اخبار عاجلة

السوشيال ميديا في حياتنا

كتب د : فوزي الحبال
روى الإمام ابن الجوزي حادثة وقعت أثناء الحج في زمانه،و بينما الحجاج يطوفون بالكعبة ويغرفون الماء من بئر زمزم قام أعرابي فحسر عن ثوبه ، ثم بال في البئر ، والناس ينظرون ، فما كان من الحجاج إلا أن انهالوا عليه بالضرب حتى كاد يموت ، وخلّصه الحرس منهم ، وجاؤوا به إلى والي مكة ، فقال له قبّحك الله ، لِمَ فعلت هذا ؟ قال الأعرابي حتى يعرفني الناس ، يقولون هذا فلان الذي بال في بئر زمزم !
ومع شناعة هذا الفعل ، وغرابته إلا أن قصة هذا الأحمق قد سطرت إسمه في التأريخ رمزاً للسخافة والخَرَق , وإلا فما الداعي لهذه الفعلة الشنيعة إلا الحرص الشديد على بلوغ المجد ، والشهرة .
وفي وقتنا الحاضر كثر البوالون في وسائل التواصل ، فتجد أحدهم يسعى الى الشهرة بقدر ما يروع ، ويخوف الآخرين ، والآخر بقدر ما يفسد ، وينتهك من الأخلاق والعادات ، وآخر بقدر ما يلهو ، ويلعب بالنعم ، وأخرى بقدر ما تتعرى ، وتتكشف ، وتبدي من جسمها ومكنونها !
مشاهير الحمق ، والافلاس في زماننا هذا هم ، وباء ، وشر ، وفتنة ، حيث أن كثيرا من أبنائنا وبناتنا بل وبعض الكهول الذين بلا عقول ، قد تأثروا بهم ويتابعون جديدهم بل قد اتخذوا منهم قدوات ،لله المشتكى .
لم نعد نميز بين الصادق والمنافق وبين المظلوم والظالم، بين من يتحلى بهذه الأخلاق ومن يفتقدها فالجميع أصبحوا يتحلون بهذه الصفات والأخلاق والأغلب لا تمت لواقعه بصلة.
هؤلاء المشاهير قد أفسدوا علينا الماء المبارك ، والهواء المبارك ، والأرض المباركة ، فاستحقوا أن يسموا بالبوالون في وسائل التواصل ،و لا كثر الله من أمثالهم .
أتقوا الله في هذه الوسيلة التي لا غنى لنا عنها في عصرنا الحاضر، و أن تستعمل بالشكل الصحيح والسليم .

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى