في ندوة بمركز شباب أبو الغيط

د.إسماعيل خضر .. يحذر من التنمر الإلكتروني وخطورته على المراهقين

شهد مركز شباب أبو الغيط  انعقاد ندوة دينية تثقيفية موسعة بعنوان “التنمر الإلكتروني وخطورته على المراهقين”، وذلك ضمن سلسلة الفعاليات الهادفة إلى تعزيز الوعي الديني والقيمي في مواجهة الظواهر السلوكية المستحدثة في المجتمع، بحضور عدد كبير من الشباب وأولياء الأمور.

واستهل الدكتور إسماعيل محمد خضر، محاضر الندوة، حديثه بالتأكيد على أن الإسلام قد سبق كل التشريعات في الدعوة إلى صيانة النفس البشرية وحمايتها من الأذى، مستشهدًا بقوله تعالى: “وَلَا تَنَابَزُوا بِالْأَلْقَابِ”، وقوله صلى الله عليه وسلم: “ليس المؤمن بالطعّان ولا اللعّان ولا الفاحش ولا البذيء”. وأوضح أن التنمر الإلكتروني هو أحد صور الأذى التي نُهي عنها شرعًا، لكونه اعتداءً لفظيًا ونفسيًا قد يترك جراحًا عميقة في نفس المراهق.

وتناول د. إسماعيل خلال الندوة مفهوم التنمر الإلكتروني بشكل شامل، موضحًا أشكاله المتعددة التي تتراوح بين السخرية، التشهير، التهديد، وانتهاك الخصوصية عبر منصات التواصل الاجتماعي. وأشار إلى أن خطورته تكمن في انتشاره الخفي وصعوبة كشفه من قبل الأسرة، مما يستدعي وعيًا مضاعفًا من الوالدين والمربين.

كما ركّز المحاضر على الآثار النفسية والاجتماعية التي قد يتعرض لها المراهق بسبب التنمر الإلكتروني، مثل القلق، فقدان الثقة بالنفس، العزلة الاجتماعية، واضطرابات السلوك. وبيّن أن هذه الآثار لا تمس الفرد فقط، بل تمتد لتؤثر على الأسرة والمجتمع، وهو ما يجعل مواجهته واجبًا دينيًا وتربويًا.

وفي محور ديني مهم، شدّد د. إسماعيل على أن الكلمة مسؤولية، مذكرًا بقول الله تعالى: “مَا يَلْفِظُ مِن قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ”. وأوضح أن المسلم مطالب بضبط لسانه وقلمه وكافة سلوكياته الرقمية، لأن الكتابة عبر الهاتف أو الحاسوب تعدّ صورة من صور القول التي يُحاسب عليها الإنسان يوم القيامة.

كما وجّه رسالة لأولياء الأمور يدعوهم فيها إلى تعزيز ثقافة الحوار داخل الأسرة، ومتابعة الاستخدام الرقمي للأبناء دون تضييق، مع ترسيخ قيم الاحترام والتسامح والرفق التي دعا إليها الإسلام. وشدد على أهمية تعليم الأبناء أن استخدام التكنولوجيا يجب أن يكون تحت مظلة الأخلاق والرقابة الذاتية المستمدة من الإيمان.

ولم يغفل د. إسماعيل دور المؤسسات التربوية والدعوية، حيث أكد أنها تتحمل مسؤولية كبرى في بناء الوعي الديني لدى الطلاب، وتحفيزهم على الالتزام بآداب الحديث الإلكتروني، ونشر السلوك الإيجابي عبر الوسائط الرقمية، بما يحقق بيئة أكثر أمنًا واعتدالًا للمراهقين. وفي ختام فعاليات الندوة، قدّم القائمون على مركز شباب أبو الغيط الشكر والتقدير للدكتور إسماعيل محمد خضر على ما قدمه من معلومات دينية وتربوية قيّمة، مؤكدين استمرار تنظيم هذه اللقاءات التي تجمع بين التوعية الدينية والتثقيف المعاصر، بهدف حماية الشباب من المخاطر الرقمية، وترسيخ قيم الأخلاق الرفيعة التي دعا إليها الإسلام.

اترك تعليقاً

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.

زر الذهاب إلى الأعلى