اخبار عاجلة

المعلومه الملونه بقلم اللواء \ علاء بازيد

متابعة: منى درغام

هى المعلومه الخداعيه .. ظاهرها الرحمه وباطنها العذاب .. مغلفه بالوطنية ومجوفه بالعدائيه .. مظهرها لمتلقيها متوافق مع ميوله وشخصيته وجوهرها ضدهما .. تستخدم هذا المتلقى للمعلومه فى الترويج لها وتحقيق أهدافها ..
كل منا يعرف عدوه .. وبالتالى .. لا يصدقه او يثق فيه ..وتتعامل معه بحذر .. ولا يتلقى منه .
لكنه .. لو دس إليك معلومه ظاهرها يصادف هوى فى نفسك .. فإنك دون تتردد .. تتبناها مقتنعاً بها ..وتساعد على نشرها أو الترويج لها .. خاصه بين أصدقائك الذين يثقون فيك ..ويسمعون لك ويتلقون منك .. وهى فى الحقيقه التى لا تعلمها .. ضد مبادئك وعقيدتك وما تصبو إليه .
فهى بالفعل كلمة حق يراد بها باطل
ومن أمثلة المعلومه الملونه والتى يتم نشرها عن طريق القوه الناعمه .. وهى الثقافه والإعلام .. فكرتها قد انبثقت من عمل اليهود منذ قديم الأزل .. وقبل قيام دوله إسرائيل .. على ترسيخ مفهوم معلومه معينه ومحدده .. نرددها جميعا وهى
إحنا المصريين الفراعنه احنا أولاد الفراعنه واحنااحفاد الفراعنه
نتلقى المعلومه كمصريين بالفخر.. حتى أن كل نصر عسكرى أو رياضى .. تجد هذا التعبير يتردد بين المصريين على اختلاف ثقافاتهم .. وهم فخورين ومنتشين .
بالطبع .. فإن الحضاره الفرعونيه حضارة عظيمه .. لنا أن نتباهى بها كعمل دنيوي ونتبرأ من تكبر وتجبر وتحدى فرعون الذى استخف قومه فأطاعوه فكانوا جميعاً من المغرقين.
لكنه
لا يهدف من ترسيخ الفكره ذلك ..
وانما أراد هدفان
الأول دينى ..
والثانى دنيوي ..

أما الدينى
فإنه بنص القرآن الكريم .. من لم يتبرأ من فرعون وعمله فهو معه فى النار يوم القيامه .. فقد قال تعالى
( يقدم قومه يوم القيامه فاوردهم النار)
وقد تبرئت من فرعون زوجته آسيا فورد
على لسانها بالقران الكريم( رب إبنى لى بيتا فى الجنه ونجنى من فرعون وعمله )
تبرئت بدعوتها من فرعون وعمله وضمنت ألا تحشر مع قومه .. وزادت بطمعها فى كرم الله فأكرمها بذكرها وبتحقيق دعوتها.

لم يفكر أحد منا ..
أن يتبرأ من فرعون وعمله .. حتى لا يحشر معه ويكون من قومه ..
لكنا نتباهى ………………
بأننا أحفاده .. وهم أكثر نسبا من قومه للأسف .. ولا أدعو فى ذلك إلى إنكار ونسيان لحضاره وعلوم وثقافة مصر الذى يضرب بجذوره فى أعماق التاريخ
أما الهدف الدنيوي لليهود من ترسيخ المعلومه لتتوارثها الأجيال المصريه ..
هى
أن يعلم كل يهودى فى العالم .. وعلى مر الازمنه والعهود .. أن عدوه اللدود هو المصرى .. بانسابه وانتسابه واعترافه الدائم بالفرعون ..
ذلك الذى استحيا نسائهم وقتلهم وذبح أبنائهم واخرجهم من ارضهم وديارهم كما يزعمون من سيناء ومصر من النيل إلى الفرات كمايدعون .. وحتى لا تندثر المعلومه .. يجعل عدوه (باعتبار أنه المصرى ) هو من يذكره دائما بها على مر العقود والعصور والسنين فباعتراف وترديد المصرى بأنه حفيد الفراعنه يقول لليهودى دائماً انا عدوك وهى فكره أرحب بها وكل مصرى ونتبرأ من ادعائه الألوهية وانكاره للذات الاهيه وتحديه مما استوجب لعنة الله عليه.

نجد ايضا .. استخدام المعلومات الملونه مع كل من يعادون مصر وشعبها .. وهم جميعاً بكافه انتماءاتهم وتوجهاتهم ما هم إلا أدوات فى أيدى المخابرات الاسرائيليه ..
مثال حديث .. وهو انتشار معلومه تطالب بتعديل الدستور لتصبح فتره رئاسه السيسى ست سنوات بمناسبه قرب انتهاء المدة الأولى
هذه المعلومه لقيت رواجاً لمؤيديه ومن محبي مصر والمقدرين لدوره فى استقرار وأمن مصر .. رغم وجود صعوبات وتحديات ومشاكل وتهديدات وتكتلات ضد مصر
طبيعى أن يجد نفسه مدفوعا للترويج لها .. حتى أن كثير من أعضاء مجلس النواب .. قد طرح الفكره وأراد التصويت عليها
ولو تمحصت وتفحصت الفكره .. تجد أنها تضر سمعه مصر وسمعه السيسى نفسه .. وتفتح المجال لمناقشات تخصم من شعبيته .. وتعطى للمتربصين فرصه النيل من سمعه مصر ..

والمدهش .. أننى سمعت أحد الأعضاء يبرر ذلك .. بأنه يعد من قبيل توفير نفقات الانتخابات لتأجيلها عامين .. ونسى أو جهل .. أن تعديل الدستور اصلا .. يتطلب نفس نفقات الانتخابات فلا تعديل إلا باجراءات قانونيه منها موافقة النسبه المقرره للمجلس واستفتاء الشعب على التعديل وهذا الاستفتاء توازى تكلفته تكلفه الانتخابات أو تزيد
وتسمع من البعض من يقول هو مش قرآن عشان نعدله فيدل على أنه ….
أيضاً ..

لما نشرت صوره للمستشاره الالمانيه ميركل في الأسبوع الماضى .. وهى تشترى مستلزمات منزلها من سوبر ماركت ومزيله بتعليق انها بدون حراسه ولا عسكرى شايل لها مشترواتها ولا العاملين بالسوبر ماركت مش زى حكامنا الطغاه مهتمين بها وانتشرت كالنار بالهشيم ..

ولم يكلف أحد منا نفسه أن يدقق فى الصوره ليجدها بالفعل لميركل لكنها مختلفه الشكل والجسم والعمر لسيده فى أول الأربعينات. . ولم تكن قد تقلدت ايه مناصب أو انضمت لأحزاب وعن طريق بعض الجهات تبين أن الصوره من 1985 أى مر عليها أكثر من ثلاثون عاماً ..

وأيضاً استخدام صور حدثت بسوريا ونسبتها لمصر واستخدام صور أخرى من أماكن أخرى لنسبتها لسوريا .. وهكذا تستخدم المعلومه الملونه .. وقد تكون مدعومه بالصوره وهى فكره صهيونيه قديمه تستخدم كمن يدس السم بالعسل .

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى