخص، إلا لو حصل على رصيد جديد من الوقت ، فوقتك هو قوتك وثروتك وكل ما تملك، قيمته هي التي تحيك وتميتك ،و يضيفه إلى زمنه السائر في درب الفناء والانتهاء.
و استخدام الوقت كعملة للبيع والشراء، وتوجد على ذراع كل شخص ساعةٌ تعد الوقت الذي تبقى للشخص على قيد الحياة،بمعنى إنه عندما يحصل على متطلباته اليومية يقوم بالسداد عن طريق الوقت المتبقي من عمره الموجود على ذراعه ،قصته غريبة وأحداثه تكاد تكون قليلة لكن فيه رسالة عبقرية ومخيفة وواقعية إلى حد الذعر في وقت واحد، والمرعب في الفكره استعمالهم العمر في التعاملات المادية بدل المال.
أحد المشاهد يظهر البطل وهو ينتظر أمهُ على المحطة ليمنحها من يده بعض الساعات والايام كي يلحقها قبل أن تموت لأنه كان متبقي من عمرها ساعة ونصف وبطارية العمر لها ستنتهي حيث ستموت بشكل تلقائي. عندما استقلت الام الباص قاصده ابنها قال لها السائق سيدتي الإيجار يعادل استهلاك ساعتين من عمرك،ولا تملكين سوى ساعة ونصف فقط فنظرت للناس حولها نظرة حيرة ورجاء، لكن لم يكترث أحد منهم ولم يمنحها أحد عدة دقائق من عمره .
نزلت الأم وبدأت الجري مسرعة لمقابلة ابنها الذي قرر ان يهبها عشر سنوات من رصيد عمره المسجل على ذراعه حباً بها،و من بعيد شاهدا بعض وقاما بالجري باتجاه بعض والدقائق تعد والثواني تجري ومجرد ان وصلوا لبعض وحضنت ابنها وقعت بعدها ،وماتت لاستنفاذها آخر ثانيه من عمرها.
ولكن في الواقع لا أحد يستطيع أن يمنحك العمر ،الفيلم أوصل رسالة عظيمة جدا ،مهما عملت في حياتك من حسنات أو سيئات، من شرور أو خيرات لبني البشر.
حينما تقع وتفشل أو تمر بأزمة ما، لن تجد أحد بجانبك ولن تجد إنسان يمنحك لحظة من عمره تسترجع فيها نفسك وقدراتك في محاولة للنجاح، لن تجد أحد يضحي ويمنحك دقائق من عمره في سبيل أن تتخطى أزمتك وتتعافى،يوم ما ستقع وتنتهي بطاريتك وتوشك صلاحيتك على النفاذ، لن ينقذك إلا نفسك وسعيك واجتهادك وحلمك.
شخصين فقط سيكونا على أتم الاستعداد لتفريغ بطارية عمرهم من أجل أن تعيش انت وتحقق احلامك [أمك وأبوك] الوحيدين المستعدين لمنحك دقائق وساعات لانهم يعتبرونك الأحق بكل دقيقة من حياتهم، إنها الفطرة والمحبة المنقوله بطريقة الوراثية في الدم، إياك أن تضيع دقيقة من حياتك في العبث والحسرة والحزن والانتقام والندم على شيء.و كل منا مرسوم على ذراعه ساعة موجود بها بطارية عمره وهو يراقب الثواني والأيام تتراجع أمام عينيه كان سيراجع حساباته بشدة.الوقت عامل أساسي،نحن نفقده بسهولة، الوقت ثمين، وعلينا حسن استغلاله لكن دون أن نطمع في الخلود فكل ما عليها فان.

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى