رسالة إلى النائب العام .. وأخرى للإعلام المضلل الفاسد

داود عصمت……

عندما يتعلق الأمر بقاض فاسد .. أو وكيل نيابه مرتشي . تصدر أوامر النائب العام فوراً بحظر النشر في وسائل الإعلام حفاظاً على سير التحقيقات في القضية . ولحين التحقق من ملابساتها على إعتبار أنه شخصية مسؤله .. ورمزاً من رموز القضاء .. وهو الذي غير المقبول على الإطلاق التشهير به !!! .. أمّا عندما يتعلق الأمر بأي رمز آخر من رموز الدوله والمجتمع فإن الأمر يكون مستباحاً لكل وسائل الإعلام سواء كانت المحترمة . أوغير المحترمة . لتنهش في إنسانيته .. وآدميته .. وأسرته . وعائلته .. وتشهر به كيفما تشاء . وكأن الأمر يتطلب تدمير ماضي وحاضر ومستقبل هذه الشخصية حتى يكون ( القضاء ) جاهزاً فقط لإصدار الحكم عليه !! وهنا يكون الإعلام المضلل قد فرش فرشته .. ومهد الطريق بطريقة أو أخرى للقضاء على تلك الشخصية التي صدر بحقها مجرد ( شبهة إتهام ) ولم يصدر في شأنها حكماً بعد .. وكثيراً ما شاهدنا وزراء . ومحافظين .. بل ورئيس جمهوريه تم التشهير بهم .. والتنكيل بماضيهم وحاضرهم وبإنجازاتهم من خلال وسائل الإعلام المختلفة لمجرد الإشتباه بأمر ما بشأنهم ( وهذا الأمر وارد أن يتعرض له أي منّا ) لكن المفترض ألاّ يحاكم الشخص ( إعلامياً ) وألاّ يرتدي الإعلام وشاح القضاء وألاّ يكون الخصم والحكم .. والقاضي والجلاّد الذي يستصدر حكمه .. بل وينفذه .. في الوقت الذي هو ليس أهلاً لذلك ..

أصابتني دهشة قوية عند قراءة ما يحدث الآن مع الأستاذ الدكتور يحي بلبع أستاذ جراحة القلب والجراح العالمي .. ومما أثار دهشتي .. هو أن يكون التعامل في مصر مع علمائها .. ومبدعيها ونوابغها .. ورموزها العلمية التي نالت إحترام العالم كله .. تعامل في مصر بمثل هذه المعاملات .. وبهذه الطريقه الساذجة .. ذاتها التي تتعامل معها أجهزة الجمارك ( المبرمجة آلياً ) على التعامل مع تجار الشنطة ومهربي المخدرات وغيرهم من المسجلين .. وللذين لا يعرفون من هو الدكتور يحي بلبع .. دعوني أقول أنه أحد أهم وأكبر جراحي القلب في مصر والعالم .. وليس في حاجة لصفقة مشبوهة من السرنجات أو الدعامات ليتربح منها حتى تثمنه أو تغنيه من جوع .. كفانا إتهامات بالباطل .. وتشهير .. وظلم للناس . وإهانات للرموز …. كفانا إلقاء التهم جزافا .. وبعد أن يصدر القضاء حكمه بالبراءة ..!! سرعان ما نتقدم باعتذار هزيل لا قيمة له .. هناك من الشرفاء الذين قضوا سنوات من عمرهم داخل السجون رهن التحقيقات .. وبعد أن تأكدت برائتهم .. لم يحصلوا على حقهم الذي يرد لهم الإعتبار كما ينبغي . وكان دائماً الإكتفاء ( بقرار إخلاء السبيل ) دون حتى إبداء أيات الإعتذار الواجبة !! أنا لا أعرف الدكتور يحي بلبع معرفة شخصية .. ولم ألتق به ولا مرة واحدة . ولم أتعامل معه مطلقاً من قبل .. ولا تربطني به أي صلة من أي نوع ولا على أي مستوى .. ولكن سمعته . وسيرته .. ونجاحاته على المستويين المحلي والعالمي . سبقوه إلى عندي . وأوصلاه إلى رصيد معرفتي بالرموز التي تستحق المتابعة الإعلامية من قبلي كإعلامي . دوري في الحياة متابعة مثل هؤلاء الرموز المصريين في كل مكان .. ومن هنا جاءت معلوماتي عن الدكتور يحي بلبع .. دكتور يحي بلبع الذي اعاد الأمل في الحياة لكثير من غير القادرين على العلاج مدفوع الأجر .. بالمجاني وعلى حسابه الشخصي ولأناس لم يعرفهم ولكن لمجرد أن وصلته معلومات عن كون هؤلاء الناس فقراء ولا يستطيعون تحمل نفقات علاجهم .. فسرعان ما أقدم على علاجهم ومداواتهم .. أنا لست بصدد الدفاع عن الدكتور يحي بلبع .. ولكني بصدد الدفاع عن كل من سيقف في هذا الموقف في يوم من الأيام .. من توجه له مجرد تهمة الإشتباه .. فيهرول الإعلام الأسود في التشهير به .. قد أكون أنا شخصياً ضحية في يوم من الأيام لمثل هذه المواقف القذرة .. وقد يكون غيري كثير في مثل هذا الموقف .. لذا إستوجب الأمر الدفاع عن حقوق كل من لم تصدر بحقهم أية أحكام حتى يصدر حكم القضاء .. وللحديث بقية …