أقلام القراءاخبار عاجلة

الدنيا متاع وخير متاع الدنيا الزوجه الصالحة

كتب السفير الدكتور فوزي الحبال
ﺇﺣﺪﻯ ﺍﻟﺰﻭﺟﺎﺕ ﺗﻘﻮﻝ كنت كلما خرج زوجي واعلم انه سيغيب كثيرا، اعطر يدي بعطري المفضل لديه وامسح بهما علي ملابسه ، حتي تظل رائحتي ملامسه لأنفاسه فيشعر دائما اني معه .
وتقول أخري ﻛﻨﺖ ﺇﺫﺍ ﺃﺭﺩﺕ ﺇﻳﻘﺎﻅ ﺯﻭﺟﻲ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﻮﻡ ﻟﻠﺼﻼﺓ ﺃﻏﺴﻞ ﻳﺪﻱ ﺑﺎﻟﻤﺎﺀ حتّى ﺗﻜﺘﺴﺐ نوعاً ﻣﻦ ﺍﻟﺒﺮﻭﺩﺓ وأعطّرها ﺑﺎﻟﻌﻄﺮ المفضّل ﻟﺪﻳﻪ ، ﻓﺈﺫﺍ ﻣﺎ ﻻﻣﺴﺖ ﺑﺮﻭﺩﺓ ﻳﺪﻱ ﺟﺴﻤﻪ ﺍﻟﺪﺍﻓﻰﺀ ، ﻭﺍﺳﺘﻨﺸﻘﺖ ﺃﻧﻔﺎﺳﻪ ﻋﺒﻴﺮ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﻌﻄﺮ ، ﺍﺳﺘﻴﻘﻆ ﻣﻦ ﻧﻮﻣﻪ ﻭﺇﻥ ﻛﺎﻥ يغطّ ﻓﻲ ﺳﺒﺎﺕ ﻋﻤﻴﻖ .
ﻭﺗﻘﻮﻝ ﺃﺧﺮﻯ ﻗﺎﻝ ﻟﻲ ﺑﻐﻠﻈﺔ ﺳﻮﻑ ﺃﺫﻫﺐ ﻟﻠﻐﺪﺍﺀ ﻣﻊ ﺃﺻﺪﻗﺎﺋﻲ ﻫﻞ ﺗﺮﻳﺪﻳﻦ شيئاً ؟
ﻗﻠﺖ ﻟﻪ حسناً، ﻭﻟﻜﻦ ﻻ ﺗﺘﺄﺧﺮ لأنّ ﺍﻟﻜﻬﺮﺑﺎﺀ ﺳﻮﻑ ﺗﻨﻘﻄﻊ ﺍﺳﺘﺪﺍﺭ ﻧﺤﻮﻫﺎ ﻓﻲ تعجّب ﻭﻗﺎﻝ ﻣﻦ ﻗﺎﻝ ﻟﻚ أنّها ﺳﻮﻑ ﺗﻨﻘﻄﻊ ؟
ﺃﺟﺎﺑﺘﻪ ﺑﻘﻮﻟﻬﺎ ﺃﻧﺎ ﺃﻗﻮﻝ ﻟﻚ ﺫﻟﻚ ، بمجرّد ﺧﺮﻭﺟﻚ ﻣﻦ ﺍﻟﺒﻴﺖ ﻳﻈﻠﻢ كلّ ﺷﻲﺀ ، وبمجرّد ﺩﺧﻮﻟﻚ ﺍﻟﺒﻴﺖ ﻳﻀﻲﺀ كلّ ﺷﻲﺀ تبسّم ﺑﻌﺪ ﺃﻥ ﺃﺩﺭﻙ ﻣﺎ ﺗﺮﻣﻲ ﺇﻟﻴﻪ ﻭﺫﻫﺐ وكلّه ﺷﻮﻕ ﻟﻠﻌﻮﺩﺓ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺒﻴﺖ .
ﻗﺎﻟﺖ ﺃﺧﺮﻯ اعتاد ﺯﻭﺟﻲ كلّما ﺫﻫﺐ ﻣﻊ ﺍﻟﺸﺒﺎﺏ ﻓﻲ ﺭﺣﻠﺔ ﺃﻥ أخبّئ ﻟﻪ ﺑﻴﻦ ﻣﻼﺑﺴﻪ ﺭﺳﺎﻟﺔ حبّ تعبّر ﻋﻦ ﻣﺸﺎﻋﺮﻱ ﻧﺤﻮﻩ ﻭﻗﺖ ﻏﻴﺎﺑﻪ ، ﻭﺣﺎﻟﻲ ﻭﺣﺎﻝ ﺃﻭﻻﺩﻩ ﻣﻦ ﺩﻭﻧﻪ .
ﻭﺫﺍﺕ مرّة ﻟﻢ ﺃﻛﻦ ﺭﺍﺿﻴﺔ ﻋﻦ ﺳﻔﺮﻩ ﻓﻠﻢ ﺃﻛﺘﺐ ﻟﻪ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﺮﺳﺎﻟﺔ ﻭﻋﻨﺪﻣﺎ ﻋﺎﺩ ﻣﻦسفره ﻓﺎﺟﺄﻧﻲ ﺑﻘﻮﻟﻪ ﻟﻢ ﺃﺗﺮﻙ شبراً ﻓﻲ ﺍﻟﺤﻘﻴﺒﺔ إلّا وفتّشت ﻓﻴﻪ ﻋﻦ ﺭﺳﺎﻟﺘﻚ ﺍﻟﺘﻲ عوّدتِني ﻋﻠﻴﻬﺎ ، ﺑﻞ إنّي فتّشت ﺍﻟﺤﻘﻴﺒﺔ ثلاث مرّات ﻓﻲ كلّ مرّة ﺃﻗﻮﻝ ﻓﻲ ﻧﻔﺴﻲ لعلّها ﻭﺿﻌﺘﻬﺎ ﻫﻨﺎ ﻭﻟﻢ أرها ، لعلّي لم أفتّش جيّداً ﻋﻨﻬﺎ .
تندّمت كثيراً ﻋﻠﻰ ﻓﻌﻠﻲ ﺫﻟﻚ ﻭﺃﻧﺎ ألمَح ﺣﻨﻴﻦ ﺍﻟﺸﻮﻕ ﻓﻲ ﺗﻌﺒﻴﺮﺍﺕ وجهه !
ﻋﺰﻣﺖ ﻓﻲ ﻧﻔﺴﻲ ﺑﻌﺪﻫﺎ ألّا ﺃﻗﻄﻊ ﻋﺎﺩﺓ ﺣﺴﻨﺔ ﻛﻨﺖ ﺃﻗﻮﻡ ﺑﻬﺎ ﻣﺎ استطعت .
جمال الرُّوح وهو لا يزول إلا مع ذهاب الروح إلى بارئها جلَّ وعلا وجمال الروح هو الذي يضفي اللذة والمتعة الحقيقية على الجسد والسعادة على الحياة كلها وخفة الرُّوح تؤدِّي إلى جمال الطباع والأخلاق مما يجعل الزوجة نشيطة صاحبةَ هِمَّة عالية مطيعة لينة نظيفة في نفسها وبيتها ودود حنون حسنة الإدراك طبعها السمو ولهوها العطاء تحسن معاملةَ أهلِ زوجها وجيرانها محبوبة متطيِّبة جمعت محاسن الأخلاق فلا تسمع لها صوتًا عاليًا ولا تفشي سرًّا لزوجها و حنون على الولد و مشفقة على الزوج لا تكلِّفه ما لا يطيق و إذا غضب منها زوجها مدَّت يدها إليه وقالت له لا يَغمض لي جفن ولا يحلو لي نوم حتى ترضي .

قال صلى الله عليه وسلم: (ألا أخبركم بنسائكم من أهل الجنة الودود الولود، العؤود على زوجها، التي إذا آذت أو أُوذيت، جاءت حتى تأخذ بيد زوجها، ثم تقول والله لا أذوق غمضًا حتى ترضى) .
ﺍﻟﺰﻭﺟﺔ ﺗﺴﺘﻄﻴﻊ أن ﺗﺠﻌﻞ ﻣﻦ ﺑﻴﺘﻬﺎ جنّة ﻻﻳﻔﺎﺭﻗﻬﺎ ﺯﻭﺟﻬﺎ، ﻭﺗﺴﺘﻄﻴﻊ أن ﺗﺠﻌﻠﻪ ﺟﺤﻴﻤﺎ لا يُطاق ، ﻳﺒﺘﻌﺪ ﻋﻨﻪ ﻭﻳﻠﺘﺠﺊ ﺇﻟﻰ ﻣﻦ ﻳﻨﻘﺬﻩ ﻣنه.

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى