الشاعر . عباس محمود عامر
“مصر”
أحمد فرحات يكتب : الكرامة
تعقيبا على المقال الأسبوعي للناقد الأكاديمي الجليل أ.د.أحمد فرحات بعنوان “الكرامة” :
الكرامة هي حق إنساني من الحقوق الإنسانية التي كفلها الله للإنسان في الحياة؛ بصرف النظر عن شكل ولون وجوهر كينونته، كما كفلت هذا الحق جميع دساتير دول العالم، فالكرامة مرتبطة بجوهر الإنسان؛ لذلك حينما يولد الإنسان تولد معه كرامته، فلا يحق للفرد أن يفرط في كرامته لأن كرامته هي قيمته الروحية والمعنوية والسيكولوجية والعقلية والمادية ومن خلالها يُحترم لذاته، وأن يُعامل من خلالها بطريقة أخلاقية، ولا يعرض الفرد نفسه للذل والإهانة مهما كانت الأسباب والظروف؛ لكي يشعر أنه مخلوق عزيز وشريف ومحترم، ولا يذل الآخرين في كرامتهم أو يهينهم ليسلب منهم كرامتهم، والانسان كي يشعر بكرامته يجب أن يكون كريما بأخلاقه الحميدة في تعاملاته مع الآخرين؛ كما قال المناوي صاحب كتاب الكواكب الدرية في تراجم السادة الصوفية (أن الكرامة اسم للإكرام وهو إيصال الشيء الكريم أي النفيس إلى المكرم).
القرآن الكريم كرم الإنسان تكريما ربانيا ؛ يقول الله تعالى : (ولقد كرمنا بني آدم، وحملناهم في البر والبحر)، ثم قوله تعالى (ونفخت فيه من روحي الحجر) .
الفيلسوف الألماني (إيمانويل كانت) تطرق إلى الحديث عن القيم المطلقة، حيث تحتل كرامة الإنسان الأولى من هذه القيم، ورأى أن الكرامة هي سمة، وجوهر الكائن الإنساني، وهي وعي وعقل، وممارسة أخلاقية، لأن الإنسان يعرف بأنه كائن أخلاقي يتمتع بالعقل .
يجب أن نعتز بكرامة الإنسان كما قال شاعرنا (المتنّبي):
عشْ عزيزاً أو مت وأنت كريم
بين طعن القنا وخفق البنود
وهناك فرق بين الكبر والكرامة، فالمتكبر قد يرد الحق ويزدري الناس بخلاف صاحب الكرامة فهذه ليست من صفاته.
والكبرياء ليس من شيم الإنسان الكريم صاحب الكرامة؛ كما قال صاحب تاج العروس: والكبرياء هو الترفع عن الانقياد، ولا يستحقه إلا الله تعالى؛ قال تعالى: الكبرِياء ردائي والعظمة إزاري، فمن نازعني في شيء منهما قصمته ولا أُبالي.
في العلم نجد أن الكرامة الحقيقية هي الإستقامة؛ لذلك الكرامة تعطي لضعيف الإيمان لتقوي إيمانه، فعلى كل إنسان أن يستقيم لتعظم كرامته .
كل مقال من مقالاتك دكتورنا الجليل يرفع بنا إلى مصاف النبلاء .. وكنت أنت أعظم النبلاء حينما كرست كل جهودك من أجل العلم والأدب، فلا كرامة لشخص لا يعترف بمعروف غيره .
لا تتصور أن أحدا يتغير، فقط ينكشف معدنه لك مع مرور الوقت، فلا تندم على خير قدمته لمن لا يستحق، اعمل الخير في أهله وفي غير أهله، فإن لم تجد له أهلا فأنت أهله، وعش بكرامة وشرف.
إنَّ الكرامةَ إنْ هانت على رجلٍ
أمسى كهيئةِ من يحيا على العلفِ
ظنَّ الحمارُ وكلُّ الناسِ تركبُهُ
أنَّ المعالفَ فيها منتهى الترفِ
ما أجملَ الموتَ إنْ يُطلَبْ فدى شرفٍ
وأقبحَ العيشَ إنْ أضحى بلا شرفِ
جعل الله الصلاح والإصلاح في يد المرأة؛ فإن صلحت صلح الببيت كله، وإن كان القيّم عليه فرعون، وإن فسدت فَسَدَ البيت كله، وإن كان القيّم عليه نبيا.
هي الشمسُ أصلُ النور إنْ هي أشرقت
كأم يوسف جاءت في التأويل هي الشمسُ
و ما البعلُ إلا صورة من ضيائها
كما ترى في المرايا نفسَها النفسُ
و من قال عنها نقص عقل و ملة
وهُن لنا لبسُ و نحن لها لبسُ
هي الثوب فإن طهرت فالبيت طاهر
و إن دنِسَت فالبيت قد شابه رجسُ
نعيش زمنا تعددت فيه العلاقات ما بين واقع وافتراضي، لا ترتضي بعضهن فيه بعلاقة واحدة كتبها الله لها أو لم يكتبها، فتُعدد العلاقات ولا تكتفي بعلاقة واحدة، تحب أن تكون محاطة بجميع الأنظار أو بجميع الرجال الذين يلبون رغبتهم فيها؛ فهي تفرح بذلك وتدمنه إدمانا. وتلك هي الأقل قيمة بل الرخيصة!
ينعدم لديها الحياء، ويقل الوفاء، ولا عيب عندها، ولا حلال ولا حرام، معجونة بماء الكذب، تعرف كيف تصيد فريستها وتدخل إليه من باب الشغف بالعلاقة، عن طريق حوار لا يرقى إليه إلا سفلة الناس، تكذب في المشاعر فتنتقل إلى هذا وذاك وبمجرد انتهاء المصلحة تتحول إلى غيره أكثر نفعا لها.
إياك.. إياك أن تندم أنك عاملت الناس بطيبة قلبك وصفاء نيتك يكفي أن الله تعالى يرى خالص نواياك، وعلى نياتكم ترزقون، ومن عاش بصفاء القلب نجاه الله من كل كرب، فكن واثقا أنه: لا حيلة في الرزق ، ولا شفاعة في الموت ، ولا راحة في الدنيا ، ولا راد لقضاء الله ، ولا سلامة من ألسنة الناس.
كل الناس يمكنك أن تسامحهم، وتعفو عنهم إلا شخصا واحدا من أثقل قلبك بالهموم . فلا تتنازل أو تتواضع لمن أهانك، ولاتحِن ولا تشتق لمن بالرخيص باعك، ولاتحنُ على من قسا عليك عامدا، ولاتضعف أمام من عليك استقوى، ولاتبُحْ إلا لمن يقبل الشكوى، لله وحده كن صاغرآ،أما للبقية فكن أنت الأعز والأقوى.
ولا تتعلق بشخص لا يفي لك، وليس همه إلا جمع عدد المهوسين فيه، والمعجبين بصوره، فكل امرأة تهتم أن تكون فاتنة، جميلة، مثيرة بعيون غير عيون حلالها هي تافهة لا قيمة لها، رخيصة!