اخبار عاجلةتحقيقات و تقارير

وجه آخر للتنمر يجعل من عمرو بطلا

بقلم /ساره هاشم
حكايتك ونس..
هذه الجملة التي اختتم بها عمرو قصته هدفه من نشرها ليس فقط أن يروي تجربته ولكن ليبعث منها طاقة نور وأمل لكل بائس أو محبط
بدأ عمرو بشجاعة في الحديث عن ضعفه و وجعه الذي كان سببا في نجاحه و تحقيق جزءا من طموحه قائلا:
في حاجات بنمر بيها مش سهل علينا اننا نشاركها مع الناس اللي حوالينا من القلب للقلب وحقيقى فكرت كتير قبل ما اقرر انى احكى حكايتى بس فى النهايه اخدت القرار يمكن غيرى يشوف فيها الامل ويلاقى من خلالها الطاقه اللى تخليه يقاوم ويتحدى اى عائق يمر بيه فى حياته

انا عمرو عبد الخالق طفل قدر له انه يتولد ضعيف سمع ،..
اهلي لاحظوا ضعف سمعى اما حسوا انى اتأخرت اووي في الكلام وبعد محاولات وزيارات للأطباء لبست سماعة وبدأت اسمع شويه وانتظمت فى كورسات تخاطب لحد ما بدأت انطق واحدة واحده
..
مر من عمرى 19 سنة كانوا بالنسبة ليا مشوار طويل بين اليأس والأمل ، حب الناس وأذيتهم ليا ، احباط وطموح… وحجات كتير مريت بيها فى الفتره دى من عمرى
…ثم استرسل الحديث عن وصف حاله :
في البدايه كنت طفل انطوائى دايما قاعد لوحدي مبتكلمش مع حد غير مع اهلي لأن للاسف كان لازم علشان اسمع حد اركز معاه اوي
كان شكل السماعات في ودني كبير ودى حاجه كانت مضايقانى وتاعبانى نفسيا جدا وأنا صغير وكان نفسي اوى اكون زى باقى الاطفال ومحسش انى مختلف ،كان كل أما حد يسألني ايه اللي في ودانك دا؟!.. كنت اضايق جدا مع نفسي وعيني تدمع.
..
بحب العب كورة وحريف جدا
بس مكنتش بسمع الناس اللي بتلعب معايا في الفريق وبتعصب دايما علشان مش عارف اسمعهم
وللأسف اصحابي واقرب الاقربين ليا كانوا بيستغلوا اني بتعصب بسرعة ويعصبوني ويضحكوا عليا مره فى مره كنت اتضايق اكتر ومره فى مره كنت نفسيا بنهار

نفس الصحاب دول كانوا بيستغلوا ان مخارج الحروف عندى مش واضحه اوى واحيانا بسمع غلط فيخلوني اردد كلام وراهم واما اقول غلط يضحكوا عليا بيتريقوا ويجرحونى بهزارهم وكلامهم اوقات كان ممكن اضحك معاهم بس حقيقى من جوايا كنت بنكسر وكنت ببقى عايز انفجر فيهم
كان احساس صعب جدا اما تشوف الناس اللى شايفهم صحابك بيكسروا فيك ويقللوا منك بسبب عيب مش لك يد فيه
احساس صعب لما تشوفهم بيضحكوا قدامك وانت شايف حركات شفايفهم ومش سامع او سامع نغم ضحكهم رغم السماعات عالية.
..
حاولت اريح اعصابي واقلع السماعات اما اكون عايز اركز فى حاجه او اذاكر بلاقي نفسي بنجز بسرعه احسن من اي حد طبيعي واللي انا بذاكرة في نص ساعة غيري بيذاكرة في ساعات طويلة
..
تمر الايام بمواقف زي اللي فاتت لحد ما لقيت مجموعه شباب كانوا اقرب ناس ليا أو كنت متصور كدا حقيقه انا كنت بحبهم جدا وأحب اتكلم معاهم اووي وزينا زي اي شلة عندنا جروب بنتكلم فيه وبنهزر لحد ما لاحظت ان مفيش حد فيهم بيتكلم او بيرد على وعلى هزارى وانا بس اللي بتكلم
بقيت احس بغربه غريبه معاهم مكنتش فاهم ليه
وعلشان ربنا كان عايز يقولي متتكلمش مع الناس دي تاني وابعد عنهم
بالصدفة البحتة وقع في ايدي محادثات ليهم بيقولوا عليا اني رخم
وعملوا جروب تاني وطلعونى منه لمجرد انى بحب اتكلم معاهم دايما خصوصا ان مليش صحاب غيرهم اتكلم معاهم

شوفت الحجات اللي بتتقال عليا وشوفت الجروب التاني ووانا بتفرج عيني بتنزل دموع من غير ما احس وانهيار مكنتش بنام من كتر اليأس والاحباط
..
الحقيقه اهلى حسوا باللى بمر بيه وحاولوا يخرجوني من الموضوع ده بسرعة
وبرغم ان الموقف دا قد يبدو موقف متكرر فى حياه ناس كتير بس بالنسبالى كان نقطة فاصلة جدا في حياتي واداني قوة ان اخليهم يبقوا هما اللي نفسهم يتكلموا معايا

في الفترة دي اجتهدت واشتغلت علي نفسي
اخدت بطولات الجمهورية في العاب القوة جري
اخرهم من اسبوع اخدت الثانى على الجمهوريه فى سباق 200 متر ، والاول فى سباق 400 متر
كنت كل أما اجرى كنت افكر فى اللى حصل معايا واحس بحافز يخلينى اجرى اكتر ومحسش بالتعب
وبقي عندي هدف وجريت وراه
اتعلمت جرافيك
اتعلمت مونتاج واخراج
اشتغلت واشتغلت كمان علي نفسي
اما بعدت عن صحابى المزيفين بدأت اشوف حياتى بجد ويبقى عندى هدف
اهلى و أخويا حفزونى خلونى اخد قرار مع نفسى يبقى ليا شخصيه قويه واجرى ورا احلامى مش ايأس ومش أتهز

فى الثانوية العامة ناس كتير قالتلى ان مستحيل امشي ف ثانوي خصوصا كان سمعي كل سنة كان بيقل ومكناش عارفين السبب
بس انا دخلت وهدفي اني اجيب مجموع عالي وقعدت اذاكر طول السنة واتمرن علشان احقق بطولات
وكان فاضل 4 شهور علي امتحان 3 ثانوي اخر سنة
وفجأه فقدت سمعي تماما صمت رهيب
مش سامع حتي نغم اصوات الناس
مكنتش بشوف غير حركات شفايف بس واركب الجمل عليها
وكان لازم اعمل قوقعة
بعض المدرسين بتوعي فقدوا الامل وخلاص قالوا ان لو نجحت خير وبركة
اني لازم اقسم السنة بتاعتي
بدأت الناس تلوم اهلي انتوا ازاي تدخلوه ثانوي عام في الظروف دي
يأس واحباط بس بردوا هدفي قدام عيني وواثق ان هغلبهم كلهم
بس الاصعب ان انا بقي نسبة سمعي 5%
مبسمعش!
وصوتي دايما عالي
كان نفسي الناس تراعي اني فاقد السمع تماما
كنت بتعصب لما بشوف ناس بتتكلم قدامي
وكانت بتطاردني فكره هل هعيش كدة طول عمري ولا العملية هتنجح!؟
حاولت مركزش في اي تفكير
و جيت علي نفسي واستغليت ده وذاكرت
النتيجة طلعت!
كل الناس منتظرة مجبش مجموع وانا بيني وبين نفسي بختار الكلية اللي انا عايزها لان واثق اني هجيب مجموع
وتليفون يجي لوالدتي عمرو جاب 82%
فرحة هيسترية وفرحة بدموع من اهلي
ممكن يكون في نظر اي حد مجموع صغير بس بالنسبة للي انا شوفته ده انجاز قوي جدا
واثناء م النتيجة بتطلع عملت زرع قوقعة
وانا بلبس جهاز القوقعة وسمعت كلمة
انت سامعني يا عمرو كان نفسي اعيط من الفرحة واقوم ابوس كل اللي قدامي من فرحتي
انا اول مره في حياتي اسمع
ايه ده
ده طعم السمع حلو اوي!
اخيرا هعرف الناس بتقول عليا ايه
خلاص انا هتكلم في التليفون واسمع اللي بيكلمني
كل ده اتردد في زهني مع اول كلمة اتقالتلي وانا لابس القوقعة

جالي كليات كتير اوي بس قررت ادخل حقوق
ودخلت حقوق
كل الناس دلوقتي بتقولي ان الكلية صعبة عليا وبيلموني انا واهلي وفيه ناس قالت اني مش همشي في الكلية دي
بس هنا بدأ هدف وتحدي جديد سيادة المستشار
وواثق ان الهدف ده هحققة قريب اوي باذن الله
ده غير هدف اني هكون بطل عالم في يوم من الايام ان شاء الله

..
ده غير ان عندي صحاب دلوقتي عمرهم مهيتعوضوا هفضل طول عمري احارب علشان احافظ عليهم علشان دول الصحاب اللي بجد
الصحاب اللي بتشجع مش بتحبط

وفي النهاية حابب اشكر ابطال القصة دي صحابي المزيفين اللي وصلوني لمرحلة حاليا اني ابقي قوي لولاهم كان زماني واحد اقصي هدفي ان اقوم من النوم اقعد اهزر مع صحابي المزيفين علي الجروب شوية وانام تاني ?
وفي المقام الاول اهلي جدتي و امي وابويا واخويا اللي هما السند فعلا
..
ادعولي كتير المرحلة اللي جاية هي اصعب مراحل حياتي واقوي تحدي بالنسبه ليا
#حكايتك_ونس ♥️
#صوتك_ونس ❤️
الخلاصة ان الإيمان بالله و الإرادة تفتح آفاق جديدة مهما كانت الحواجز
و ان كان التنمر صنع هنا ناتج ايجابي بفضل الله وإرادة عمرو و سند الأهل ، إلا أنه دمر الكثير و أحبطهم
نحن نفخر بعمرو و أمثاله و نسعى لاختفاء مثل تلك الظاهرة القاسية و المعدومة من الإنسانية .

ربما تحتوي الصورة على: ‏‏‏٢‏ شخصان‏، و‏‏‏‏أشخاص يقفون‏، و‏أشخاص يمشون‏‏ و‏نشاطات في أماكن مفتوحة‏‏‏‏
ربما تحتوي الصورة على: ‏‏شخص واحد‏، و‏‏‏ممارسة رياضة‏ و‏نشاطات في أماكن مفتوحة‏‏‏‏

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى