أقلام القراءاخبار عاجلةتحقيقات و تقارير

تعرف علي عالم الهواتف الذكية…. والمتعة الذهنية

 بقلم: محمود المناعي

جمال الحياة يظهر من قعدة حلوة وسط أسرة جميلة يتسامرون ويضحكون وتبدأ العيون تنظر في بهجة ويبدأ الضيق والضجر يأخذ جانباً ونشعر بدفئ الجو الاسري وحنين اللقاء وننهمك وقتها في متعة النقاش ونسرد يومياتنا وسط ضحكات تتعالي ونعالج انفسنا وامراضنا بكلمات رقيقة تتحرك علي شفاه من نحبهم.

اصبح اللقاء وساعات الصفاء الاسري مجرد شكليات في اعياد ومناسبات وما هي إلا لحظات معدودات ويذهب الجميع ونعود بعدها لأدراجنا كما كنا في غربة ووحدة. ونتيجة لانتشار الهواتف المحمولة اصبحنا نعيش في جو ملئ بالوحشة والغربة،

حيث اصبح الموبايل حياة بديلة عن الجمع الاسري ومواقع التواصل الاجتماعي هي التي تجمعنا والفقر الاجتماعي وصل لذروتة بيننا. كنا قبل انتشار الموبايل بهذة الطريقة الكبيرة نتجمع مع الاقارب والصحاب وافراد العائلة بشكل يومي او اسبوعي او شهري علي الاقل

ولكن اليوم اللقاء من خلال شات جماعي او رسالة الكترونية متروكة علي برنامج اتصال واتس اب او من خلال لايكات كومنتات علي منشور مكتوب علي موقع التواصل الاجتماعي فيس بوك او تويتر فتقلصت حياتنا الاجتماعية داخل هذا النطاق الذي زاد من غربتنا وتفرقنا.

واري في هذا نموذج لإبطال مفعول الجو الاسري والتوجيه الاسري السليم للأبناء، فلم يعد الابناء في حاجة لنصائح وتوجيهات الاباء فالهواتف المحمولة اخذت دور الاسرة في كل شئ فلم تعد الأسرة مطلوبة سوا للطعام والشراب وانتهي دورها التوجيهي

فلم يعد هناك تألف وتناعم بين افكار الام والاب ليتغذي بها سلوك الابناء، وفي هذا خطورة كبيرة علي النشء ومستقبله الفكري والتنويري، فالتوعية السليمة والشعور بالجو العائلي الغني بالحب والحنان يحتاجة الطفل والشاب ليشبع احتياجاته النفسية والعقلية التي تساهم في تكوين شخصيتة.

ترك الأولاد فريسة سهلة لعالم الهواتف الذكية يقضي علي كل الخصال الطيبة التي يكتسبها الابناء من تعليمات الام والاب والاخ والاخت،اطفالنا في غربة عن الواقع اليوم فالالعاب التي ينغمسوا في لعبها استحوذت علي النصيب الأكبر من عقولهم التي هي في حاجة الي تغذية علمية وثقافية اكثر من الألعاب ،

لم يعد امام الابناء سوي الهواتف المحمولة وما توفره من تقنيات حديثة ولكن هذه التقنيات الحديثة وجدت من اجل انجاز الاعمال وتسهيل التواصل وليس بهذا الشكل الذي توصلنا اليه في تعاملنا مع التقنيه الحديثة فنحن في حقيقة الأمر نسيئ في استخدامها واستغلالها،

ولك ان تتخيل الاضرار الناتجة عن سوء استخدامنا من اضطرابات في النوم وصداع وتأثير مباشر علي النظر، الموبايل اصبح صديق لصيق بأطفالنا وشبابنا فهو لايفارقهم غير في ساعات النوم،

استحواذ في منتهي الشراسة التي تجعلنا نقلق منها علي ابنائنا ومستقبلهم، لابد ان نعيد ترتيب اولواياتنا مرة اخري ولانجعل الهواتف المحمولة تتحكم في مقدرات حياتنا.

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى