أقلام القراء

الأخذ بالأسباب والحكمة والسداد فى التخطيط واليقين بمسبب الأسباب ورب الأرباب

  1.  بقلم/ محمد جلال

الهجره النبويه الشريفه ما اجملها من رحله من حيث الأخذ بمكونات الاشياء والفطنه والذكاء والحكمة فى تسيير الأمور وقبل ذلك كله اليقين بالله والتوكل على الله حق توكله.

فنرى أن سيدنا محمد عليه افضل الصلاة والسلام أهذ بالاسباب فى هذه الهجره والرحلة النبويه.

فبعدما كان أهل قريش وساداتها يجتمعون فى دار الندوه بقيادة ابو جهل للفتك برسول الله وقتله والثبات على رأى ابو جهل وهو الأخذ من كل قبيله برجل ليهجموا ويقتلوا رسول الله قتلة رجل واحد فيتفرق دمه الشريف بين القبائل وما يكون لقوم عبد مناف سوى القبول بدفع الديه ويتمكن الكافرون من القضاء على رسول الله. ولكن جاء الوحى الملك جبريل لرسول الله بكلمات ربه “ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين” فما كان من نبى الله إلا أن ينصاع لما أتى به الملك جبريل وطلب من صاحبه على بن أبى طالب رضى الله عنه واكرم وجهه أن ينام فى مكانه وان يصطحبه فى رحلته سيدنا ابو بكر الصديق رضي الله عنه. فلما جاء ابو جهل ومن معه لتنفيذ أمر القتل فخرج عليهم رسول الله مبعثرا التراب على وجوههمم وعيونهم بالآيه “وجعلنا من بين أيديهم سدا ومن خلفهم سدا فأغشيناهم فهم لا يبصرون”وخرج النبى ومعه ابو بكر الصديق وما كان النبى ليخرج إلى شمال يثرب كما هو المعتاد بل جاءه الوحى بالفكر أن يتبع المخرج الأيمن الذى كان لا يأتى على تفكير كفار قريش. ومن حسن الترتيب والأخذ بالاسباب كان الرسول بالفعل أمر صحابته بتجهيز دابتين قويتيين لمواجهة الطريق الصعب إلى يثرب المدينه المنوره ومن ثم أمر عامر بن فهيرة برعى أغنامه فى المكان وراء الرسول وصاحب رحلته حتى يتم طمس أثر اقدامهما الشريفتين . ثم مكث رسول الله مع الصديق فى غار ثور لمدة ثلاثة أيام ولما وصل الكفار لهذا المكان فوجدوه مغلقا بخيوط العنكبوت والحمامتين وبيضهما فخاف الصديق ابو بكر وكان رد النبى باليقين بالله “يا أبا بكر ما بالك بأثنين الله ثالثهما”. فتمسك ابو بكر بيقين رب الارباب ومسبب الأسباب. ثم رحل كفار رجال قريش وأتى الصحابة بالدابتين لإكمال رحلة الهجره الى مدينة يثرب المنوره حيث كان الأنصار وأتباع النبى فى انتظاره بكل شوق ومحبه.

هكذا كانت رحلة الهجره مليئه بالفكر والأخذ بالاسباب واليقين بالله.

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى