اخبار عاجلةتحقيقات و تقاريردين و دنياكتاب و مقالات

الدكتور عادل عامر يكتب : عيون علي صهيون

بقلم : الدكتور عادل عامر

 قداسة اليهود المزيفة

إن اليهودية لم يمنحوا قياداتهم درجة عالية من القداسة بتولي وتوجيه تاريخهم القومي المقدس الفريد الذي بدأ بخروجهم من مصر لذلك فاليهودية من خلال هذا المنظور قومية دينية لا تختلف كثيرا عن الأديان الوثنية الحولية حيث يقتصر الدين والآلة علي شعب واحد دون غيره من الشعوب فاليهودية هي دين قومي عرقي أو قومية دينية مقدسة تمزج الوجود التاريخي المتعين والتصور الديني المثالي

ولذلك فهي ديانة حلولية تعرف ثنوية الأنا والأخر ولكنها تعرف الثنائية الفضفاضة الناجمة عن الأديان باله واحد منزه مفارق لمخلوقاته وطبقا للتاريخ لا توجد قومية يهودية أو شعب يهودي وإنما جماعات يهودية منتشرة في العالم تحكمت في صياغاتها الجماعات اليهودية لارتباطها بالوظيفة الاقتصادية أو الاجتماعية وتضرب حول نفسها العزلة

 ويساعدها في ذلك المجتمع المضيف وتعد العقائد الحلولية من أهم آليات العزلة إن اليهودية لم تحدث لان الصهيونية نقلتهم إلي الشرق العربي ليحفظوا بالمكونات الأساسية للجماعات اليهودية وقد واجه يهود شرق أوربا كثيرا من الصعاب في الانتقال إلي العصر الحديث نتيجة لتخلفهم الحضاري ومن هنا ظهرت الصهيونية باعتبارها احدي صيغ التحدث ولكنها احدي الصيغ السطحية للغاية والتي ادعت أنها تحدث اليهود واليهودية

ولكنها قامت في واقع الأمر بخلق اكبر جيتو في العالم لذلك تعتبر الصهيونية ذات نزعة استعمارية دولية وليس قومية دينية ترتبط بالتاريخ والأرض واعتبرها الاستعماريون فرصة لفرض أمرها علي ارض  فلسطين العربية لتكون ميزان للقوي الاستعمارية علي ارض العرب ولمواجهة العرب أجمعين لتصبح أداء من أدوات فرض الأمر الواقع في ظل وهن العرب والأمة الإسلامية من بعد إضعافها ضعفا علي ضعف وهذا ما تم تنفيذه بأيدي عربية إسلامية من وراء ستار

لقد ضجت الشعوب بضرورة حل المشكلات الاجتماعية بوسائل دولية وان الاختلافات بين الأحزاب قد أوقعتها في أيدينا، فإن المال ضروري لمواصلة النزاع، والمال تحت أيدينا. إننا نخشى تحالف القوة الحاكمة في الأميين (غير اليهود) مع قوة الرعاع العمياء، غير أننا قد اتخذنا كل الاحتياطات لنمنع احتمال وقوع هذا الحادث.

فقد أقمنا بين القوتين سداً قوامه الرعب الذي تحسه القوتان، كل من الأخرى. وهكذا تبقى قوة الشعب سنداً إلى جانبنا، وسنكون وحدنا قادتها، وسنوجهها لبلوغ أغراضنا. ولكيلا تتحرر أيدي العميان من قبضتنا فيما بعد ـ يجب أن نظل متصلين بالطوائف أصلا مستمراً، وهو أن لا يكن اتصالاً شخصياً فهو على أي حال اتصال من خلال اشد إخواننا إخلاصا.

وعندما تصير قوة معروفة سنخاطب العامة شخصياً في المجامع السوقية، وسنثقفها في الأمور السياسية في أي اتجاه يمكن أن تلتئم مع ما يناسبنا. وكيف نستوثق مما يتعلمه الناس في مدارس الأقاليم ؟

 من المؤكد أن ما يقوله رسل الحكومة، أو ما يقوله الملك نفسه ـ لا يمكن أن يجيب في الذيوع بين الأمة كلها، لأنه سرعان ما ينتشر بلغط الناس. ولكيلا تتحطم أنظمة الأمين قبل الأوان الواجب، أمددناهم بيدنا الخبيرة، وأمنا غايات اللوالب في تركيبهم الآلي. وقد كانت هذه اللوالب ذات نظام عنيف، لكنه مضبوط فاستبدلنا بها ترتيبات تحررية بلا نظام. أن لنا يداً في حق الحكم، وحق الانتخاب، وسياسة الصحافة، وتعزيز حرية الأفراد،

وفيما لا يزال أعظم خطراً وهو التعليم الذي يكون الدعامة الكبرى للحياة الحرة. ولقد خدعنا الجيل الناشئ من الأميين، وجعلناه فاسداً متعفناً بما علمناه من مبادئ ونظريات معروف لدينا زيفها ، ولكننا نحن أنفسنا الملقنون لها، ولقد حصلنا على نتائج مفيدة خارقة من غير تعديل فعلي للقوانين السارية من قبل، بل بتحريفها في بساطة،

وبوضع تفسيرات لها لم يقصد إليها مشرعوها. وقد صارت هذه النتائج أولاً ظاهرة بما تحقق من أن تفسيراتنا قد غطت على المعنى الحقيقي، ثم مسختها تفسيرات غامضة إلى حد أنه استحال على الحكومة أن توضح مثل هذه المجموعة الغامضة من القوانين. ومن هنا قام مذهب عدم التمسك بحرفية القانون، بل الحكم بالضمير، ومما يختلف فيه أن تستطيع الأمم النهوض بأسلحتها ضدنا إذا اكتشفت خططنا قبل الأوان، وتلافياً لهذا نستطيع أن نعتمد على القذف في ميدان العمل بقوة رهيبة سوف تملأ أيضا قلوب أشجع الرجال هولاً ورعباً. وعندئذ ستقام في كل المدن الخطوط الحديدية المختصة بالعواصم، والطرقات الممتدة تحت الأرض. ومن هذه الأنفاق الخفية سنفجر ونسف كل مدن العالم، ومعها أنظمتها وسجلاتها جميعا.

تتهم المواقع المعادية للسامية اليهود بأنهم يتبعون التلمود بينما يتبع المسيحيون العهد القديم، والواقع أن العبادتين المسيحية واليهودية كلتاهما تنطلقان من كلمات العهد القديم الحرفية، والتي تعكس التراث الشفوي اليهودي والقانون العرفي. على سبيل المثال لا يدافع معظم المسيحيين واليهود عن الرجم حتى الموت لمن ينتهكون حرمة السبت أو يسبون الإله، كما لا يدعون إلى قلع عين أحدٍ تماشيا مع آية “العين بالعين والسن بالسن”. التفسيرات والتعديلات على العهد القديم الحرفي تستند جزئيا إلى تراث الشريعة الشفوية، والتي كانت معروفة بالفعل زمن عيسى، وتم تصنيفها لاحقا من خلال التلمود.

ينتشر هذا الإدعاء على المواقع المعادية للصهيونية، وهو ادعاء واضح الزيف. العديدون من مؤسسي الصهيونية، بمن فيهم تيودور هرتزل، لم يكونوا يهودا متدينين، وما كانوا يتبعون التلمود. بالمقابل، فهناك العديد من فرق اليهود غير الصهيونية، أو حتى المعادية للصهيونية، مثل ناطوري كارتا وأتباع الحاخام ساتمار (الناشيء في مدينة ساتو ماري بنواحي ترانسلفانيا)، ممن يتبع جميعهم شرائع التلمود، ويضموا بين صفوفهم بعضا من علمائه، دون أن يكون أحدهم صهيونيا.

الصهيونية حركة حديثة، تستند إلى مفهوم أن اليهود شعب وأمة، وبالتالي لهم حق تقرير المصير في دولة خاصة بهم. الصهيونية لم تضع حدود الدولة اليهودية، والصهيونية ليس لها علاقة بالتلمود.

و هكذا عاش اليهود في مصر زمناً تكاثر فيه نسلهم الذي نشأ في جو عاصف من الخوف و التوجّس و توقع اللطمات و الضربات القاصمة ، الأمر الذي ترك آثاره الغائرة في عقولهم ، و مشاعرهم ، و نظرتهم إلى الناس و الحياة ، و أصبح أسلوب معيشتهم في المجتمع الإنساني أسلوب الحقد الدفين ، و الثأر من كل إنسان أيًّا كان لونه و جنسه ، و ذلك عن طبيعة تأصّلت فيهم ، و صارت ميراثاً يرثه الأبناء عن الآباء ميراث دم و نسب إلى يوم الدين . و قدّر الله تعالى لهم أن يخرجوا من مصر بقيادة موسى عليه السلام ، فنجّاهم من فرعون و شقّ لهم طريقاً في البحر ، و رزقهم المنّ و السلوى . و لمّا ذهب موسى لمناجاة ربّه استضعفوا هارون ، و عبدوا العجل الذهبي ، و تعنّتوا على موسى بعد عودته و قالوا له : (لَنْ نُؤْمِنَ لَكَ حَتَّى نَرَى اللهَ جَهْرَةً) (البقرة : 55) و رفع الله تعالى فوقهم الطور تهديداً لهم ، فاستسلموا خوفاً و أعطوا مواثيقهم ، و لكنهم نقضوا ثم عصوا موسى عليه السلام و اعتدوا في يوم السبت فمسخهم الله عز و جلّ قردةً و خنازيرَ ، و أمرهم بعد ذلك بدخول الأرض المقدّسة ، و لكنهم رفضوا فعاقبهم الله تعالى بالتيه في الأرض ، ثم منّ عليهم سبحانه و تعالى بعد أربعين سنة

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى