اخبار عاجلةتحقيقات و تقاريرمتابعات

* ظاهرة العنف في المجتمع *

كتب / د: حجازى احمد حجازى

في الآونة الأخيرة انتشرت ظاهرة غريبة وبعيدة كل البعد عن مجتمعنا المصري.
ظاهرة تبث الرعب والقلق في نفوس الآمنين.
ظاهرة تشيب لها الرؤوس.
ألا وهي ظاهرة العنف بكل ما يترتب عليها من ظواهر.
حيث تطالعنا الأخبار يوما بعد يوم :
أن فلانا قتل فلانا !
وان زوجة فلان قد قتلها زوجها !
وان فلانا قد قتلته زوجته !
وان الطالب كذا قد قتله زميله !
وان فلانا قد قتله ابنه او ابنته !
وان فلانا قد قتل شقيقة او شقيقته !
أخبار مفزعة لم يتعود عليها مجتمعنا
وللأسف أن كل هذه الجرائم لا تأتي من أشخاص غرباء عن بعضهم البعض بل تأتي من أشخاص تربطهم روابط وأسس وثيقة
ترى ما هذا ؟
وما الذي أصاب مجتمعنا ؟
وما أسباب ذلك ؟
وما علاجه ؟
* وهنا أقول أن كل ذلك ناتج عن بعد عن قيم ديننا الحنيف .
* ناتج عن جهل بأحكام الشريعه .
* ناتج عن ثقافات ومؤثرات دخيلة على مجتمعنا .
* ناتج عن سلوكيات شاذه ونسيان انه كما تدين تدان .
أما عن البعد عن القيم الدينيه :
فإن الإنسان إذا كان على علاقة وثيقة بربه ويخاف من معصيته فلا شك أنه سيكون بعيد كل البعد عن العنف ضد الآخر .حيث يقول تعالى على سبيل المثال: ( … إن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر والبغي ) سورة العنكبوت أية ٤٥ .
أما عن الجهل بأحكام الشريعة :
فإن الإنسان إذا كان عالما بأحكام الشريعه الخاصة بالطلاق والحدود والجنايات أو بغيرها مما ينظم علاقات الناس ببعضهم البعض مثل أحكام الأسرة والميراث فلا شك أنه سيكون بعيدا أيضا عن العنف وعن الجريمة .
فلقد شرع الله الطلاق عندما تستحيل العشرة بين الزوجين ولا يستطيعون إصلاح ما بينهما .
وشرع الخلع أيضا حينما تتضرر الزوجة ويمتنع الزوج عن الطلاق
كما أن الشريعة لم تتجاهل حد القذف و اللعان بل قد وضحت ذلك .
أما عن الثقافات الدخيلة :
فإن مجتمعنا أصبح يميل إلى التقليد للغرب بحجة تقدمهم وأصبحت ملابسهم موضه كما يسمونها لنا وأصبحنا نقلدهم في الحرية الشخصية وأن الإبن أو البنت له حريته وحياته الخاصة وانتشرت الصداقات بالعديد من مسمياتها التي نسمعها اليوم وساعد وساهم في ذلك تطور وسائل الاتصال الصوتي منها والمرئي في حين أن شريعتنا قد حددت ووضعت ضوابط للعلاقات والحريات والصداقات جميعها تصون أبنائنا وبناتنا وتحفظ كرامتهم .
أما عن السلوكيات الشاذة :
فإن الإنسان عندما يعصي ربه نجده بدلا من أن يتستر نجده يفخر بذلك .
عندما يوقع بنتا في شباكه نراه يفخر بذلك .
عندما يغوي زوجة لرجل آخر نراه يفخر بذلك .
ونسي انه كما تدين تدان !!!
حقا كما تدين تدان والجزاء من جنس العمل .
وهنا أتذكر الرجل الذي ذهب إلي النبي صلى الله عليه وسلم يطلب منه الترخيص له بالزنا فكان رده صلوات الله وسلامه عليه: ( …أترضاه لأمك أترضاه لبنتك ….) وهنا وجد الرجل أن ما يرغب فيه لا يحب أن يحدث لأهله وهنا عاد إلى رشده .
حقا ما أجمل ديننا وما اروع شريعتنا .
أما عن العلاج :
فلا شك أن الأسرة هي اللبنة الأولى في تكوين المجتمع والتي إن صلحت صلح المجتمع والعكس صحيح .
وتبدأ من اختيار الزوج للزوجة المناسبة وكذا الزوجة أيضا للزوج المناسب واختيار اسم من أسمائنا التي تعودنا عليها وليست الأسماء المدبلجة أو المترجمه التي نسمعها اليوم وهي نوع من الثقافات الدخيلة .
والتنشئة الدينية السليمه للأبناء وإرشادهم لمكارم الاخلاق واحترام الكبير وصلة الرحم وطاعة الوالدين .
نعم:
من وجهة نظري الأسرة والبيت هما الأساس !!!
فإذا نشأ الإبن أو البنت في بيئة طيبة مباركة فلا شك أن ذلك سينعكس على المحيطين به ونلاحظ ذلك كمجتمع في :
زي محترم _ واسلوب راق _ وأدب جم _ وحسن معامله _ واحترام وتقدير للكبير .
هذا بالنسبة للظاهرة والأسباب والعلاج .
أما بالنسبة لما هو موجود في شوارعنا اليوم :
فهو لا شك بعد عن كل ما سبق!!!
وعليه:
ينبغي توظيف الخطاب الديني للتذكير بالأسس السليمه للمجتمع وعمل قوافل تجول المدارس والجامعات تحث على نبذ العنف وحسن المعاملة والإلتزام بالقيم السليمة .
وكذا تشديد العقوبة عل كل من يروع الآمنين ومن يخدش سترهم .
وأن يوظف الإعلام في الحث على القيم الصحيحة .
ووضع خطة شامله مكونه من لقاءات وندوات وبرامج وحوارات تثقيفيه وتربوية للمجتمع .
ادعو الله عز وجل أن يحفظنا ويحفظ أبنائنا وبناتنا وأن يجعل بلدنا أمنا أمانا سخاء رخاء يارب العالمين .

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى