موروثات القصيرالأثرية أين هى ؟

أليس لأهل القصير الحق فى متحف للكم الهائل من حفريات القصير القديم أم هى رهينة المخازن أم ماذا؟
كتب : وصفى تميرحسين

عرفت القصير فى تاريخ مصرالقديم باسم تاوو وفى العصرالبطلمى باسم ليكوس ليمن وكان يربطها بقفط وادى الحمامات ومازالت النقوش والتى تقارب 2300 نقش وهى نقوش فرعونية ويونانية ورومانية وإسلامية وهى دليل على النشاط التجارى فى هذا الدرب

حيث البحث عن الذهب والزمرد وكان ميناء ليكوس ليمن (القصير القديم ) فى العصرالبطلمى والذى يبعدعن القصيرالحديثة بثمانية كيلومترات فى نهاية وادى الحمامات والذى يصل طيبة القديمة الأقصر بساحل البحرالأحمر وقدازدهرت التجارة فى الميناء منذ القرن الأول الميلادى حتى الثالث الميلادى

وتؤكدالأبحاث الأثرية فى العام 1978م أن الميناء قدازدهر فى القرنين الأول والثانى خاصة فى تجارة التوابل مع الهندمع وجودجالية هندية مقيمة به وذلك من خلال وثائق ونقوش وخطوط نبطية وجدت فى الموقع وفى العصرالرومانى سمى ألبوس بارتوس أى الميناء الأبيض ولم تكن أفضل الموانى

ولكن ميزها قصر الطريق ومنها فى بعض الروايات اشتق من القصر اسمها وبدايته قفط حتى القصير وبالطريق النقوش تدون أعمال وأنشطة عمال المناجم وبه 12حصن بالإضافة إلى نقوش وخربشات للتجار المارين بالوادى وارتبطت بطيبة فى الفرعونى وقفط فى البطلمى وأسوان فى الفاطمى وقوص فى الأيوبى والمملوكى وقنا فى العصرالحديث

وهجرت قرابة الألف عام حتى عودتها فى العصرين الأيوبى والمملوكى والعثمانى فى القصيرالحديثة تخدم طريق الحج.
وبيت الشاهد هناما عثر عليه من لقى وآثار حيث كانت القوافل تفضلها عن عيذاب لقصرالطريق بينها وقوص

وقدأجرت بعثة أمريكية برئاسة دونالد ويتكومب وزوجته جانيت جونسون أستاذة علم المصريات بجامعة شيكاغو أول حفريات أثرية فى موقع القصيرالقديم 1978م وعثر على غرفة صغيرة رومانية ولقى رومانية كثيرة وكذلك أسفرت الحفريات عن جدران كثيرة إسلامية فى شبه جزيرة القصير انتفعت من الآثارالرومانية السابقة

وكذلك أفنية للمنازل وغرف للمعيشة ومخازن تتفتح على عدد من الدروب والأزقة وبقاياتحف للاستعمال اليومى منهاقطع من البورسلين المجلوب من الصين وأنواع من السيلادون والنسيج ذات أشرطة ملونة أحدهمامطرزة

كذلك قطع من الخزف الملون بألوان حمراء وبيضاء سورية الطابع وبعضها شائع استخدامه فى شرق أفريقيا ونسيج الفسطاط صناعة هندية ويرجع للقرن السادس إلى التاسع الهجرى.

ومرحلة اخرى من الحفريات أجريت فى عام 1980م عثرفيهاعلى عددكبير من الرسائل مكتوبة بالخط العربى بحبرأسوداللون على ورق مجعد ويبدوأنه تجعدت بأيدى القارىء ثم ألقيت ومنهامائة قطعة استخرجت من بيت كبير المساحة وكلها رسائل خاصة وأدعية دينية وتعاويذ أحدهمايحمل تاريخ 615هـ ووجد أيضاً قشربيض النعام مكتوبا عليه.

وقدتضمن التقرير العلمى للبعثة مايلى:(مختصر)
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
أولاً قطع الخزف الإسلامى المملوكى:
عثرعلى كميات من الفخارالشعبى والخزف المجلوب من الشرق الأقصى وهى نوع من القدور تستخدم فى الأطعمة وتزدان بأشرطة ملونة وغيرملونة وقلال للشراب قبطية الطابع وأباريق ودوارق وقطع من الخزف الصينى ترجع إلى أسرة مينج أويوان الصينية الحاكمة وهناك قطع من الزجاج زيتونية اللون ومنهاماكان يصنع محلياً بالقصير .
ثانياً:قطع النسيج:
عثرفى موسم الحفرالأول1978م على 300قطعة من النسيج المزين بالزخارف ويرجع إلى العصرالمملوكى والعدد الأكبرمن القطن والبعض من الصوف والقليل من الكتان ومنهاماهومخطوط بالخط النسخ المملوكى غيرالمنقط وغيرها الكثيرمن المنسوجات مختلفة الأشكال والألوان
ثالثاً:التحف الخشبية:
تم الكشف عن قطعتين لقصعة وغطاء لها مدهون باللون الأحمر وداخلها باللون البنى مكتوب على شريط فى وسطها اليمن 1 وعثرعلى قصعتين أخرتين تختلف عن القصعة القصيرى
رابعاً:الحبال والأقراف والمكاتل والقفف
كشف البحث الأثرى فى موقع القصيرعلى حبال مجدولة من خيوط القنب بعضهاغليظة متعددة الضفائر وبعضهابسيطة وقصيرة وعثرعلى حذاءمن النسيج وآخرمن الجلد والحصيروعدد من مشنات الخبز
خامساً:الآثار المعدنية :
عثرعلى قطع معدنية إسلامية من البرونز والحديد وبعضها من الفضة وإبر كبيرة ومساميروخواتم وسنارات صيدالأسماك وتشيرالقطع إلى النشاط الحرفى لأهل القصير وعثرعلى معلقة ومفاتيح ومزلاج للأبواب
وكشف البحث عن تسع عملات ترجع للعصرالرومانى والأيوبى والمملوكى وعملة حديثة فى القرن التاسع عشروتشمل العملات الإسلامية درهمين من الفضة وستة من النحاس
سادساً الوثائق المكتوبة
عثرعلى مائتى قطعة من الورق مكتوب عليها بالخط النسخ والثلث المملوكى ترجع إلى 615هـ وهناك كتابات على الخشب وبيض النعام والعظم وعلى الأثواب
وذكرالدكتورعبدالعزيزسالم أن هناك نقش فى الطريق خلف الشيخ عبدالعال يرجع إلى العصرالمملوكى نصه

(حضر العبد الفقير إلى الله تعالى يوسف بن حاتم الشطى رده الله إلى أهله غفرالله له ولوالديه ولجميع المسلمين آمين بتاريخ شهرجماد الآخرسنة خمس وخمسين وسبعمائة وقرأها ميخائيل بيتس ودونالد ويتكومب خطأً (غفر الله به وبوالديه وبجميع المسلمين)

والخلاصة متى يتسنى لنا مشاهدة متحف القصير والإفراج عن تلك الموروثات الأثرية والتى هى بلاشك رهينة مخازن الآثار وإن كانت فى مكان لائق فالأحق بأهلها تكريساً لتاريخهم الناصع أن تظهرلهم للوجود