اخبار عاجلة

باحث أثري : “نفرتيتي” من أشهر شخصيات مصر القديمة وسيرتها أثارت جدلاً وغموضاً

 

كتب:عادل الشريف

قال الباحث الآثري أحمد عامر إن الملكة “نفرتيتي” تعتبر واحدة من أشهر شخصيات مصر القديمة، وقد أحاط بحياتها وسيرتها ودورها الكثير من الغموض والإبهام وهي زوجة الملك “إخناتون” وساعده الأيمن في نشر مبادئه، ورفيقته في الكفاح من أجل تثبيت دعائم ديانته الجديدة، وأم لكل من الملكة “مريت آتون” زوجة الملك “سمنخ كا رع” والملكة “عنخ_اس_إن_با_آتون” زوجه الملكة “توت عنخ آمون”، وقد يعني إسمها “الجميلة آتية أو مقبلة”، وقد إشتهرت “نفرتيتي” بجمالها، وإن جنسيتها موضع نقاش بين الآثريين إذ لم يذكر أي نص اسم والديها، منهم من يعتقد أنها مصرية ومنهم من يعتقد أنها ميتانية، وإن الرأي المقبول للآن أن “نفرتيتي” هي آبنه الضابط “آي”، وقد لُقبت “نفرتيتي” ب “جميلة الوجه، عظيمة المحبه، سيدة المرح، سيدة الأرضيين” وغيرها، وليس هناك تاريخ مؤكد لزاوج “نفرتيتي” من “إخناتون” ولكن يُحتمل أن يكون قد تم هذا الزواج في نهاية العام الأول لإعتلاء “إخناتون” العرش أو بداية عامه الثاني، ولعل الدليل علي ذلك وجود بعض المناظر علي أحجار التلاتات المتبقية من المعبد الذي أقامه “إخناتون” للآله “آتون” شرق معابد الكرنك بعد توليه عرش مصر مباشرةً، فقد ذكر علي أحجار هذه التلاتات بالنص والصوره كل من “مريت آتون” و “مكت آتون” و “عنخ_اس_إن_با_آتون” وهن البنات الثلاثة الأوائل من بنات الملكة “نفرتيتي” اللائي ولدن في طيبة. وأشار “عامر” أنه في العام الخامس أو السادس من حكم الملك “إخناتون” أضيف إلي إسم “نفرتيتي” إسماً آخر وضع داخل الخرطوش هو “نفر نفرو آتون” أي “جميلة جمال آتون” وقد نقش هذا الأسم بطريقة بحيث إتجه إلي الآله “آتون” دائما إلي الملكة “نفرتيتي” التي صورت في نهاية الخرطوش، صورت “نفرتيتي سواء علي جدران “آتون” بالكرنك أو علي جدران مقابر الأشراف في تل العمارنه نادراً بمفردها وغالباً في صحبه زوجها وخلفها أو بجانبها واحده أو أكثر من بناتها، وكانت تلبس غالباً ثوب رقيق طويل يغطي كتفيها وأعلي ذراعيها وتلبس مره التاج ذو الريشتين ومرة آخري التاج ذو الريشتين وتحته قرص الشمس بالقرنين ومره ثالثة يزين رأسها الباروكة المموجه ومره رابعة تلبس الباروكة النوبية هذا بجانب غطاء الرأس المعروف ب “النمس”، ونجد أن “نفرتيتي” لم تكن مصرية بل تمتعت بمركز ديني رفيع أوصلها إلي مصاف الآلهات، كذلك حلت “نفرتيتي” محل الآلهات الحاميات الأربع وهن “إيزيس”، “نفتيس”، “نيت”، “سلكت” اللائي ظهرن علي الجوانب الأربعة لبعض توابيت ملوك الدولة الحديثة ولذلك لحماية مؤمياء المتوفي. وتابع “عامر” إلي أن “نفرتيتي” قد إستقرت مع زوجها في تل العمارنه وهناك أنجبت له أيضاً ثلاث بنات هن “نفر نفرو آتون تاشري” و “نفر نفرو رع” والأخيرة هي “ستب ان رع”، وقد إتسمت الحياة الزوجية ل “إخناتون” و “نفرتيتي” بالسعادة والهنائة تميزت بالألفة والتفاهم العقلي المتبادل والتوافق العقائدي المشترك والحنان الذي أسبغته عليهما بناتهما، كما لازمت “نفرتيتي” زوجها في كافة المناسبات الرسمية والطقوس الدينية مما حدا بالعديد من العلماء إلي تأكيد مشاركتها له في الحكم، وعلي ما يبدو أنه قد حدثت مؤامرة قُتل علي آثرها “إخناتون” ومرت “نفرتيتي” بتجربة شديدة الحزن والآسي بعد وفاة زوجها وقد كان علي “نفرتيتي” أن تتحمل أحزانها الخاصة وأن تواجه المسئوليات الجسيمة التي ترتبت علي وفاة الملك “إخناتون”. وأضاف “عامر” أنه قد جاءت السنوات الأخيرة من حكم “نفرتيتي” غامضة كسنوات لا ندري كيف ماتت وكم عمرها وأين دُفنت فتلك أمور لازالت مجهولة لنا حتي الآن، أما عن التهشيم والتشويه الذي حدث لأغلب مناظرها وخاصةً وجهها فقد تم أغلب الظن بناء علي رغبة كهنه آمون وذلك لخروج “نفرتيتي” عن التقاليد المصرية وإعتناقها الآتونية ووصولها إلي مصاف الآلهات، كما يعتبر التمثال النصفي المحفوظ بمتحف “شالوتنبرج” ببرلين للملكة “نفرتيتي” من أهم الروائع التي يتميز بها الفن الآتوني، كذلك هناك رأس ل “نفرتيتي” محفوظة بالمتحف المصري وهي أقل شهرة من الأولي، كذلك تُلقي مقابر تل العمارنة الضوء علي العديد من المناظر والنقوش الخاصة بالملكة “نفرتيتي” وصورها مع زوجها وبناتها وهي صور إنسانية رائعة تُمثل الواقع البشري وتبتعد عن قدسية الملوك.

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى