٦_ عبد الناصر والأخوان
أثبتنا في المقالة السابقة أن عبد الناصر لا ينتمي إلي الأخوان وأن الثورة عندما استتب لها أمور الحكم لم تكن تعادي جماعة الاخوان وبدأ الخلاف ياخذ طريقه ففي يناير ١٩٥٣ حضر وفد من الجماعة لمقابلة عبد الناصر وطلبوا من مجلس قيادة الثورة أن يكون يكون للجماعة وضع يليق بها وبدورها في دعم الثورة وطلبوا بضرورة عرض قرارات مجلس قيادة الثورة علي مكتب الأرشاد الأخواني لمراجعتها ومدي تطابقها مع شرع الله . والموافقة عليها قبل أصدارها وهنا رفض عبد الناصر قائلا أن الثورة ترفض الوصاية من أحد .
من هنا بدأ عبد الناصر يتحسب للأخوان ومحاولاتهم ركوب الثورة وبدأت التدخلات تتوالي حيث طالبوا بقانون فرض الحجاب علي النساء وعارضوا قانون الأصلاح الزراعي وتحديدا الملكية في هذه الأثناء كانت مفاوضات عبد الناصر مع الأنجليز للجلاء عن مصر منعقدة فانتهز الاخوان هذه الفرصه فعقدوا صفقة مع الأنجليز سرا بتدبير المظاهرات وأثارة القلاقل داخل المجتمع لتكون ذريعة لأفشال مفاوضات الجلاء تحت زعم أن البلاد وضعها غير أمن وغير مستقر وانكشفت المؤامرة وتمت المفاوضات بين عبد الناصر والأنجليز للجلاء عن مصر في غضون ٢٠شهرا من التوقيع وبدأ عام ١٩٥٤ عام المواجهة بين عبد الناصر والأخوان في المقالة القادمة .