أدب

عام الحزن لرسول الله ص في عيد نيروز (يوافق وفاة ام المؤمنين خديجة ع ٢١/ ٣/٢٠٢٤)

 بقلم : سيد محمد الياسري 

   أجتمع المسلمون في كل مذاهبهم ومناهلهم العلمية ، وان اختلفوا في شيء فقد أجتمعوا في عبارة ( عام الحزن ) الذي اطلقه رسول الله ص على العام الذي توفيّ فيه ناصريه ( ابوطالب وخديجة ) كما اجتمع على حزنه الشديد عليهما ، واليوم تمر ذكرى أبو طالب ( الثلاثاء ١٩ / ٣ / ٢٠٢٤ )من رمضان لهذا العام كما تكون ذكرى أمّ المؤمنين السيدة خديجة بنت خويلد بن أسد بن عبدالعزى بن قصي في (الخميس ٢١ / ٣ / ٢٠٢٤ )في شهر رمضان من هذا العام ، ويظهر فيه انه يصادف ما يطلق عليه أيها المسلمون ( بعيد الشجرة ، او عيد نيروز ) وهو معروف بفرحه واحتفالاته ، والنيروز كما هو معروف ليس من أعياد الإسلام ، ولا جزء من معتقداته او قريب منه ، صحيح له اعمال إسلامية جاء عن طريق اهل البيت ع ، لكن هذه الاعمال جاءت – ربما – لجعل المسلمين يبتعدون ان الاحتفالات غير اللائقة بهم كاسلام من فنون الرقص والابتذال ، والاختلاط وغيرها ، ولا اريد ان اقبض على رقبة الافراح او افتي على الناس بإن تحتفل او لا ، حلال نيروز ام حرام ، هذا شأن اهل الفقه، لكن ادعو الناس ان تحتكم الى انفسهم جميعا في : 

 جميع المسلمين من مذاهب ومن ملل ومن نحل ومن فرق ومن أحزاب ان يميزوا بين عيد نيروز هذا العام : ٢١ / ٣ / ٢٠٢٤ وبين ( عام الحزن ) الذي أقامه رسول الله ص الذي يكون في ١٠ رمضان الموافق من ٢١ /٣

أي في نفس اليوم الذي فيه وفاة السيدة ام المؤمنين خديجة عليها السلام .

    قد يبادر احدهم ويقول من قال لك انه تاريخ صحيح ، فقد تأرجحت الاخبار في ذلك ، الا انها جميعا كانت وفاتها في شهر رمضان ، وتأرجحت الاخبار في ابي طالب بين وفاته مابين وفاتها ثلاثة أيام ، او ثلاثون يوما او ستة اشهر ، الا ان المؤكد انها توفيت في رمضان ودفنت في مقبرة المعلى او المعلاة ، في جبل الحجون وان المقبرة كانت قائمة البناء والمزار حتى احتلال الجزيرة وهدم القبور من قبل ال سعود .

 نكتفي ان نحزن عليها او نهديها ايات من القرآن الكريم بدل الاحتفالات لهذا العام اجلالا للرسول ص ، فقد دلت الروايات عن عائشة رض ان الرسول غضب وارتعد والحديث طويل الذي ميز فيه وقارن خديجة ولفظ عليها انها سيدة نساءالعالمين ، وانها ولدت له ولم تلد له النساء ، ووقفت معه بمالها ومنعه الناس ، ووقفت معه ببعثته ، وووقف الناس ضده ، وظل يصل أهلها واقاربها وجميع متعلقاتها وعند ما يسأل عن ذلك يرد بانه يحب من يحب خديجة ع ، ويكفي انك تحزن انها ام فاطمة ع التي حزنت عليها ، ويكفي انك تحزن لان جدة السبطين الحسن والحسين ع ريحانة رسول الله وجدة احفادهما من أئمة وجدة الموعود المنتظر ، الا يكفيك ان تقارن عيد الشجرة بها .

   لا التمس العذر لمن يرى في عينه حزن الرسول ص ، وفاطمة ع ويفرح ، مهما كانت تلك الازمنه بعيدة ، لان لازلنا نردد في صلاتنا الخمسة ( اشهد ان محمد رسول الله ) حيا بالشهادة لاتموت ونلوذ بها ونتلذذ بها شوقا وحبا وكرامة واجلالا ،ولا أقول غير : أعظم الله لكم الاجر والثواب.

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى