اخبار عاجلةسياحة وأثار

قبل ساعات من الموكب.. كواليس تجهيز المومياوات الملكية

متابعة / سماح سعد محمد
أنطلقت مساء أمس السبت موكب نقل المومياوات الملكية من المتحف المصري بميدان التحرير إلى المتحف القومي للحضارة المصرية بالفسطاط وسط تغطية إعلامية عالمية من 400 قناة تليفزيونية محلية وأجنبية على الهواء مباشرة، وبث للحدث على قناة يوتيوب الرسمية للهيئة المصرية العامة لتنشيط السياحة.
ويضم الموكب الذهبي 22 مومياء من بينها 18 لملوك و4 لملكات، ومن المقرر أن يستغرق الموكب ٤٠ دقيقة فيما تستغرق الحفلة المصاحبة للموكب ساعة ونصف الساعة.
ويبدأ الموكب من المتحف المصري بالتحرير، الذي تم تطوير ميدانه بـ وضع مسلة و٤ كباش أثرية إلى جانب توحيد لون دهانات واجهات العمارات به، حيث ستدور العربات حول المسلة ‏‎واضاءتها، وفي الوقت نفسه ستتم إضاءة المبانى التي حولها، ثم يتجه الموكب نحو الكورنيش من جاردن سيتي ثم قصر العيني والمنيل ومصر
القديمة ثم سيتخذ الكوبري المؤدي لمنطقة الجيارة ومنها إلى متحف الحضارة بالفسطاط.
الأصعب والأخطر
قال رئيس معمل صيانة المومياوات الملكية بالمتحف القومي للحضارة، الدكتور مصطفى إسماعيل، إن عملية نقل المومياوات هي الأصعب والأخطر، بسبب التقنيات والمواد الكيميائية الخطرة الموضوعة بها، مشيرا إلى أن تلك التقنيات تستخدم لأول مرة بالتاريخ، وهي عبارة عن فك لفائف المومياء، وتقسيمها لعدة أجزاء، بجانب التحكم في البيئة المحيطة بالمومياء من حرارة ورطوبة ونسب الغازات في كابينة النقل حتى لا يؤدي عدم مراعاة تلك العوامل إلى شروخ في جسم المومياء.
مناورات كيميائية وميكانيكية للحفاظ على سلامة المومياوات
وأوضح “إسماعيل” في تصريحات خاصة لـ “صدى البلد”، أن تلك التقنيات تم تنفيذها بواسطة فريق المتحف القومي للحضارة، وهي عبارة عن مناورات بين كبسولات النيتروجين المستخدمة والموضوع بداخلها المومياوات، والتحكم
في درجة حرارة ورطوبة كل عربة، والغازات الخاملة في الكبسولات، موضحا أن أي حركة مباغتة للكبسولة قد تؤدي إلى انفجارها.
الارتقاء بعربات النقل للتقليل من الاحتكاكات والاهتزازات
ولفت “إسماعيل” إلى أنه سيتم زيادة وسائل تقليل الاهتزازات والاحتكاكات من خلال وضع المومياوات على أسرّة ماصة للصدمات، وعمل اتزان بين السرير الداخلي والإطار الموضوع به الكبسولة لتقليل درجات الاهتزاز لـ 3 أضعاف المعامل العادي، ثم تغليف الصندوق المتحكم في الحركة الداخلية، معقبا: “بهذا الشكل سيتم التحكم التام بأي حركة أفقية أو رأسية لجسم المومياء”.
استغرقنا سنة و8 أشهر للبروفات واختبار وتمهيد خط السير
ونوه “إسماعيل” أنه على مدار سنة و8 أشهر تم تمهيد خط السير وعمل البروفات عليه باستخدام مومياوات تجريبية، وشملت البروفات التحكم في سرعة العربات، وفحصا وتحليلا كاملا لكل جزئية في جسم المومياء التجريبية والذي تم وفق أحدث تقدم صناعي للتعرف على العيوب والمميزات ومن ثم تطوير الميزة وتلافي العيوب للسيطرة الكاملة على المومياوات وعملية النقل.
تطوير قاعة العرض لمدة 7 أشهر
وأشار “إسماعيل” إلى أن عرض المومياوات بالمتحف سيكون يوم 18 إبريل، لأنه في حالة تعرض المومياء للهواء العادي سيحدث شروخ فيها، لذلك عمل فريق المتحف القومي للحضارة على مدار 7 أشهر للتحكم في قاعة العرض بالمكيفات المركزية والوحدات بالكامل لتكون الحرارة والرطوبة داخل الكبسولة هي نفس معامل الحرارة والرطوبة بخارجها.
تدريب العاملين بـ محتف الحضارة على نظام فصل النيتروجين منذ 8 سنوات
وأكد “إسماعيل” أن فاترينات العرض مصممة بتكنولوجيا عالية جدا، تعمل على فصل الغازات المحيطة واستخلاص النيتروجين من الهواء وتنقيته دون الحاجة إلى الاستعانة بأنابيب النيتروجين، وتم تركيب نظام وتدريب العاملين عليه منذ أكثر من 4 سنوات ليصبح المتحف القومي للحضارة الوحيد بالعالم الذي به مخزن تقنية النيتروجين.
قاعة العرض تجعل زوارها يشعرون بأنهم في العالم الغربي
ووصف “إسماعيل” قاعة العرض بأنها تشعر الزوار بأنهم دخلوا إلى العالم الغربي وهو عالم الأموات عن المصريين القدماء والذي يعتبرونه موجودا في الجانب الغربي من النيل، كما أنها للمرة الأولى يتم عرض مقتنيات المومياوات بجوارها.

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى