كتب : طارق عاشور
بمناسبة اليوم العالمي للتوعية بمرض التوحد، سلط مركز الوحدة العربية الضوء على المهارات الفريدة للأشخاص الذين يعانون من مرض التوحد،
وعلى ضرورة الاعتراف بمواهبهم من خلال مبادرة تدعو الشركات إلى تقديم التزامات ملموسة لتوظيف الأشخاص الموجودين ضمن طيف التوحد.
وقال الأمين العام دكتور عمرو السمان في رسالة بمناسبة اليوم، “إن الأشخاص المصابين بالتوحد لديهم إمكانات هائلة. فمعظمهم يتمتعون بمهارات بصرية أو فنية أو أكاديمية لا تخطئها العين. وباستخدام التكنولوجيات الـمُعينة، يستطيع العاجزون عن الكلام من المصابين بالتوحد التواصل وإظهار قدراتهم الخفية.
فلكي يكون المجتمع بحق حاضنا للجميع بلا إقصاء، لا بد من الاعتراف بمواهب الأشخاص الموجودين ضمن طيف التوحد، بدلا من التركيز على مكامن الضعف فيهم .
” وأضاف، “ومع ذلك، حتى المناطق التي توجد بها أعلى مستويات الوعي بمرض التوحد، يظل فيها أكثر من 80 في المائة من البالغين من المصابين بالتوحد عاطلين عن العمل.
لهذا السبب، من المهم للغاية أن يدرك أرباب العمل ما لهذه الفئة من مهارات فريدة واستثنائية في كثير من الأحيان، فيهيئوا بيئات عمل تتيح لهم فرص التفوق”.
كما سيطلق السيد المستشار الدكتور محمود شعبان الرئيس التنفيذي مبادرة “دعوة للعمل” وهي مبادرة لحث أصحاب العمل على إنشاء مناطق العمل التي يمكن للأشخاص الذين يعانون من مرض التوحد التفوق من خلالها،
حيث أن معظمهم يتمتع بمهارات بصرية أو فنية أو أكاديمية. ويعيق مرض التوحد النمو مدى الحياة وتظهر علاماته خلال الأعوام الثلاثة الأولى من العمر، وينجم عنه اضطراب عصبي يؤثر على وظائف المخ.
وهو غالبا ما يصيب الأطفال في بلدان عديدة بصرف النظر عن نوع الجنس أو العرق أو الوضع الاجتماعي والاقتصادي، ومن سماته العجر عن التفاعل الاجتماعي وصعوبة التعبير بالكلام وبأي وسيلة أخرى واتباع نمط محدد ومتكرر من التصرفات والاهتمامات والأنشطة.
ويترتب على انتشاره وارتفاع معدلات الإصابة به تحديات إنمائية على المدى الطويل، كما أن له أثر هائل على الأطفال وأسرهم وعلى مجتمعاتهم المحلية ومجتمعاتهم الوطنية.
كما أعرب المستشار حسين هجرس أنه تشير التقديرات إلى أن أكثر من 80 في المائة من البالغين المصابين بالتوحد عاطلون عن العمل.
وتشير البحوث إلى أن أرباب العمل يضيعون فرصا من استغلال القدرات التي يمتاز بها المصابون بالتوحد عن غيرهم مثل القدرات الفريدة في إدراك الأنماط والتسبيب المنطقي فضلا عن قدرة مذهلة في الانتباه للتفاصيل.
وتشمل العقبات التي يجب التغلب عليها لإطلاق عنان إمكانيات المصابين بالتوحد: نقص في التدريب المهني، والدعم الضعيف في التوظيف، والتمييز في المعاملة.
و في السياق ذاتة أكد الأستاذ حسين عادل الأمين العام المساعد ان الجمعية العامة للأمم المتحدة،
كانت قد حددت يوم الثاني من أبريل يوما عالميا للتوعية بمرض التوحد لتسليط الضوء على الحاجة إلى تحسين حياة الأطفال والبالغين الذين يعانون من هذا المرض، بما يكفل لهم التنعم بحياة كريمة على أكمل وجه.
ويهدف اليوم العالمي للتوعية بمرض التوحد إلى تعزيز فهم أكبر للمرض وتمكين الآباء من السعي إلى علاج التدخل المبكر.
كما يدعو صناع السياسات لكي يوعزوا إلى المدارس أن تفتح أبوابها في وجه الطلاب المصابين بالتوحد.
كما أوضح السيد المستشار عادل عادل عبدالكريم مدير العلاقات الدولية بالمركز رسالته قائلا، “نشجع الإدارات العامة والشركات والمؤسسات التجارية الصغيرة على النظر بمزيد من التمعن في الطريقة التي تنظر بها إلى الأشخاص المصابين بالتوحد،
وتخصيص بعض الوقت لفهم هذا المرض، وتهيئة فرص من النوع المؤثر في حياة الأشخاص”. “ولن يتأتى النهوض بهذه المهمة النبيلة ما لم يتح التدريب المهني الملائم والدعم الكافي،
إلى جانب عملية توظيف قادرة على تمكين الناس من الاندماج بنجاح في القوى العاملة في جميع أنحاء العالم”.
مصر في 2إبريل 2015