حدث فى السابع عشر من رمضان( غزوة بدر الكبرى)

كتب / محمد دويدار

فى السابع عشر من شهر رمضان تأتى ذكرى انتصار المسلمين فى غزوة بدر، وهى أول معركة في الإسلام قامت بين الحق والباطل ، وتسمى بغزوة بدر الكبرى وبدر القتال، ويوم الفرقان، وهى غزوة وقعت فى السابع عشر من شهر رمضان فى العام الثانى من الهجرة،(الموافق 14 مارس 624م) بين المسلمين بقيادة الرسول صلى الله عليه وسلم ضد قريش ومن حالفها من العرب بقيادة عمرو بن هشام المخزومى القرشى، وتُعد غزوةُ بدر أولَ معركةٍ من معارك الإسلام الفاصلة،وقد سُميت بهذا الاسم نسبةً إلى المنطقة التى وقعت المعركة فيها، وبدر بئرٌ مشهورةٌ تقع بين مكة والمدينة المنورة.
والتى كان سببها استعداد المسلمين للاغارة على قافلة لقريش قادمة من الشام الى مكة يقودها ابو سفيان بن حرب وقد كان
في غاية الذكاء والحيطة والحذر وكان يتحسس الأخبار ويسأل من لقي من الركبان حتى عرف بخروج الرسول والصحابة لأخذ القافلة ، فارسل الى قريش ليستنفرها لنجدتهم، وعندما سمعت قريش بالخبر ثاروا جميعًا وأسرعوا للإعداد لحرب المسلمين،وخرج من كل قبائل العرب رجال سوى قبيلة بني عدي حتى بلغ الجيش المكي ألف وثلاثمائة ومعهم مائة فارس وستمائة درع .
استخدم أبو سفيان ذكائه وحذره الشديد حتى استطاع أن يعرف موقع جيش المسلمين بـبدر ويحول هو خط سير القافلة نحو الساحل غربًا تاركًا الطريق الرئيسي الذي يمر ببدر على اليسار،وبهذا نجا بالقافلة وأرسل رسالة للجيش المكي بهذا المعنى، فهمّ الجيش بالرجوع ولكن أبو جهل صدهم عن ذلك وأصر على الذهاب الى بدر لقتال المسلمين .
والتقى الجيشان في بدر، وقد بدأت المعركة بالمبارزة، ثم التحم الجيشان وأمدّ اللّه المسلمين بالملائكة وكتب لهم النصر.
وقال تعالى: { وَلَقدْ نَصَرَكُمْ الله ببَدْر وأنتُمْ أذِلَّةٌ فَاتَّقُوا الله لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ } .
وانتهت غزوة بدر بانتصار المسلمين على قريش وقتل قائدهم عمرو بن هشام (ابو جهل )، وكان عدد من قُتل من قريش في غزوة بدر سبعين رجلاً وأُسر منهم سبعون آخرون، أما المسلمون فلم يُقتل منهم سوى أربعة عشر رجلاً، ستة منهم من المهاجرين وثمانية من الأنصار. تمخَّضت عن غزوة بدر عدة نتائج نافعةٍ بالنسبة للمسلمين، منها أنهم أصبحوا مهابين في المدينة وما جاورها، وأصبح لدولتهم مصدرٌ جديدٌ للدخل وهو غنائم المعارك، وبذلك تحسّن حالُ المسلمين الماديّ والاقتصاديّ والمعنويّ.