أدباخبار عاجلة

“الخال”الدايرة المقطوعه” سنة تالته غياب

قنا / محمد العمدة

ولد الشاعر الكبير عبد الرحمن محمود الابنودى عام 1938 في قرية أبنود بمحافظة قنا في صعيد مصر، لأب كان يعمل مأذوناً شرعياً وهو الشيخ محمود الأبنودي، وانتقل إلى مدينة قنا وتحديداً في شارع بني على حيث استمع إلى اغاني السيرة الهلالية التي تأثر بها وتزوج من المذيعة المصرية نهال كمال وله منها ابنتان آية ونور توفى عصر يوم الثلاثاء الموافق 21 أبريل 2015 وذلك بسبب كثرة تدخينه مما تسبب بضرر فى رئته.
ومن أشهر أعماله السيرة الهلالية التي جمعها من شعراء الصعيد ولم يؤلفها. ومن أشهر كتبه كتاب (أيامي الحلوة) والذي نشره في حلقات منفصلة في ملحق أيامنا الحلوة بجريدة الأهرام تم جمعها في هذا الكتاب بأجزائه الثلاثة، وفيه يحكي الأبنودي قصصاً وأحداثاً مختلفة من حياته في صعيد مصر.
بوصلة الأبنودي كانت تشير إلى البسطاء من العامة، ووجد الرجل نفسه في الشعر العامي، وبدأ في نسج قصائد تبحث عن هموم المصريين وآلامهم، فبات شعره العامي متنفسا لملايين المقهورين والفقراء والمسحوقين، بل إنه ساهم في صقل شخصية المصري الثائر الرافض للظلم والاستبداد.
عايش الأبنودي التحولات السياسية والإجتماعية والاقتصادية في مصر، وانتقد بشكل لاذع الرئيس المصري الراحل أنور السادات، كما تعرض للسجن لمدة 4 شهور في عهد الرئيس جمال عبدالناصر، رغم تأييده له، وذلك على خلفية أشعاره التي انتقدت مسؤولين كبارا أنذاك وسرت بين العامة كما النار في الهشيم.
ألف الأبنودي 22 ديوانا شعريا أبرزها “الأرض والعيال” و”السيرة الهلالية” و”الاستعمار العربي “و “الزحمة”و “عماليات” و” جوابات حراجى القط” والفصول” و”أحمد سماعين” و”أنا والناس” و”بعد التحية والسلام” و”وجوه على الشط” و”صمت الجرس”، و”المشروع والممنوع”، و”المد والجزر”، و”الأحزان العادية” و”الموت على الأسفلت” و”المختارات”، كما ألف كتاب “أيامنا الحلوة”.
وتبقى قصيدة الميدان واحدة من أهم قصائد الشاعر الكبير عبدالرحمن الأبنودي والتي أطلقها في ذكرى ثورة 25 يناير 2011
رحل عن عالمنا في يوم ٢١/ابريل ٢٠١٥
وهذه قصيدة من ضمن قصائده بعنوان الدايرة المقطوعهح

إذا مش نازلين للناس ف بلاش
والزم بيتك
بيتك بيتك
وابلع صوتك
وافتكر اليوم ده
لإنه تاريخ موتى وموتك.

إذا مش نازلين للناس
فَ بلاش
مادام الدايرة ما كمّلاش
والحاجة ما تمّاش
وأصحاب الحاجة ما عارفاش
إيه المعني
وأى بطولة
فِ إن حياتنا
واحلى سنينَّا
يروحوا بلاش؟
حاجة ماراكباش

الله يخرب بيت الفكر
وبيت اليوم
اللى ورانا الفكر
لإن الفكر كتاب
و(عويضه)
حياته هباب وتراب.
عايش زمنه الكداب
زى العادة مرتاب!!
كنكة على دِمْس
ونفَس مقطوع فى الغاب
ماشبعناش عنه بُعد
وهوَّ ما شبعش غياب

(عويضه)
هناك فى الأرض
فى المدن الأُوَض
اللى نايمة على بعض!!

وأقولك
إيه اللى قطع الدايرة يا أمير
وخلى مابين النبى والخلْق
الغربة وتقطيع المشاوير؟
إن انا وانت
بنلعب طول العمر دورين:
طليعة وجماهير.
و(عويضه)
بينفخ موت الدِّمس
والعالم نِمْس.
العالم..
سرقة وقلْع ولبس
و(عويضه) بقلبه الجبس
اللى معلِّمُه
إمتى ما يحسش
وامتى يحسّ
بيعدِّى فى الأيام
جمل المراحيل.
زى ما عدَّاها
من أول ما اتخرط الكون
من أول ما طلع للدنيا
ووجد قبلُه فرعون!!

نفس الأيام
نفس النسخة
مطبوعةعلى كل الأعوام.
ماسمعشى بينا
ماسمعناش.
ما قابلناش.
مااتكلمناش.

ولإن حمول الأيام مش مرفوعة
إذا يد (عويضة) ما ترفعهاش.
والقولة الحقَّة مش حقّة

إذا صدر (عويضة)ما طلَّعهاش
والخطوة حَ تفضل مشلولة
إذا قُدّامنا (عويضة) ما خطَّاش.
ولإن دى حاجة(عويضة) لسّه ما يدركهاش
ولا يدركناش ولا يعرفناش
ولإننا لما دبحنا بعض مناقشه
على القهوة لاجل البشريه
(عويضة) ما سمعناش
تبقى الدايرة ما دايراش

واما ييجى المخبر
يسحبنا عَ الزنازين
لازم نبقى عارفين
إن السَّحبه ببلاش
وان الحدوته ما لافَّاش
ف الدايره ما تامَّاش
والدنيا ما حِلْواش
وان (عويضه)
لما قِبل الظلم ماماتْش
إحنا مُتنا
وهوَّ عاش!!

الحاجز أكبر من
كل الأحلام واسْمَك
من جهلى وجهلك
واسمى واسمك!!

مش حتعلمنى أكتر ما اتعلمت
روح
علِّم أبو الواد والبت
اللى حَ يرميهم
فى فرن الثوره
يطيبوا بُكره
واللى لحد الوقت
مايعرفشى إزاى يكتب
وازاى يقرا
وازاى يعشق
وازاى يكره
ولا عنده فكره
عنك.. أو عن بكره
ولا ليك ذكري
لا انا ولا انت
نجحنا فِ تغيير الفكره

الفاس يردم بذرة
المنجل يحصد سبلة
الشغل يجيب أجرة
وانت بعيـــد
بحكايةما مفهوماش
بينَّنا وبينُه شعْرة
وأرقّ من الشعرة
ده اللى مفروض
ناسج علم الثورة
وصانع بكرة
واحنا شهدا
مع إننا ماحاولناش
حاجة ماراكْباش وداعا الخال

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى