أقلام القراء

يا «بيوت القصير» احكى عن تاريخك البحر الأحمر 

متابعه / محمد مختار 

لا تسأل الدار عمّن كان يسكُنها الباب يخبر أن القوم قد رحلوا

ما أبلغ الصمت لما جئت أسأله صمتٌ يُعاتب من خانوه وارتحلوا

جولة بسيطة بأحياء المدينة القديمة، كافية لتتجسد تلك الأبيات حية تعبيراً عن واقع كان يوماً جميلا.

القصير.. المدينة العتيقة على ساحل البحر الأحمر، الضاربة بجذورها فى أعماق التاريخ، ببيوتها ومبانيها التى أناخ عليها الدهر، فخر بعضها صريعا، والبعض الآخر صار جدارا يريد أن ينقض، فيما لايزال بعضها يقاوم الدهر ليحكى حكايات المدينة العريقة.

حوارى وأزقة تضم مجموعة من البيوت ذات طابع أثرى فريد، فتجد على صدر أحدهم لوحاً خشبيا يحمل تاريخ البناء، العام 1308 هجرية، البعض الآخر لا يحمل تاريخاً، إلا أن علامات الزمن تكفى.

الباحث طه حسين الجوهرى، من أبناء المدينة، يقول إن البيوت كانت تبنى بمواد بسيطة من البيئة المحيطة، أقدمها مبنى بالحجارة البحرية، والطين المخلوط بالقش، بعد ذلك بدأ استخدام الحجر الجيرى، فيما بعض البيوت تضم الأخشاب.. مع نمط معمارى فريد غير مألوف، وعدة مسميات من بينها «العزبة» و«الحوش» والتى تؤدى لمفهوم واحد، «المنزل».

البيت التقليدى فى القصير يتميز بتصميم داخلى فريد، بغرض توفير الخصوصية، فالباب الخشبى الكبير يؤدى لمدخل لا يكشف عن محتويات البيت أو أهله، يتوسطه غرفة مخصصة لكبير العائلة واستقبال الضيوف، يطلق عليها «الصفة»، وتجاورها «القاعة» وهى الغرفة المخصصة لتخزين الحبوب، ومبيت الضيوف أحياناً، أما المدخل فيؤدى بنهايته إلى “صحن الدار” الذى يتوسط المنزل ويوفر الضوء والهواء، ويضم مجموعة من الغرف الصغيرة المخصصة للنوم، يسمى كل منها «حاصل»، كما يضم سلماً يؤدى للأدوار العلوية.

بيوت القصير شهدت مراحل تطور متعددة، واحتضنت أجيالاً، لتحكى جدرانها حكايات لعائلات عاشت هنا، وحقبة تميزت بالبساطة والمحبة.

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى