أدباخبار عاجلةكتاب و مقالات

قفص الجحيم

/روعة محسن الدندن/سورية

جميلة هي أيام المرحلة الثانوية وتلك الأحلام التي نرسمها أثناء ذهابنا وإيابنا وندونها على مقاعدنا والجدران
وبداية كل صباح مع صوت فيروز
كنت أشاهده كل صباح وهو يقف أمام محله ونظرات الحب تتبع خطواتي
فأصبح الحلم والمستقبل وبقيت أحلامي مجرد خربشات دونتها على قناديل الأيام
وتقدم لخطبيتي وتم الإرتباط ,لم أسمع كلام والدتي وجدتي وكل من سبقوني للقفص الذهبي الذي أحلم بدخوله لأعيش به مع من اختاره قلبي وتركت المدرسة قبل الإمتحان النهائي لأنال شهادة البكالوريا وقبل أن أخوض تجربة المرحلة الجامعية التي حلمت بها
وكان يقول أنني لا أحتاجها وأنا معه ولن أحتاجها بوجودها
كلام الحب جعلني مسلوبة العقل والتفكير وهو محور حياتي واهتماماتي
ودخلت للجحيم بثوب أبيض ملطخ بالقهر من أول ليلة
لإن حفلة زفافي كانت كارثة حين شب خلاف بيني الأسرتين
والسبب أنا
عندما خطوت أولى الخطوات لدخول القاعة ومن فرحتي نسيت تقبيل يد والدته وربما هو جهل مني أيضا بهذه العادات
لأعيش بعدها بجحيم الزواج من شتم وضرب وإهانات
وكلما حاولت الخلاص يعيدني والدي
لأنه ليس أفضل منه وهذا يعتبر من ضمن الحياة الزوجية أو كما يقولون ملحها لتشعر بحلاوتها
والخيانة التي جعلتني أفقد كل أمل
وأتسال كثيرا أي حياة هي تلك التي يحياها هؤلاء
وكيف تكون متكافئة وأين المودة والرحمة وأين وأين
أسئلة كثيرة تدور في رأسي
إلى أن هاجرنا من بلدنا لدولة آخرى بسبب الحرب ولدي طفلين
فشعرت أن يقوم بهذه الأعمال مع الأيام يفرط بزوجته وليس لها كرامة وفي يوم طلب مني أن استقبل مديره
وشعرت حينها بأنني لا قيمة لي ولا كرامة ولا أي كلمة تعبر عن احساسي المقرف باتجاهه
وتمكنت من الهرب منه ومعي أولادي
وعدت مكسورة لوطني الذي ينزف دما
مات والدي الذي كان يسانده ويرفض أن أنال حريتي
ولكن والدتي ساندتني رغم ماتعانيه بسبب الحرب واهتمت بأطفالي لأنال شهادتي وأكمل دراستي الجامعية
وأصبحت معلمة لغة أعتمد على نفسي وأساعد والدتي
وتعلمت درسا لن أنساه أبدا ودفعت ثمنه من عمري وحياتي
وأن الحياة مواقف نحددها نحن ويجب أن نأخذ القرار الصحيح وحياتنا لا تتوقف على أحد

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى