أقلام القراءاخبار عاجلة

عندما تعيد بناء الإنسان فانك تعيد بناء العالم

كتب دكتور : فوزي الحبال
نشر الكاتب البرازيلي الشهير باولو كويلو قصة قصيرة يقول فيها، كان الأب يحاول أن يقرأ الجريدة، ولكن ابنه الصغير لم يكفّ عن مضايقته، وحين تعب الأب من ابنه قام بقطع ورقة في الصحيفة كانت تحوي خريطة العالم، ومزقها إلى قطع صغيرة، وقدمها لابنه، وطلب منه إعادة تجميع الخريطة، ثم عاد لقراءة صحيفته ظاناً أن الطفل سيبقى مشغولاً بقية اليوم، إلا إنه لم تمر خمس عشرة دقيقة حتى عاد الابن إليه وقد أعاد ترتيب الخريطة، فتساءل الأب مذهولاً،هل كانت أمك تعلمك الجغرافيا ؟ .
رد الطفل قائلاً لا، لكن كانت هناك صورة لإنسان على الوجه الآخر من الورقة، وعندما أعدت بناء الإنسان، أعدت بناء العالم .
كانت عبارة عفوية، ولكنها كانت جميلة وذات معنى عميق عندما أعدت بناء الإنسان أعدت بناء العالم .
سور الصين العظيم الذي تفوق ببنائه سنراه مبنياً على أساس مادي متين صامد إلى هذا اليوم، لكنه لم يستطيع إيقاف تلك الغزوات التي تكررت لمرات عديدة ليس لعيب في هذا الصرح الشامخ بل كانت الجيوش تدخل من أبواب ذلك السور العظيم عبر حارسه الذي لم يكن مبنياً على أساس واعٍ بأهمية وطنه ومكتسباته
.
لذا من الضروري البحث عن مبادئ صناعة ذلك الانسان وتوفير له كل الأدوات والسبل لبناء مهاراته وتعزيز قدراته وجعله أمام مسؤولية بناء الوطن الذي يعتمد على بنائه البناء الصحيح، و أن الدولة القوية تُبنى رغم قلة مواردها، لكنها لا تبنى بجهل مجتمع لا طموح له ولا علم ولا معرفة، ومن هنا نرى بأن بناء الانسان لا ينتهي وقته بل مستمر منذ ولادته إلى أن يتوفاه الله، لكونه جزء من هذا الوطن وبعلمه ومعرفته وبناء شخصيته وقدراته واعتباره ثروة الوطن المتجددة، تتحقق المصلحة الوطنية وتصل الدول إلى مراتب عالية في النمو والتطور .

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى