اخبار عاجلةالوطن العربيمتابعات

القدس عربية بقلم : الباحثة رولا خالد غانم

  طولكرم – فلسطين

وستبقى القدس مدينة عربية إسلامية منذ فجر التاريخ إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها، فالقدس بأنبيائها ورسلها وعبادها تنتمي إلى الإسلام، وصلة اليهود بالقدس كانت مؤقتة جاءت وليدة غزوة طارئة لم يترتب عليها أية حقوق قومية، فعصرهم طارئ، وكذلك وجودهم، وفلسطين كانت قبل الوجود اليهودي.

مدينة القدس مدينة الأديان السماوية جميعا ومدينة السلام وهي فريسة للعدوان منذ القدم وخاصة الصهيوني، هي قلب الصراع العربي الإسرائيلي، نظرا لأهميتها ومكانتها الدينية، فهي تتمتع بمكانة خاصة جعلتها محط أنظار العالم، ومنهم ما يسمى بإسرائيل، فما من أمة إلا ووجهت أنظارها لهذه المدينة.

واستهدف المشروع الصهيوني هذه المدينة وخطط للاستحواذ الكامل على المكان برمته، حتى أنه حاول طمس تراث فلسطين وادعائه لنفسه، والاحتلال يعمل في القدس على طمس هويتنا العربية والإسلامية والمسيحية بكل الوسائل،

فهو يصادر الأراضي ويقيم المستوطنات ويغير أسماء القرى التي هدمها والشوارع، معتقدا أنه يستطيع بفعلته هذه أن يمحو جغرافية القدس من الذاكرة، ويعريها من تاريخها، ورغم دأب إسرائيل المحتلة على تغيير صبغة القدس التاريخية والدينية وتزوير التاريخ، إلا أنها لم تنجح في تخبئته ، ودثره في عالم النسيان، فهو مغروس في عقل ووجدان أمة لا يعتري ذاكرتها المتوهجة النسيان.

إن للتاريخ ذاكرة لا يمكن أن تمحى، والروايات التي تطلقها إسرائيل المحتلة لم ولن تنجح وتسلخ الفلسطيني والمقدسي عن ماضيه، إن القدس نالت من المحن والخراب والتدمير ما لم تنله أي مدينة أخرى،

ورغم كل ذلك بقيت آثارها محفورة في تضاريسها، القدس هي الذاكرة الحية للمسلمين، فهي مهبط الملائكة ومصلى الأنبياء، فيها المسجد الأقصى الذي تشد الرحال إليه، وهي أرض الإسراء والمعراج، والمحشر والمنشر.

والآن تطل عليها أمريكا برئيسها المغفل ترمب لتعلن أن القدس العربية الإسلامية الفلسطينية، مدينة الأقصى، أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين عاصمة لإسرائيل المحتلة لتثير بهذا الإعلان غضب الشارع الفلسطيني والشعوب العربية والإسلامية، ولتطلق شرارة حرب سوف تقوض كل المساعي التي بذلت من أجل السلام الذي لم نستشعر وجوده على الأرض،

مستأنفة بقرارها هذا دور بريطانيا التي أعطت البلاد لمن لا يملكها، ورغم هذا وذاك ستبقى فلسطين والقدس عربية إسلامية رغم كل مساعي الاحتلال، وتكالب الدول العظمى، وخذلان الزعماء العرب.

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى