حدث في الثامن والعشرين من شهر رمضان (دخول ثقيف في الإسلام)

كتب / محمد دويدار

في الثامن والعشرين من شهر رمضان للعام التاسع من الهجرة النبوية المشرفة ،الموافق الاول من يناير 631من الميلاد ، جاء وفد ثقيف إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وأعلنوا دخولهم في الإسلام.
قبل الهجرة بثلاث سنوات توجه النبي صلى الله عليه وسلم إلى الطائف ،حيث توجد ثقيف، يدعوهم إلى الإسلام، فلم يستجيبوا له، وردوه رداً منكراً، وسلطوا عليه صبيانهم سفهاءهم، فوقفوا له صفين يلقونه بالحجارة، فأصيب في قدميه، وسال دمه الشريف صلى الله عليه وسلم على أرض الطائف، وكان بصحبته زيد بن حارثة رضي الله عنه وكان يقيه بنفسه، حتى أصابه شجاج في رأسه .
وفي رمضان من العام التاسع من الهجرة النبوية، وجدت قبيلة ثقيف أن قوة المسلمين أصبحت هي القوة الأولى في الجزيرة العربية كلها، وذلك بعد الانتصارات الكثيرة على المشركين واليهود والروم، فقررت أن تأتي المدينة المنورة لإعلان إسلامها، ليس حُباً ورغبة في الإسلام، ولا اقتناعاً به، ولكن لرؤيتهم أنهم لا طاقة لهم بحرب المسلمين، ومن ثَمَّ كوَّنوا وفدًا يفاوض ويساوم النبي صلى الله عليه وسلم، ليصل معه إلى أفضل ما يمكن أن يصلوا إليه، وذلك بسبب عدم قدرتهم على مواجهة النبي صلى الله عليه وسلم، وعندما قدم وفد ثقيف على رسول الله صلى الله عليه وسلم استفبلهم بالترحيب والكرم وحسن الضيافة، ولم يذكرهم بما فعلوه معه وقالوه له، يوم ذهب إليهم داعياً لهم وطالباً نصرتهم، بل ومع كرمه معهم أمر بضرب عليهم قبة في ناحية المسجد، لكي يسمعوا القرآن، ويروا الناس إذا صلوا، فمكثوا على ذلك أياماً حتى طلب زعيمهم من النبي صلى الله عليه وسلم أن يكتب لهم كتاب صلح بينه وبينهم، يأذن لهم فيه بالزنا والربا وشرب الخمر، وأكل الربا ، ويترك لهم اللات ، ويعفيهم من الصلاة ، فأبى النبي صلى الله عليه وسلم – ، فتشاوروا فلم يجدوا محيصاً من الإسلام ، واشترطوا أن يتولّى رسول الله صلى الله عليه وسلم هدم اللات ، وأن ثقيفاً لا يهدمونها بأيديهم ، وأمّر النبي عليه الصلاة والسلام عليهم عثمان بن أبي العاص رضي الله عنه لأنه كان أحرصهم على التفقّه في الدين وتعلّم القرآن .
ثم أرسل النبي صلى الله عليه وسلم أبا سفيان والمغيرة بن شعبة الثقفي لهدم اللات صنم ثقيف بالطائف، فتوجّهوا وهدموه حتى سوّوه بالأرض”.