أقلام القراءاخبار عاجلة

اجيبك أستاذة لميس الحديدي

بقلم / كواعب احمد البراهمي
لقد قرأت انك تتحدثين عن الطواف اون لاين ، وللأسف ينسبون القول لك ، وكأنه مقترح منك . حقيقة انا لم اشاهد أو اسمع اللقاء ولكني وجدت السؤال على الفيس بوك .فقررت أن اجيبك على سؤالك بطريقتي واجيب من يسألون نفس السؤال . هل يجوز الحج اونلاين . اي عبر النت بدلا من الطواف حول الكعبة . سوف اجيب على هذه النقطة لاحقا
اولا : أننا كبشر لا يجوز لنا مناقشة الخالق لماذا فرضت كذا علينا ؟ ولا يجوز لنا كمخلوقين أن نطرح وجهه نظرنا في أمر اراده لنا ربنا .ولقد اخطأ سيدنا ادم عندما أمره الله بعدم الاقتراب من الشجرة ، ولكنه لم يطع الله وكان العقاب أن الله انزله من الجنة .
وعندما أطاع سيدنا ابراهيم ربه دون نقاش وهم بذبح ابنه الوحيد . انقذ الله هذا الابن وانزل من السماء كبشا ليتم ذبحه بدلا منه .
فطاعة الله تكون دون نقاش . لأن طالما الله أمرنا لا يكون جوابنا إلا سمعا وطاعة .
وقد يخطئ البعض ، وقد يعصى البعض .
ولكنهم في قرارة أنفسهم يعلمون ويعترفون أنهم مذنبون . ويوجد ايضا الكفار وهم الذين لا يؤمنون بوجود الله . أو يعصون وهم مصممون على المعصية غير عابئين برضاء الله عنهم أو غضبه وسخطه عليهم .
وقد لاقى كثيرون من البشر عقاب الله لهم وخسفه لدورهم . لأنهم لم يهتموا برضاء الله .
فيوجد فرق شاسع بين العاصي والمذنب وهو يعترف بذنبه . وبين الغير عابيء ولا يهتم وقد لا يعتقد أن هناك حساب وعقاب .
أما الإجابة على سؤالك فسوف ابسطها لك .
عندما تقابلين شخصا وجها لوجه ، هل يعطيكي نفس الشعور عندما تقابلينه عبر النت خاصة لو كان ابنك او والدك ، أو زوجك . هل عندما تعانقين والدتك مثلما تحدثينها عبر النت . هل عندما يعيش معك وليدك وتربينه ، مثلما تتركينه يتربى في ملجأ.
إن الطواف حول الكعبة وان كان عبادة في حد ذاته ، إلا أنه شعور يخلص الشخص من كل طاقة سلبية ، ولو عملتي إحصائية للذين ذهبوا إلى العمرة وهم حزانى أو ثكالا ، أو فاقدين عزيز لديهم ، عن حالهم قبل الذهاب وحالهم بعد العودة لو جدتي فرقا شاسعا.
وذلك لأن في الطواف عكس عقارب الساعة يحدث شيئا بالجسم لا اعرف اصفه ، ولكني اعرف نتيجته .
الوقوف بعرفه يوم الوقفة ، لا يكون مجرد الوقوف على جبل . ولكن هناك تواصل لا يشعر له ولا يقدره إلا من وقف هناك يوم عرفه تحديدا .
حيث يتجلى الله على عباده ويباهي بهم ملائكته
.فكيف يصل الإنسان بهذا الشعور اون لاين ؟
هناك أشياء لا تساويها اشياء . وسوف اضع لك مثالا ربما اقرب إلى فهم البعض أو الكثيرين .
هل الزوجه التي تعيش في بلد وزوجها في بلد ويتحدثان يوميا عبر الانترنت تملك هي وزوجها واولادها نفس شعور الأسرة التي تعيش مع بعضها البعض .هناك أشياء لا بدائل لها اطلاقا .
وهناك أشياء لا نسأل عنها . لانها شعائر وطقوس ونفعلها كما أمرنا الله بها دون نقاش .
وعلى سبيل المثال
كان اليهود يذبحون تقربا إلي الله ، ثم يقومون بحرق البهائم بعد ذبحها لأن الله أمرهم بذلك ، ولم يناقشوا ما فائدة حرق الحيوانات رغم أن الاولى بهم طهيها واكلها .
والصلاة مثلا وعدد ركعاتها وطريقة القيام بها لا يجوز أن نسأل عنها لماذا كذلك .
ولا لماذا نصوم عن الطعام والشراب ، فنقول يكفي الصيام عن الطعام فقط .
هناك اركان الإسلام إذا اهملنا منها ركن بنية أنه غير مهم أو لا لزوم له فنكون بذلك خرجنا إلى دائرة الكفر . وأعتقد أن الذين يذهبون للحج يريدون أداء الفريضة ليتقبلها الله منهم ، فلا أعتقد أنهم يريدون أن يستهبلوا على ربنا ، ويوقولون له لقد حججنا اون لاين .
هناك أمور لا يصح فيها استعمال الفلسفة والعقل والمقترحات . العقيدة والإيمان والصلة بالله تكون كما فرضه الله علينا . وليس كما نريد نحن بمزاجنا . هل اذا طلبك شخص حاكم بلد او رئيس دولة سواء في بلدك او غيرها  وطلب أن تأتي بوسيلة مواصلات معينه مهما كانت رديئة أو متعبة ، هل تملكين الرفض ؟ أو حتى الاقتراح ؟ لا اعتقد تعرفين لماذا ؟ لانك ستخافين من ردة الفعل .فالاولى بنا أن نخاف من الله و نطيعه فيما أمر دون نقاش .

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى