كتاب و مقالات

“المعلم و المدعي”

بقلم  – دكتور ناصر الجندى 

المعلم هو بحر العلم والمعرفة والثقافة التي ليس لها نهاية، وهو كنز المعلومات الذي يستقطب الطلاب منه المزيد من العلم والمعرفة وهو المصباح المضيء الذي ينير العقول والأذهان، لذا فإن للمعلم فضل عظيم ومؤثر في صناعة أجيال المستقبل وبناء العقول المتفتحة وتربية النشء الجديد على القيم والأخلاق الحميدة.

يقبل المعلم على مزاولة مهنته بحماس وبطاقة وبحيوية ويعقد العزم على تقديم المعلومات في أبسط صورها حتى تصل إلى أذهان جميع الطلاب مع مراعاة اختلاف القدرات الاستيعابية بين الطلاب، فلم يكتفى المعلم بإلقاء المعلومة في صورة نصية فقط ولكن يستخدم الطرق المشوقة والأساليب التي تجذب انتباه التلاميذ وكذلك وسائل التكنولوجيا الحديثة لإيصال المعلومة الصحيحة كما يجب أن تكون، وقد نجد هناك حماس قائم بين الطلاب والمعلم نحو حب المادة والتحضير لها في المنزل قبل موعد الحصة حتى يكونوا على استعداد لمشاركة المعلم في الشرح وطرح المزيد من الأسئلة، ويراعي المعلم الطالب الضعيف ويساعده نحو زيادة قدرته الاستيعابية بالتدريب والتمرين عدة مرات، كما يسعى المعلم إلى تحفيز التلاميذ بشتى الطرق التي تعزز من ثقتهم في نفسهم وتدعم حبهم للعلم والتعلم.

لذا فإن للمعلم دور سامي في صنع جيل واعي مثقف يحب العلم والمعرفة ويسعى نحو اكتشاف غموض الأمور المبهمة ونحو اكتساب معلومات وثقافات جديدة تضيف للطلاب خبرات وتجارب حياتية مجانية، فإذا أردت أن تبني أمة ناضجة أكرم معلميها وإذا أردت أن تهدمها ابدأ بمعلميها.

أفتخر كوني معلمًا من أصحاب الرسالة، تلك الرسالة التي قادها وكان معلمنا الأول الرسول الكريم سيد الخلق محمد صلى الله عليه وسلم. ويؤلمني أشد الألم أن أجد من قضى حياته الوظيفية ونهاها والكل مخدوع فيه بأنه من أصحاب الرسالة ولكن هو في حقيقته شخص مخادع وماكر وأقل ما يقال عليه انه غوى واتبع من قال عنه الرحمن “انك من المنظرين” يتباهى بالمظهرة الكدابة ويعطي لنفسة قيمة زائفة لإندساسة بحكم عمله السابق بين المعلمين أصحاب الرسالة.

وما يزيدني ألمًا ظهوره بعد إنهاء حياته الوظيفية بين المدافعين عن حقوق الزملاء أصحاب الرسالة مندسًا بينهم لابسّا قناع من الزيف متهكمًا على أسياده أصحاب الرسالة. لكنها هي الحياة الدنيا والتي لابد ان تأوي مثل هؤلاء وحسابهم عند ربي ليحاسبهم على زيفهم وتزويرهم الحقائق. ولا نقول إلا ما يرضي ربنا ومن كلام رب العالمين “حسبي الله ونعم الوكيل” وأيضًا “إنك لمن المنظرين”

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى