
توجب العذاب الأليم في الدنيا والآخرة
بقلم / محمـــد الدكـــروري
إن الحمد لله، نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله أما بعد لقد حرم الله عز وجل الفواحش ما ظهر منها وما بطن، وجعل لمرتكب تلك الفاحشة العذاب الأليم في الدنيا والآخرة، سواء من جريمة الزنا أو اللواط، أو إتيان المرأة من الدبر، واعلموا أن الله سبحانه وتعالي حليم، يمهل ولا يهمل، ولا شك أن العقاب العام الذي سينتج من ذلك سيكون عظيما، إن لم نتدارك أنفسنا بالتوبة إلى الله فورا، مع الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بلا منكر، والأخذ على يد الظلم، وأطره على الحق أطرا، فلا يغترن المذنبون المجرمون الظالمون بستر الله وحلمه، بل فليستفيدوا من هذه الفرصة ليعودوا إلى ربهم، وليسترحموه،
فإن بطش الرب لشديد، فيقول تعالي ” وإن الله ليملي للظالم حتى إذا أخذه لم يفلته ” بل وصلت تلك الفاحشة والشذوذ الجنسي إلى داخل الأسر، حتى وجد كثير من الأزواج يطلبون من زوجاتهم تلك الفاحشة، بل إني قرأت في بعض الإستشارات المعروضة في الإنترنت أن نساء يشتكين ذلك الأمر من أزواجهن، خصوصا أن الذين يطلبون منهن تلك الفاحشة رجال ملتزمون، لكن كما يبدو ليس لهم أخلاق، كما يشتكين لكونهن يتأذين منه، ولكونه خلاف ما أعد الله لخلقه، وما من شك أن تلك الفاحشة سينتج منها عقوبة عاجلة أو آجلة، وأنها ستزيل البركة من الأسر، وستذر ديارهم بلاقع لا عمارة فيها ولا خير ولا بركة، فضلا عن العقوبات العظيمة التي ستنتظرهم في اليوم الآخر، والعياذ بالله، وقد سأل النبي صلى الله عليه وسلم أعرابي، فقال يا رسول الله، الرجل منا يكون في الصلاة.
فيكون منه الرويحة، ويكون في الماء قلة، فقال “إذا فسا أحدكم فليتوضأ، ولا تأتوا النساء في أعجازهن، فإن الله لا يستحيي من الحق ” رواه الترمذي، وإنما سميت الفاحشة فاحشة لمنتهى قبحها وفحشها وعيبها المتراكم، القاضي على عرض المرء وشرفه، فيأمرنا الله تعالى، ولا تقربوا الظاهر من الأشياء المحرمة عليكم، التي هي علانية بينكم لا تناكرون ركوبها، والباطن منها الذي تأتونه سرا في خفاء لا تجاهرون به، فإن كل ذلك حرام، وقد قيل إنما قيل لا تقربوا ما ظهر من الفواحش وما بطن لأنهم كانوا يستقبحون من معاني الزنا بعضا دون بعض، وليس ما قالوا من ذلك بمدفوع، غير أن دليل الظاهر من التنزيل على النهي عن ظاهر كل فاحشة وباطنها، ولا خبر يقطع العذر بأنه عني به بعض دون جميع، وغير جائز إحالة ظاهر كتاب الله إلى باطن.
إلا بحجة يجب التسليم لها، وقيل أنه كان أهل الجاهلية يستسرون بالزنا، ويرون ذلك حلالا ما كان سرا، فحرم الله السر منه والعلانية ما ظهر منها، يعني العلانية، وما بطن يعني السر، وقيل كانوا في الجاهلية لا يرون بالزنا بأسا في السر، ويستقبحونه في العلانية، فحرم الله الزنا في السر والعلانية، وقال آخرون “ما ظهر” نكاح الأمهات وحلائل الآباء “وما بطن” الزنا، وقيل “ما ظهر” جمع بين الأختين، وتزويج الرجل امرأة أبيه من بعده، “وما بطن” الزنا، ثم اعلم إذا كان المدعو بالفاحشة جاهلا غافلا، فلا بد من حواره وتفهيمه قبح فعله بالحكمة، كما فعل مثل ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولنا فيه أسوة حسنة، مع الشاب الذي طلب منه الإذن بالزنا.