متابعات

خارج الحدودإسرائيل نقضت العهد فغضبت مصر، أسرار المفاوضات الصعبة لفتح معبر رفح

متابعه / محمد مختار

مفاوضات صعبة.. هكذا وصفت أمريكا المحادثات مع مصر المتعلقة بموافقة الأخيرة على فتح معبر رفح، طرْح الممر بدأ بنظرية يستطيع المراقب للأمر وصفها بكل أريحية بـ”المؤامرة”.
الهدف الأمريكي والإسرائيلي، حدد سيناء وطنًا بديلًا لسكان غزة، بهدف تنفيذ عملية نزوح قسري، لتنفيذ الجزء الأول من خطة الوطن البديل، قبل الشروع في تنفيذ الفصل الثاني والأخير من مسرحية تصفية القضية الفلسطينية برمَّتها، تتويجًا لوعد بلفور الملعون بعد عقود طويلة من الخيبات السياسية في دهاليز اتفاقيات ومؤتمرات واقتراحات السلام، انتهت جميعها بالدخول في حائط الفكر الصهيوني.
الجريمة القديمة لاحتلال فلسطين، شهدت مشهدًا جديدًا اليوم في فيلم سينمائي يستطيع أبطاله “بايدن ونتنياهو” منافسة نجوم هوليوود.
مع الساعات الأولى لصباح اليوم، سرب البيت الأبيض لوسائل الإعلام الأمريكية، ما يفيد بموافقة مصر على فتح معبر رفح، لخروج حاملي الجنسيات الأجنبية من الأمريكية وغيرها، وبدأ الاحتلال في نشر شائعة داخل قطاع غزة مفادها “اذهبوا إلى المعبر”.. وبالفعل تدفق حاملو الجنسيات المختلفة وفلسطينيون بحقائبهم على الحدود المصرية حسب الخبير الأمريكي الكذبة الإسرائيلية.
خلف الجدران كانت هناك تحفظات وشروط مصرية، فرضت على الجميع التعهد بوقف إطلاق النار وإدخال المساعدات قبل عمليات الإجلاء، لكن هناك في تل أبيب، كان يدور اتفاق آخر عبر الهواتف بترتيب واشنطن التي حددت لإسرائيل ساعة الصفر لتنفيذ هجومها البري والبربري على شمال غزة.
واشترطت مصر، مقابل الموافقة على فتح المعبر من جانب واحد، ولعدم قبولها بتصفية القضية الفلسطينية على حساب أطراف أخرى، دخول المساعدات الإنسانية عبر معبر رفح قبل أي تسهيل لخروج مزدوجي الجنسية من غزة.
كما طالبت مصر من الولايات المتحدة الأمريكية، تعهدًا بدخول المساعدات الإنسانية دون المساس بها، فضلًا عن توفير ممرات آمنة عاجلة لها من قبل الاحتلال الإسرائيلي، لتسهيل دخول شحنات المساعدات التي وصلت إلى مطار العريش شمال سيناء.
أيضًا اشترطت مصر، موافقة إسرائيلية على هدنة إنسانية لعدة ساعات قبل دخول أي رعايا أجانب إلى المعبر تمهيدًا لعمليات إجلاء.
بعدما تعهدت تل أبيب، بتنفيذ الشروط، نقصت العهد كعادتها وأخطرت الولايات المتحدة بتراجعها عن دخول المساعدات الإنسانية اليوم مؤقتًا، الأمر الذي أغضب مصر وتمسكت بشروطها وموقفها.
وأكدت مصادر مصرية مطلعة لقناة القاهرة الإخبارية، أن السلطات رفضت أن يكون المعبر مخصصًا لعبور الأجانب فقط، وأن الموقف المصري واضح وهو اشتراط تسهيل وصول وعبور المساعدات لقطاع غزة.
وذكرت المصادر، أن السلطات المصرية رفضت السماح لرعايا الولايات المتحدة المرور من معبر رفح البري.
وقال شهود عيان، إن الرعايا الأمريكيين انتظروا عدة ساعات أمام المعبر دون استجابة من قبل مصر ليغادروا من حيث أتوا.
وتعمدت أمريكا وإسرائيل دفع المزيد من المواطنين إلى الحدود المصرية، لإثارة بلبلة على الحدود، لكن القاهرة كانت متأهبة لتلك المناورات وأحكمت قبضتها انتظارًا لتنفيذ شروطها.

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى