أدباخبار عاجلةكتاب و مقالات

زرقاء اليمامة

متابعة – عماد أحمد محمد
هي إمرأةٌ اشتهرت بقوة البَصَر إذ أنها تستطيع أن ترى أي شيء لا يمكن للشخص العادي أن يراه، وتراه هى بوضوح ..
فهي ترى الشخص على مسيرة ثلاثة أيام.وكانت تعيشُ في اليمنِ في منطقةِ تسمى اليمامة.
اسمها الحقيقي هو حذام .. وكانت تُسمى زرقاء اليمامة نسبة إلى بلدها ولأن لون عينيها الجميلتين أزرق.
في يوم من الأيام، سافر والدها التاجر بعيدا وكانت تنتظره بشوق وتترقب عودته. وذات يوم أبصرته من بعيد عائدا مع قافلته فهرعت إلى قومها لتخبرهم. حاولوا أن ينظروا إلى ما أخبرتهم به فلم يستطيعوا وظنوا أنها تتخيل فقط، حاولت أن تقنعهم ووصفت لهم القافلة وحمولتها والكثير من التفاصيل. انصرف عنها الجميع غير مقتنعين بكلام حذام.
في الصباح الباكر استيقظ أهل البلدة على خبر وصول القافلة، ولما رأى الناس أن ما وصفته زرقاء اليمامة من التفاصيل صحيح ودقيق صدقوها.
ولإزالة الشك اختبروها: جمعوا عددا من الحمام ولم يخبروها بالعدد ثم قاموا باطلاقه بعيدا وتفرق في أنحاء متنوعة، طلبوا من زرقاء اليمامة أن تعده، ففعلت. آنداك تأكدوا من موهبتها وقوة بصرها..
كانت اليمامة عينا لكل البلدة تخبرهم بكل ما تراه آتيا نحو البلدة.
ولما أراد أحدهم غزو بلد اليمامة، قام الجنود باقتلاع الشجر والسير به لكي لا تراهم حذام.
لما لاحظتهم زرقاء اليمامه أخبرت قومها بذلك فتعجبوا ولم يصدقوها و ذهبوا للنوم غير آبهين بما قالت ظانين أنها فقدت موهبتها أو أنها تخرف أو تتخيل فقط !
في الصباح وصل الجيش ودخل البلدة وقتل من قتل من السكان ومن أهل حذام، ولما لم تشأ زرقاء اليمامة أن تعمل لدى العدو قاموا بحرمانها من نعمة البصر !

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى