حدث فى السادس من رمضان (أول نصر للمسلمين على الصليبيين)

كتب : محمد دويدار
في السادس من شهر رمضان عام 532هـ الموافق 17 مايو 1138م، حدث أول نصر للمسلمين على الصليبيين بقيادة عماد الدين زنكي شمال الشام بحلب.
وقد كان الصليبيون ان استطاعوا بعد حملتهم الصليبية الأولى أن يستولوا على جزء كبير من بلاد الشام والجزيرة، وأنشئوا فيها إماراتهم الصليبية الأربع: الرها، وإنطاكية، وطرابلس، وبيت المقدس.
وأصبح الوجود الصليبي في المشرق الإسلامي يشكل خطرًا بالغًا على بقية بلاد المسلمين،
وسعى الصليبيون إلى بسط نفوذهم وإحكام سيطرتهم على المزيد من البلاد إليهم، وإنشاء إمارات صليبية جديدة؛ لتكون شوكة في ظهر العالم الإسلامي، تمهيدًا للقضاء التام عليه.
وعمل “عماد الدين” على توحيد الإمارات الصغيرة المتناثرة من حوله تحت لواء واحد، ومن ثم فقد عمل على تهيئة الأمة الإسلامية وتوحيدها قبل أن يخوض معركتها المرتقبة.
واستطاع الاستيلاء على “حلب”، كما هاجم عددًا من المواقع الصليبية المحيطة بها، وتمكن من الاستيلاء على خمسة منها، كما تمكن من الاستيلاء على “بعرين” وعمل “عماد الدين” على تفتيت التحالف الخطير الذي قام بين الصليبيين في الشام والبيزنطيين،
واستطاع أن يدعم موقفه بالاستيلاء على بعض المواقع وعدد من الحصون الخاضعة لإمارة “الرها” الصليبية، وقد كانت تعتبر واحدة من أهم الإمارات الصليبية في المشرق، وذلك لقوة تحصينها.
وبعد (28) يومًا من الحصار انهارت بعض أجزاء حصن الامارة وتم الاستيلاء عليها
، فأصدر “عماد الدين” أوامره إلى الجند بإيقاف أي أعمال للقتل أو الأسر أو السلب، وإعادة ما استولوا عليه من غنائم وأسلاب، فأعادوا كل ما أخذوه إلى أصحابه.