اخبار عاجلةصحتك تهمناكتاب و مقالات

أعوان “كورونا” .. سفاح العصر الحديث …حديث الساعة

بقلم / عادل خليف

أصبح الوباء القاتل “كورونا” المتفشى فى دول كثيرة حديث العالم أجمع لحداثته و لجهل المختصين به فيما يعلن القائمين على البحث عن علاج له عن مدد تتراوح بين ال8 أشهر و العام حتى يتثنى الوصول للعلاج القاضى عليه تماما فيما تظهر و تلوح فى الأفق بعض البشارات عن علاجات له فى الوقت الذى يستمر العالم فى مطاردته محاولة فى القضاء عليه إنقاذا للبشرية بشتى الطرق فعكفت بعض الدول على البحث عن علاج له فيما احترز الجميع ببعض الاجراءات وقاية من الإصابة وفى أثناء تلك المعركة يدور حديث العالم عن السفاح العالمى الجديد بل والاسرع الذى يفتك بضحاياه

عن ردود الأفعال الجماهيرية الشعبية

تتباين ردود الأفعال حيال التعامل مع ذلك العدو الوليد والجديد “كوفيد19”

و الحديث هنا عن ردود الافعال الشعبية والتى تتلاحظ فى الشارع العادى

فما يصدمك فى ظل تلك المعمعة و تجد من ينكر وجوده و يكذب آثاره معتبرا الحديث عنه فزاعة و محض افتراء فيما تم رصد أخرون يعترفون بوجوده و لا يعترفون بخطره فيما تجد صنفا ثالثا يعترف بوجوده و خطره و لكن لا يلتزمون استهتارا و ظنا أنهم فى مأمن من الإصابة به و هناك آخرون مجبرون على المواجهة مع ذلك العدو إما لأنهم ضمن صفوف الجيش الأبيض أو ضمن الذين يقتاتون من عملهم يوما بيوم أو ضمن الذين لا حول لهم و لا قوة بمخالطتهم مصابين رغما عنهم و هنا يقع أثر العاطفة و الفكر و الثقافة عليهم وهناك صنف قتله القلق و الخوف من كثرة الحديث عن ذلك الوباء حتى أصابهم الوهم بالإصابة به و هم منه براء

احذرو أعوان الكورونا

لا يخفى على أحد أن هذا الوباء مرض قاتل ليس فقط للفرد بل للمجتمع و لقد أصاب دولا فى مقتل فما بين عمل متوقف و اقتصاد ينزف و ضحايا فى ازدياد ذلك الذى يجعل البلدان تفرض إجراءات على الشعوب للنجاة من ذلك الفيروس اللعين إلا أن مخالفة تلك الإجراءات تزيد من صعوبة مواجهة العدو الفتاك ويدخل بذلك المجتمع فى دوامة الهلاك المحقق

وفى خضم تلك المعركة الشرسة يظهر الشريك الرسمى للكوارث ما نسميه هنا ” أعوان الكورونا” ذلك الذى يتحين الفرصة للانقضاض على فريسته انقضاض الذئب الجائع الذى لا يشبع أبدا و هم المستغلون لكل كارثة تحل بالبشرية حتى يمصوا دماءهم و يستخرجوا منهم الغالى و النفيس بحق أو بغير حق عن التجار و استغلالهم نتحدث فما إن أعلن الأطباء والمختصون ضرورة استخدام المطهرات والكمامات و غيرها من الأدوات الصحية حتى انقرضت من السوق فى لعبة من مكشوفة لسحبها حتى يزداد الطلب عليها و يرضخ الضحايا للذل والاستعباد والاسعار الجديدة التى تشبه النار التى تسرى فى جسد الهاربين من موت “الكورونا” إلى هؤلاء الذين يمتصون قوت يوم الضحايا أيا ما كان و لا يتألم لذلك إلا الذى لا يجد من الفقراء أما الأثرياء فيعطون ببذخ للنجاة بالحياة فما بال هؤلاء و أولئك يطحنون فى الضحايا من كل صوب و حدب بكل جد واجتهاد و بلا هوادة رفقا تجار العار فإن ما تمر به الكرة الأرضية لستم ببعيدين عنه وهو الأمر الذى ينطبق على تجار مستلزمات العيش اليومية من كافة الأصناف خاصة الصحية و الغذائية الضرورية للعيش داخل المنازل فترة الحظر

أما عن الضحايا

والخلاصة فى ضحايا “الكورونا” أولئك الذين أصيبوا أو رحلوا جرّاء عدم احترازهم فإنهم ليسوا بضحايا إنما الضحايا أولئك الذين لم يجدوا بُدَا من إلقاء أنفسهم فى التهلكة طلبا للقمة العيش اليومية

أو هؤلاء المعاقون والذين تنفسوا الصعداء مؤخرا بالاعلان عن إجراءات استخراج ما تمت تسميته ب”الكارت الذكى” و غيرهم

و قبل كل ذلك الأكثر خوفا و قلقا على جنود الصف الأول فى الأزمة الأطباء والممرضين و الطاقم الطبى بأكمله ذلك االجيش الأبيض الذى يحارب عدوا لا يعرف عنه شيئا و لا يعرف أحد أين و متى و كيف يهاجمه

جملة توجه لنا تلك الأزمة عددا من الرسائل أهمها

الالتزام بالإجراءات الاحترازية ليس فقط من أجل سلامتك الشخصية بل و سلامة أسرتك و أحبابك و مجتمعك و مساعدة لدولتك و نصرة لها فى حربها على ذلك الوباء اللعين

ثانيا إعادة الترتيب لوضع طبقة الأطباء والطاقم الطبى والعلماء و المحافظين على تنفيذ الاجراءات فى وضعهم الصحيح فى مقدمة فئات المجتمع كما هم فى مقدمة الدفاع عن البشرية

ثالثا إن كنت مستهترا فلن تضر نفسك فقط بل ستنشر وباءا تستحق على ذلك منه محاكمة لتعريض حياتك والآخرين للخطر المحقق

رابعا نظرة إلى هؤلاء الذين لم يجدوا بُدًا من المواجهة من موت “الكورونا” إلى الموت من “الجوع” أو أؤلئك الذين يواجهون “الكورونا” بيقين الموت لاعتلال صحتهم و ضعف مناعتهم أو عجزهم عن صد ذلك الخطر المحقق

خامسا: وهو بيت القصيد من مقالنا التالى عن “وباء الكورونا” والذى ضرب البشرية فى مقتل حين باغتها بالإصابة والتى ترتبت عليها الوفيات ما نتج عنه ذلك الانتشار الواسع والسريع الأمر الذى اضطر الكثير من البشر مع الخوف من الغد إلى التفكير فى توفير احتياجاتهم الضرورية للعيش فى منازلهم فترة ” الحظر” و ما يستتبع ذلك من شراء المستلزمات الطبية و الوقائية التى أعلن عنها المختصون كما لجأ الكثير إلى محاولة توفير الاحتياجات الغذائية كنوع من التخزين عن فترة “الجلوس فى المنزل دون عمل ” ما جعلهم يتكالبون على منافذ البيع حتى نفذت السلع المطلوبة ما جعل نظرية العرض والطلب تطبق ففى حالة زيادة الطلب و قلة المعروض يزيد السعر من أجل إحضار السلع حتى أصبحت الأسعار نارا تأكل المستهلكين الذين تأخروا عن توفير احتياجاتهم والتى سبقهم إليها آخرون بشكل فج أطاح بنصيبهم فى المعروض فأصبحوا فريسة لأصحاب النفوس المريضة والذين يجدون فرصتهم فى استغلال الأزمات والكوارث كذئاب تأكل اللحم دون العلم من صاحب الجثة

أخيرا فى وباء لا يعلم قدرته ولا نهايته إلا الله عز و جل لا نمتلك إلا الالتزام بالاجراءات الاحترازية حتى نحمى أنفسنا و أهلنا و أوطاننا و نعود بإذن الله الذى ندعوه أن يعيننا إلى العودة إلى حياتنا الطبيعية بالقضاء على ذلك السفاح اللعين

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى