اخبار عاجلةتحقيقات و تقاريركتاب و مقالاتمتابعات

من وحي الخيال

بقلم / د: حجازى احمد حجازى

عندما يتحدث الإنسان مع نفسه ويستعيد الذكريات لا شك أنه سيشعر بالحنين إلى الماضي
وسيشعر بالحاجة إلى العودة طفلا صغيرا يملأ الدنيا فرحا ومرحا
سيشعر أن ما مضى من عمره مر مرورا سريعا.
وسيشعر أنه محمل بالأعباء والتفكير في مستقبله ومستقبل أولاده.
سيشعر أن صحته لم تعد كما كان في السابق.
وسيشعر أن طموحاته قد تبدلت وأن اتجاهاته قد تحولت.
نعم !!!
سيشعر بالحيرة والغيره والأمل:
سيشعر بالحيرة عندما يحتاج إلى اتخاذ قرار حاسم في حياته.
وسيشعر بالغيرة عندما يجد من حوله ومن هم في سنه قد أمنوا مستقبل أولادهم وما زال يبحث هو عن تأمين مستقبل نفسه.
ولكنه سيشعر بالأمل عندما يرجع إلى الله عز وجل ويوقن بأن خالقه لن ينساه.
فقمة أحلام الصغير أن يصبح كبيرا !!
وقمة أحلام الكبير أن ينعم بهدوء وراحة بال الصغير.
نعم!!!
“فحياتنا مليئة بالتناقضات”
فما تكرهه أنت قد يتمناه غيرك.
وما تتمناه قد يكون سببا في هلاكك.
سميت ما كتبت مقالة من وحي الخيال وإن كان الخيال الذي أقصده ليس هو مرادف الوهم
ولكن الخيال المقصود هنا الذي يخيل كل منا نفسه ويصدقه
فكل منا يتخيل نفسه أعلم الناس
وأعبد الناس وأحلم الناس وأصدق الناس!!!
ويرى في نفسه كل صفات الإنسان الخالي من العيوب.
في حين أن هذا كله قد يكون أيضا دربا من دروب الخيال.
وكأن الخيال شيئ ملازم للإنسان.
نعم !!!
فقد يتخيل الإنسان قطعة أرض فضاء له على أنها قصرا بل وتحفة معماريه
ويتخيل حدائقه وأسواره العاليه وبواباته الحصينه .
بل إنه قد يتخيل أيضا أشخاصا بأنهم يعملون عنده وأنه من يدفع لهم رواتبهم.
فيتخيل أفرادا للأمن ولزراعة الحدائق والخدم والطباخين وخلافه.
حقيقة !!!
ما أجمل الخيال بل وما أسهله !!!
فليسرح كل منا بخياله
وسيعرف أن ما اقوله حقيقة وليس دربا من الخيال.
فما أجمل الخيال حينما لا يتعدى إمكانيات وقدرات صاحبه
وما أروعه عندما يتحقق . 

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى