كتب د/ حجازي أحمد حجازي
الإصلاح بين المتخاصمين والحديث هنا عن المصلحين وليس المتخاصمين والمصلح هو:
الإنسان الذي تطوع بمجهوده ووقته وبكل ما أوتي من قوة من أجل الإصلاح بين الخصوم .
وهو في هذا شأنه شأن من يقوم بأي عمل من أعمال الخير ويتوقف ثوابه من الله تعالى على نيته بأن تكون صالحة وليست رياء ولا سمعه وإلا حرم من الثواب .
لكن السؤال :
هل هذا العمل يحتاج لخبرة وممارسة أم أن كل إنسان يستطيع القيام بهذا الأمر؟
والجواب هو :
أن الغالب ان اي انسان يستطيع القيام بذلك ما دامت نيته الخير
إلا أن الخبرة والممارسة تلعب دورا هاما يكمن في دقة إجراءات التصالح والرؤية البعيدة والمستقبلية لهذا التصالح وكذا محاولة التقريب بين الخصوم حتى ولو استدعى الأمر ارضاؤهم بتقديم تنازلات من كلا من الأطراف فالغاية عندهم تحقيق التراضي والتوافق وغرث روح الاخوة والمحبة بين أطراف النزاع .
والسؤال أيضا:
هل من الممكن أن يأخذ المصلح سيئات بدلا من الحسنات رغم أنه في ظاهره عمل خير؟
والجواب هو:
نعم قد يحدث ذلك !
فالمصلح عندما يقوم بدوره في الإصلاح مثله في ذلك مثل الطبيب الجراح عليه أن يعرف المفيد والضار وعليه أن ينتفي كل ماهو مفيد وان يبتعد عن كل ماهو ضار في عملية الإصلاح قولا كان ذلك او فعلا فلا يحدث إلا بما يصلح ويجتهد في تقريب وجهات النظر .
فإن كانت نيته ليست خالصة لله فلا شك أن ضره سيكون أكثر من نفعه .
وهنا يطرأ سؤال آخر:
هل يتطلب في المصلح أثناء جلسة الصلح صفات معينة ؟
والجواب هو :
نعم فأثناء جلسة الصلح يتطلب في المصلح عدة صفات اهمها:
الصدق .
الأمانة .
الحيدة وعدم الانحياز لطرف دون الآخر .
عدم التكلف في إظهار ضعف موقف طرف من واقع حديثه .
ان يكون إرضاء الخصوم هو غايته وليس الانتصار لطرف على الآخر .
والسؤال الآن عن المضيف لجلسة الصلح أو صاحب منزل الضيافة وهل يشترط فيه أية شروط أو صفات؟
والجواب هو:
نعم بالطبع فصاحب الضيافة أو المنزل تنطبق عليه أغلب الصفات الواجب توافرها فى المصلحين
ويضاف عليها :
عدم التمييز وإظهار الود وحسن الضيافة لطرف دون الآخر .
وكذا عدم التدخل او التأثير على قرارات أعضاء جلسة التصالح .
وفي النهاية لا ينبغي أن يفتخر أحد بكونه مصلحا.
كما لا ينبغي أن يتضرر او يتأفف من لجوء الناس إليه .
فربما هي منحة وهبك الله اياها فاغتنمها وعدد نيات الخير .
حتى تنال الأجر والثواب من الله عز وجل .
وفق الله الجميع لما فيه الخير