اخبار عاجلةكتاب و مقالات

حب ،،،، وصيه ،،،، امان ( 5 )

كتب دكتور فوزي الحبال

وصية الأم الأعرابية المحبة لابنتها والخائفة عليها من عاديات الزمن والمتمثلة في الخلافات الزوجية أو الطلاق ، انها علامة من علامات الإحساس بالمسؤولية تجاه الفتيات وتأهيلهن لتحمل مسؤولياتهن المستقبلية بعيدا عن البيت الذي تربين فيه وتعودن عليه وهو بيت العائلة ، إلى بيت جديد لا يعرفن عنه شيئا .
والوصية الحكيمة لهذه المرأة وثيقة اجتماعية تعبر من خلالها عن أهداف الزواج وهو الاستقرار والسكن والمودة والرحمة والتفاهم المبني على الاحترام (ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجا لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودة ورحمة) .

قالت أم لابنتها ليلة زفافها وهي تودعها أي بنيّــة ، إنك قد فارقت بيتك الذي فيه نشأت إلى بيت لم تألفيه وقرين لم تعرفيه فكوني له أمة يكن لك عبدا ، واحفظي له عشر خصال ، يكن لك ذخرا ، أما الأولى والثانية ،، فالصحبة بالقناعة والمعاشرة بحسن السمع والطاعة ، أما الثالثة والرابعة ،، فالتعهد لموقع عينيه والتفقد لموضع أنفه فلا تقع عيناه منك على قبيح ولا يشمن منك إلا أطيب ريح ، والكحل أحسن الحسن الموصوف والماء والصابون أطيب الطيب المعروف، وأما الخامسة والسادسة ،، فالتفقد لوقت طعامه والهدوء عند منامه ، فإن حرارة الجوع ملهبة وتنغيص النوم مكربة ، وأما السابعة والثامنة ،، فالعناية ببيته وماله والرعاية لنفسه وعياله ، أما التاسعة والعاشرة ،، فلا تعصين له أمرا ولا تفشين له سرا فإنك أن عصيت أمره أوغرت صدره وإن أفشيت سره لم تأمني غدره ، ثم بعد ذلك ، إياك والفرح حين اكتئابه والاكتئاب حين فرحه ، فإن الأولى من التقصير والثانية من التكدير ، وأشد ما تكونين له إعظاما ، أشد ما يكون لك إكراما ، ولن تصلي إلى ذلك حتى تؤثري رضاه على رضاكي وهواه على هواكي فيما أحببت أو كرهت ، والله يصنع لك الخير واستودعتك الله .

كم من أمهات جنين على بناتهن بسبب الغيرة أو حب التملك والاحتفاظ بابنتها لها وحدها بعد زواجها وكأنها لم تتزوج أو ليس لها زوج وبيت بحاجة إليها ، وهناك من القصص والحكايات لا تنضب من أفعال هؤلاء الأمهات اللاتي لم يقتنعن بأهمية إعداد الفتاة لحياتها الاجتماعية الجديدة ، فلعل وعسى يقتنعن بما فيها ويكن عونا لبناتهن بدلا من أن يكن عبئا عليهن ، أو الاقتناع بعد فوات الأوان .

هذه الوصية لن تعجب البعض من داعيات ودعاة حرية المرأة ممن يرون العلاقة بين الرجل والمرأة هي علاقة تنافس وتناحر وتضارب مصالح لا يمكن لها أن تلتقي على أرضية الوئام والسكن والمودة التي أرادها الله لهما ، ولن يعجب كلامي كذلك البعض من الأمهات اللاتي يعتقدن أن ابنتها سلعة تباع وتشترى لمن يدفع أكثر ، ويشترطن على من يوافقوا على زواجها منه أن يكون بنكا متنقلا لها ولأهلها يغرفوا منه ما يشاءون لهم من مال غير مكترثين بما أوجبه عليهم الدين الإسلامي الحنيف وقرره النبي صلى الله عليه وسلم بقوله : (إذا جاءكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه ، فإن لم تفعلوا تكن فتنة وفساد كبير ) .
الزواج نعمه فلا تجعلوا منه نقمه
الانثي مخلوق جميل وسر سعادة الرجل الذي يعاملها بلطف وحنان وحب .

الي القاء في المقال ______@ ( 6 )

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى