أدب

الأولاد

 تعقيبي على المقال الإسبوعي للناقد الأكاديمي الجليل أ.د.أحمد فرحات بعنوان “أولادكم ليسوا لكم” :

  الأولاد 

===== 

بقلم الشاعر.عباس محمود عامر

“مصر”

    الأولاد هم زينة الحياة الدنيا..هم الجيل القادم .. هم المستقبل ..هم عمار الكون إلى يوم القيامة .. لكنهم لا يطيقون الزفير الذي نفثه الماضي .. بل يتنفسون الهواء المتجدد الذي ينعشهم في الحاضر والمستقبل لبناء شخصيتهم في حياتهم .. ومن زرع وأصلح حصد حياته الكريمة .. والذرية الصالحة التي تنفع الأسرة والمجتمع .

         قال الله تعالى ” المال والبنون زينة الحياة الدنيا” .. كان رد الله في هذه الآية على الذين يفتخرون بالمال والأبناء.. كما قال عز وجل “يوصيكم الله في أولادكم” .

ويقول الرسول المصطفي “الرجل راع في بيته ومسؤول عن رعيته .. والمرأة راعية في بيت زوجها ومسؤولة عن رعيتها “.

وقال علي بن أبي طالب رضي الله عنه: “المال والبنون حَرْث الدنيا .. والأعمال الصالحة حَرْث الآخرة .. وقد يجمعها الله لأقوام”.

   لذلك يجب على الرجل أن يحسن اختيار الحبيبة والزوجة الصالحة بأن يجمعهما حب الروح أولا .. لأن حب الروح هو الزواج الرباني الحقيقي .. وحب الروح هو أول رسالة ربانية قبل كل الرسل أنزلها الله بين آدم وحواء أيقونة في القلب لضمان استمرار الحياة .

   كما أن الزوجة هي الأساس في تربية الأبناء .. وفي تكوين خلية الأسرة التي يتشكل منها بناء المجتمع .. فيجب أن نعلم الأبناء الأخلاق الحميدة .. ويكون الأب هو القدوة الحسنة بالقيم الإنسانية الصالحة .. لبناء مجتمع يحمل كل معاني الوطنية ينشر الرفاهية بالثقة والحب والسلام بين أفراده .  

عن جابر رضي الله عنه أن رجلاً قال: يا رسول الله إن لي مالاً و ولداً ، وإن أبي يريد أن يجتاح مالي، فقال: “أنت ومالك لأبيك” طالما كان محتاجا .. يظل الأولاد ملكا لأبيهم .. وبرا لوالديهم .. كما أنهم أيضا ملكا للوطن في التنمية المستدامة وفي الدفاع عنه لتظل رايته مرفوعة دائما بإخلاصهم وتفانيهم . 

 أدعو الله دكتورنا الغالي أن يمنحك الشفاء العاجل .. لتعود لنا برمزك الراقي الذي يعلو بك وبنا في الساحة الأدبية إلى مصاف النبلاء .  

الشاعر.عباس محمود عامر

“مصر”

=======================

أولادكم ليسوا لكم

بقلم

أ.د.أحمد فرحات 

كتاب النبي لجبران طبع سنة 1923م يعني منذ مائة عام بالتمام والكمال.

جاءت كلمات الكتاب سياطا تفري أحشاءنا وتجلد ظهورنا

من فقراته العميقة الدالة الحديث عن الثالوث: الأولاد والزواج والعطاء

فقال عن الأولاد:

أَوْلادُكُمْ لَيْسُوا لَكُمْ، أَوْلادُكُمْ أَبْنَاءُ الْحَيَاةِ الْمُشْتَاقَةِ إِلَى نَفْسِهَا

بِكُمْ يَأْتُونَ إِلَى الْعَالَمِ، وَلَكِنْ لَيْسَ مِنْكُمْ.

وَ مَعَ أَنَّهُمْ يَعِيشُونَ مَعَكُمْ، فَهُمْ لَيْسُوا مِلْكاً لَكُمْ ، أَنْتُمْ تَسْتَطِيعُونَ أَنْ تَمْنَحُوهُمْ مَحَبَّتَكُمْ، وَلَكِنَّكُمْ لاَ تَقْدِرُونَ أَنْ تَغْرِسُوا فِيهِمْ بُذُورَ أَفْكَارِكُم؛ لأَنَّ لَهُمْ أَفْكَاراَ خَاصَّةً بِهِمْ، وَفِي طَاقَتِكُمْ أَنْ تَصْنَعُوا الْمَسَاكِنَ لأَجْسَادِكُمْ .وَلَكِنَّ نُفُوسَهُمْ لاَ تَقْطُنُ فِي مَسَاكِنِكُمْ، فَهِيَ تَقْطُنُ فِي مَسْكَنِ الْغَدِ، الَّذِي لاَ تَسْتَطِيعُونَ أَنْ تَزُورُوهُ حَتَّى وَ لاَ فِي أَحْلاَمِكُمْ.

وَإِنَّ لَكُمْ أَنْ تُجَاهِدُوا لِكَيْ تَصْبِرُوا مِثْلَهُمْ، وَلَكِنَّكُمْ عَبَثاً تُحَاوِلُونَ أَنْ تَجْعَلُوهُمْ مِثْلَكُمْ.

لأَنَّ الْحَيَاةَ لاَ تَرْجِعُ إِلَى الْوَرَاءِ، وَلاَ تَلِذُّ لَهَا الإِقَامَةُ فِي مَنْزِلِ الأَمْسِ.

أَنْتُمُ الأَقْوَاسُ وَأَولاَدُكُمْ سِهَامٌ حَيَّةٌ قَدْ رَمَتْ بِهَا الْحَيَاةُ عَنْ أَقْوَاسِكُمْ.

وله في الزواج

ليملأ كل واحد منكم كأس رفيقه، ولكن لا تشربوا من كأس واحدة.

أعطوا من خبزكم كل واحد لرفيقه، ولكن لا تأكلوا من الرغيف الواحد.

غنوا وارقصوا معًا، وكونوا فرحين أبدًا، ولكن فليكن كلٌّ منكم وحده،

كما أن أوتار القيثارة يقوم كل واحد منها وحده، ولكنها جميعًا تخرج نغمًا واحدًا.

ليعطِ كلٌّ منكم قلبه لرفيقه، ولكن حذارِ أن يكون هذا العطاء لأجل الحفظ؛ لأنَّ يد الحياة وحدها تستطيع أن تحتفظ بقلوبكم.

قفوا معًا ولكن لا يقرب أحدكم من الآخر كثيرًا؛ لأن عمودَي الهيكل يقفان منفصلَيْن، والسنديانة والسروة لا تنمو الواحدة منهما في ظل رفيقته.

وله في العطاء قول طيب:

جميل أن تعطى مَن يسألك ما هو فى حاجة إليه، ولكن أجمل من ذلك أن تعطى مَن لا يسألك وأنت تعرف حاجته، فإن مَن يفتح يديه وقلبه للعطاء يكون فرحه بسعيه إلى مَن يتقبل عطاياه والاهتداء إليه أعظم منه بالعطاء نفسه. وهل فى ثروتك شىء تقدر أن تستبقيه لنفسك؟، فإن كل ما تملكه اليوم سيتفرق ولا شك يومًا ما؛ لذلك أعطِ منه الآن ليكون فصل العطاء من فصول حياتك أنت دون ورثتك» .

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى