اخبار عاجلةكتاب و مقالات

زواج ذوي الاحتياجات الخاصة…..متى ينجح ومتى يحكم عليه بالفشل؟

بقلم أ : سما الجوادى
أخصائى امراض تخاطب وتاهيلي يشكل الزواج إضافة لتنظيمه علاقة الجنس بين الرجل والمرأة وما ينتج عن هذه العلاقة من حقوق والتزامات على الزوجين معاً

وعلى الأبناء, خلية اقتصادية قوامها الإمكانات المادية للزوجين ومجال للرضا العاطفي والاستقرار النفسي وبداية لعلاقة اجتماعية واقتصادية متحركة.

ويتشكل المضمون الاجتماعي الناجم عن هذا الارتباط برباط الزوجية ويتحدد وظيفياً بأطر المجتمع وظروفه التاريخية المحددة في مراحل تطور معينة.‏

من هذا نرى أن الزواج والأسس المبنية عليه يخضعان لمعايير الجماعة وقيمها السائدة التي تتحدد بأطر المجتمع وتنظيماته المختلفة.‏

في تحقيقنا الآتي نضع بين أيديكم مشكلة مهمة جداً ألا وهي زواج المعوقين, وإجابة لتساؤلات كثيرة منها:‏
– هل زواج ذوي الاحتياجات الخاصة أمر طبيعي..?‏
– من الفئة الأكثر قدرة على الزواج بينهم..?‏
– ما رأي القانون والدين والاختصاصيين..?‏
– هل زواجهم من بعضهم صواب أم يجب أن يكون أحد الطرفين سليماً?‏
– ما آراء المعوقين وذويهم..?‏
– هل تحول الإعاقة دون تحقيق السعادة الزوجية..?‏
كلها أسئلة نأمل أن نجيب عليها.‏
المعوقون: المجتمع مازال ظالماً‏
ومع حوارى مع استاذه
رضية سليمان:الخلافات الزوجية من سنن..الحياة ونواميسها‏

أيوب دياب: لا يمكن أن تحول الإعاقة دون تحقيق السعادة الزوجية‏
مع أصحاب المشكلة‏

الأستاذ مروان عريفة (أبو علاء) متزوج من سليمة كفيف يقول: لا بد من وجود الأرض الخصبة لهكذا زواج وأهم العوامل هو وجود القناعة عند الشريك,

فكل من تزوج عن قناعة لم يجد مشكلة وحياته مستقرة وهادئة وزواج المعوق ضرورة ملحة لأنه يحتاج إلى من يساعده لأنها وسيلة استمرار حياته,

فالإنسان العادي يحتاج إلى من يكمله فكيف بالمعوق, ولضرورة عدم تكرار الإعاقة ونقلها يجب ألا يتم الزواج من الأقرباء.‏

وللأسف حتى الآن ما زال المجتمع يظلم المعوقين وخاصة الفتاة, ففرصها بالزواج أقل بكثير من الشاب المعوق وبعضهم يتم لها الزواج ليتضح لها أنه زواج مصلحة ينتهي بعد انتهاء تلك المصلحة,

فالعلاقات الإنسانية تعود لأخلاق الإنسان ولا ضابط سوى الأخلاق, وأتمنى من المجتمع تجاوز هذه المرحلة والاقتناع بالمعوق وقدراته.‏

وتعلق السيدة أم علاء بالقول: تعرفت على أبي علاء بشخصيته القوية, فهو متحدث لبق متزن ينعكس ذلك على آرائه وهدوئه, يقضي معظم حاجاته بنفسه, واضح بكل أموره,

قادر على التكيف مع المجتمع, التفاهم عامل أساسي في استقرار حياتنا الزوجية, بدأنا من الصغر في حياتنا الزوجية وانطلقنا ولابد من

الإشارة إلى أن المعوق بحاجة لثقة المجتمع والإحساس بحنانه وإنسانيته لا الشفقة عليه, وأرى أن زواج المعوق من سليم ضرورة لأنه سيكون كظله, وبالتالي فهو يكمله.‏

الشاب علاء والآنسة ندى ولدا أبو علاء ويدرسان البكالوريا قالا: لم نشعر بأن الإعاقة سبباً في عدم تلبية حاجاتنا, فالتفاهم موجود ضمن العائلة

ونذهب إلى الحدائق العامة وبزيارات إلى الأهل والأصدقاء, حتى إن الجيران قد تعودوا على معاملتنا كغيرنا دون تمييز,

كما أن الكثير من الجيران والأصدقاء يتمنون حياة هادئة ومستقرة ,متفاهمة كعائلتنا.‏

السيد مفيد الشافي – إعاقة في الأطراف الأربعة (46 سنة)- إجازة في الحقوق ويعمل في كشك يقول: لم أتزوج حتى الآن لعدة أسباب أهمها الظروف المادية, فأنا أحتاج ل¯ 5000 ل.س شهرياً لزوم الإعاقة

إضافة إلى عدم وجود منزل, كما أنني لم أعثر على فتاة تشاركني في التوافق الفكري, لدي أربع تجارب فاشلة ناتجة عن مواقف الأهالي من كلا الطرفين من هكذا زواج,

ما ساهم في تشكيل قناعتي بعدم الزواج إلا من معوقة إعاقة بسيطة من نوع آخر تتناسب مع إعاقتي, لإيماني بأن المعوقة أقدر على فهم شخصية المعوق,

وعلى أن الزواج يجب أن يبنى على أسس علمية, وأهمية زواج المعوق في تحقيق ما يلي: تلبية رغبة جنسية مشروعة وعف النفس عن المغريات, والاستقرار بكل جوانبه

إضافة لأشياء روحية يحققها الزواج والمشاركة الوجدانية, وبناء الأسرة.‏

السيد وليد خليل- مدير مركز تأهيل المعوقين خريج معهد متوسط العمر 38- ويعاني من إعاقة جسدية يقول: الزواج حاجة اجتماعية ونفسية وجسدية

وسبب عدم زواجي هو عدم وجود الفتاةالمناسبة الممكن تخيل بقاء حياتي معها رغم إلحاح الأهل وشعورهم بأنه لابد من وجود من يساعده كمعوق مستقبلاً,

وبالنسبة للشريك كمبدأ ليس مهماً أن تكون معوقة أو سليمة المهم وجود مشاعر الحب والقدرة على متابعة المشوار سوياً,

لكن باعتباري أعاني من إعاقة ربما ستكون مستقبلاً أكثر أفضلها غير معوقة لأنه أحياناً يكون زواج المعوقين من بعضهم البعض عبئاً على كليهما,

فمثلاً من غير المعقول زواج معوقين كل منهم على كرسي في هكذا زواج هم غير مسؤولين عن أنفسهم ولابد من وجود الأهل معهم أو خيار آخر وحيد وهو وضع الزوج أو الزوجة المادي ممتاز فيأتون بخادمة,

ففي المركز تمت أكثر من تجربة ناجحة لزواج معوق مع سليم وبعضهم لديهم الآن أولاد بالرغم من محاربة الأهل لهكذا زواج.‏

فكره المعاق هنا ليس من لا يمتلك اطراف ولكن المعاق هنا افكارنا نحو تفكيرنا بالنقصان
سما الجوادى

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى