اخبار عاجلةمتابعات

السد سدين بعد فشل مفاوضات سد النهضه الكيل بمكيال مصر ومصر تسيطر أفريقيا

السد سدين بعد فشل مفاوضات سد النهضه الكيل بمكيال مصر ومصر تسيطر أفريقيا

منابعة : حنان عبدالله

يبدو أن مصر بدأت تتحدث لغة إثيوبيا بدول حوض النيل ،فالغة السد التى تسعى إثيوبيا لتطبيق أبجديتها متمثلة بسد النهضة سوف تجد نظير لها ،فلن تعد تلك اللغة نادرة أو أحادية الاستخدام بل ستصبح اللغة الأم للعلاقات الدولية التى تتأرجح بين مصر وإثيوبيا.

فآديس أبابا التى أعطت لنفسها الحق المكفول والمشروع بمناطحة القاهرة سوف تندم كثيرا جراء ذلك التعنت والصلف الذى تبديه ،ربما لن يعود الزمن مرة أخرى لكى تستطيع أن تطل برأسها أمام مصر ،فكيف لها أن تفعل ذلك أمام مصر القاهرة!!

استغلت بعض دول الجوار العربى إثيوبيا لكى تستطيع التأثير على مصالح مصر واستراتيجيتها الإقليمية ،فى محاولة لتلك الدول عذراء التاريخ وليس الخفية على القيادة المصرية أن تلعب دورا لنزع القيادة الأفريقية من أيدى القاهرة،ولكن تبوء تلك المحاولات بفشل ذريع دون أى مكاسب تذكر سوى الجلوس بجوار مصر للتفاوض.

سعت تلك القوى التى تتستر بإثيوبيا لتقويض مصر عبر أمنها المائى القومى للخضوع لشروطها بميادين أخرى ،ولكن استخدمت مصر أسلحتها الدبلوماسية فى هدوء تام تجاه هؤلاء الذين أنفقوا الرخيص والثمين من أجل صيد ثمين ،ولكن تلك كيمياء الطبيعة التى تجعل الأسد صائدا وليس فريسة!!

حيث تسعى مصر على صعيد القرن الأفريقى لتدشين سد “روفيجى” الذى يعد أكبر مشروع بتاريخ تنزانيا بتكلفة تصل إلى ٣ مليار دولار،حيث تقوم كلا من شركتى المقاولين العرب والسويدى اليكتريك للكابلات لتنفيذ البنية التحتية الشاملة لهذا السد.

هذا السد الذى يحوى مساحة تخزينية كبيرة من المياة إلى جانب ٤ سدود فرعية،حيث تصل الطاقة الاستيعابية لهذا السد إلى ٣٣ مليار متر مكعب من المياة بسعة إنتاج كهربائى تصل إلى ٢٢٠٠ ميجا بمراحله الأولى ،ويمكن سد “روفيجى” تنزانيا من تحقيق الاكتفاء الذاتى من الطاقة والمياة خلال انتهاء مراحله القادمة إلى جانب فائض كبير.

والجدير بالذكر أن وزير الكهرباء المصرى محمود شاكر هو من وضع حجر الأساس لهذا المشروع فى عام ٢٠١٩،حيث يستطيع “روفيجى” إنتاج كهرباء تفوق ما ينتجه السد العالى،إلى جانب إنشاء محطة للربط الكهربائي بجهد ١٠٠ كيلو فولت مدعوما بجسر جديد يربط بين ضفتى سد “روفيجى”.

حيث أعرب رئيس تنزانيا عن فخره بهذا الصرح قائلا”أن هذا السد سيضع بلاده على خريطة الدول القوية” ،مضيفا أن هذا السد لا يستطيع أحد بناءه سوى بناة الأهرام.

موقع (الدفاع العربى)

يمكننا من خلال ذلك أن نفهم دخول مصر فى هذا المضمار يدشن لعهد جديد لكون القاهرة حاضنة لأحلام تلك الدول التى تريد السير بركاب التقدم،كل ذلك من شأنه أن يفسح المجال فى وجه القاهرة ويقلصه فى وجه آخرين لتعزيز قوة المحور المصرى بالداخل الأفريقى ،والذى من المؤكد سوف يرسخ لقاعدة التوافق الأفريقى التى تدعمه القاهرة بمواقفها ومبادئها المتعاهدة من زمن طويل.

فعودة القاهرة لإقليمها الأفريقى سوف يلقى بظلاله على عودة التعاون بين دول حوض النيل بمجال الطاقة والمياة،مما يتيح للقاهرة كسر قاعدة لى الذراع التى ينتهجها البعض ضد الشعب المصرى ،مما سيترك هؤلاء الذين يتنمرون داخل حدود دولتهم مما يسبب لهم عزلة شديدة.

وبشكل لا يدعو للشك أو إعادة التفكير أن مصر بتلك الخطوة سوف تكون شريكا مثاليا لتنزانيا فى هذا السد،”روفيجى” الذى سوف يتيح للقاهرة توفير الطاقة والمياة لمدة سنوات قادمة من خلال محطة الربط الكهربائي والفائض المائى لهذا السد.

ويأتى سد “إنجا” بدولة الكونغو الديموقراطية وتصل تكلفة هذا السد فى مراحله الأولى إلى ١٤ مليار دولار، وسوف تصل تلك التكلفة الإجمالية فى مراحل السد المتقدمة إلى ١٠٠ مليار دولار،فيما يعد مشروع سد “إنجا” أكبر مشروع للطاقة الكهرومائية على مستوى العالم وذلك لوقوع هذا السد فوق أضخم منحدرات مائية فى العالم تسهل من إنتاج كهرباء كثيفة لخدمة القارة الأفريقية.

وسيتم تدشين محطة توليد كهربائية بقدرة إنتاجية تصل إلى ٤٨٠٠ ميجاوات،ويسعى الرئيس الكنغولى الجديد تشيكسيدى إلى بناء خمسة سدود لإنتاج ٤٤ الف ميجا وات من الكهرباء أى ما يعادل ٤٠ محطة طاقة نووية.

وتسعى مصر من خلال مشروع “إنجا” إلى الربط الكهربائى بينها وبين الكونغو لتوفير طاقة كهربائية كبيرة تحقق لها الاكتفاء الذاتى ،إلى جانب تحويل أفريقيا لمركز طاقة إقليمى لتصدير الفائض إلى أوروبا عبر قبرص.

فاستطاعت مصر إبرام اتفاقية بشركة”يورو أفريكا” القبرصية بقيمة عقد ٢ مليار يورو لمد كابلات تحت البحر المتوسط تصل إلى ٣١٠ كيلو ،وذلك لتوصيل الكهرباء إلى الخارج.

ونجاح مصر فى ذلك كان لها الأثر البالغ فى ترحيب الكونغو بالربط بين نهر الكونغو وروافد النيل،مما يوفر لمصر حصة مياة كبيرة ،وذلك بعد أن فشلت الصين فى استغلال الكونغو من أجل مصالحها فقط،كما باءت محاولة إسرائيل بالفشل لمحاولتها التأثير على مصالح مصر من خلال دولة الكونغو كما فعلت بسد النهضة،ولكن الدبلوماسية المصرية استطاعت ونجحت فى طردهم من محيطها الأفريقي،كما أن القاهرة سوف تقيم مشروعات تنموية كبيرة بدولة الكونغو ستعود بالنفع الكبير لهذا الشعب.

المصدر (موقع الدفاع العربى)

ترجمتنا لهذا أن مصر كانت تعمل بجهد حثيث لتأمين أمنها المائى القومى عندما كانت إثيوبيا تعتقد أنها تمارس ضغوطا تمكنها من استئصال النفوذ المصرى بأفريقيا،تلك الدولة الإثيوبية التى مارست السياسة السوداء لفهمها أن قضية المياة لمصر تمثل حياة أو موت فى مقابل حزم مالية رخيصة.

هذا التعنت الإثيوبى سوف يجعل من السد الذى تتمسك به آديس أبابا فى ظل تهاوى موقفها الدولى و الإقليمى أمام القاهرة متحفا يحج إليه الشعب الإثيوبى للدعاء من أجل الطعام!! ،فسوف يصبح هذا السد عبئا على إثيوبيا لن تستطيع الاخلاص منه، لأن كل الأيادى العابثة بسد النهضة لم تحمل سوى ذر الرماد ولم تحمل أى باقة ورود كما تفعل مصر بالمشروعات التنموية لدولة الكونغو.

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى