أدب

تأملات فى قصيدة (بكائية المساء) 

للشاعرة الجزائرية/ سحر القوافي
بقلم / فاروق الحضري 

(بكائية المساء)
========
للشاعرة / سحر القوافي
_____________
حل المساء..
في غرفتي دلف المساء..
ضريرا.. عاتيا..
ممتدا في المدى..
متجذرا في الجراح..
محفورا في الروح..
يموج بين الأرض والسماء
حل المساء..
يزحف بالعتمة والأسى
يطفئ الشموع..
يغبش الفضاء..
ويمطر الدموع..
يملؤني بالأوجاع والصقيع
وحل المساء
مرا.. مالحا.. حارقا.. أخرسا
يرمد أشلائي..
يجفف ينابيع أحلامي
ويلوح بالسراب والجفاء
اتوسد آلامي..
تخنقني أعتى أشجاني..
وتلفحني أمواج اللظى
تحرق وتيني.. وتكويني..
وترمد كياني..
فيهيج الشقاء..
يفتت وجداني..
ويتسلل طيف الفناء
يغمرني.. وينعاني..
وهم الوفاء..
يردد النشيج..
يبكي ربيعا انقضى
عمرا كالوهم مضى..
يبكي سارياتي المحطمة
وأشرعتي الممزقة..
يبكي حطامي المبثوث في الورى
وسكرات الردى.
============.

عندما ترشق الهموم الإنسان بسهامها فتنبت فى طريقه الأشواك ويمزق قلبه القتاد ، وبجافيه الليل الطويل بانياب الوحش الكاسر ونظرات الأسى..ومساء الشاعرة يختلف عن غيرها يأتي إليها حاملا الهموم والأوجاع ،يبكي بحسرة أياما جميلة ورببعا ضاحكا فيجدد الآلام ويضيف ملحا على جرح لم يندمل فيثقل الكاهل بالهموم ، وهكذا لاتدوم الدنيا على حال ..القصيدة لوحة فنية مكتملة العناصر رسمت فيها الشاعرة قصة المرأة والرسالة واستعانت فيها بعناصر الصوت والضوء والحركة لتببن لنا مدى تأثر المرأة بالحنين إلي الماضي والذكريات الجميلة وكيف يغوص الإنسان فى عمق الحرف والخيال ويستنشق العبير والظلال من بساتين الكلمات ويسرح فى عالم المتعة والسعادة ..تحققت الوحدة العضوية بشقيها وحدة الموضوع..ووحدة الجو النفسى واطربتنا بموسيقى هادئة وموسيقى خفية حيث جاءت الألفاظ واضحة تنساب كالماء من شلال الحزن المتدفق ..شكرا لشاعرتنا ونتمنى ان نسعد بالمزيد والمزبد فقد امتعتنا بكلماتها الشجية ولحنها الجميل ..فقد شقيت لتسعدنا، و حزنت لتمتعنا

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى