أدب

شمس العرب .. ما أشبه الليلة بالبارحة

للشاعر عباس محمود

تعقيبي على المقال الأسبوعي للناقد الأكاديمي الجليل أ.د.أحمد فرحات بعنوان “ما أشبه الليلة بالبارحة ”
فكانت قصيدتي “شمس العرب” هي التعقيب المناسب لمقال معاليه :

شَمْسُ الْعَرَبْ
للشاعر
عباس محمود عامر
” مصر”

الشَّمْسُ تَشْرِقُ يَا بِلاَدِي بالأَمَلْ
اسْتَيْقِظِي .. فاللَّيْلُ زَالَ وقَدْ رَحَلْ
يَا مِصْرُ أَحْسَنْتِ الوَفَاءَ بِلا مَلَلْ
إذْ هَلَّ نُوْرُكِ سَاطِعَاً ضَرَبَ المَثَلْ
مِصْرُ التِي طُوْلَ المَدَىَ وَطَنُ العَرَبْ
مَاأَنْ تُنَادِيهَا العُرُوبَةُ تَسْـــــتَجِبْ
ولصَوْتِ حَقٍّ فِي المَظَالِمِ تَجْتَهِدْ
تُحْيي التَّضَامُنَ فِي الشُّعُوبِ وَتَتَحِدْ
مِصْرُ التِي فِي مَجْدِهَا تَعْلُو القِمَمْ
لاَ بالسِّـلاحِ فبِالْمَوَدَةِ وَالحِكَمْ
تَدْعُو المَجَالِسَ للوِفَاقِ وَتَحْتَكِمْ
تَرْوِي الحَقَائِقَ بِالنَّزَاهَةِ وَالهِمَمْ
مِصْرُ التِي تَارِيْخُهَا مَلَأَ الكُتُبْ
أحْضَانُهَا حُبٌّ يَضُمُّ المُغْتَرِبْ
فَتَمِدُّ أَيْدِي العَوْنِ فِي أَيْدِي الأُمَمْ
وَسَتَدْفَعُ الظُّلْمَ الذِي نَشَرَالغَضَبْ
********

مااشبه الليلة بالبارحة
بقلم
أ.د.أحمد فرحات

كان الوضع متأزما للغاية، مضطربا في كل النواحي: الاجتماعية والسياسية والاقتصادية. المماليك يدبرون المكائد في الداخل، والتتار تجمعوا من كل حَدَب وصوب يتربصون بالمحروسة، الساحة الداخلية تئن وتنزف، وأساطيل التتار على الأبواب، والبوارج الحربية تشحذ عدتها، تريد أن تنقض على البلاد، ونحن مسالمون، لا حول لنا ولا قوة، ولا ناقة لنا ولا جمل.
التتار الأعدقاء يتوددون إلينا، وخناجرهم في ظهورنا، يدهم في يد التتار الأعداء، أساطيلهم تتأهب للغزو، والغزوة مسكينة ترتمي في أحضان التتار، عيونها منكسرة ذليلة، ضعيفة، قطة في أحضان ثور وحشي، لا يرحم.
قيض الله لنا سيف الدين قطز، وبيبرس، عملا على تهيئة الداخل، وأعدا جيشا قويا لملاقاة التتار بعد أن وصلتهم رسالة تحذير وتهديد من هولاكو:
“من ملك الملوك شرقاً وغرباً الخاقان الأعظم، يعلم الملك قطز وسائر أمراء دولته وأهل مملكته بالديار المصرية وما حولها من الأعمال أنَا نحن جند الله في أرضه، خلقنا من سخطه، وسلطناً على من حل به غضبه، سلموا إلينا أمركم قبل أن ينكشف الغطاء، فتندموا ويعود عليكم الخطأ، فنحن ما نرحم من بكى، ولا نرفق بمن شكى، قد سمعتم أننا قد فتحنا البلاد ، وقتلنا معظم العباد، فعليكم بالهرب وعلينا الطلب، فأي أرض تؤويكم وأي طريق تنجيكم وأي بلاد تحميكم، فما من سيوفنا خلاص، ولا من مهابتنا مناص، فلا تطيلوا الخطاب وأسرعوا برد الجواب، قبل أن تضرم الحرب نارها، وترمي نحوكم شرارها”.
حاول قطز دعوة إخوانه وأبناء عمومته لصد خطر التتار؛ فأرسل إليهم:
أرى بين الرماد وميضَ جمرٍ
وأحرى أن يكون لها ضرام
فإنّ النارَ بالعيدان تُذكَى
وإنّ الحربَ أولُها كلام
فإن يك أصبحوا وثووا نياما
فقل قوموا فقد حان القيام
وإنْ كانوا لحينهمُ نياما
فقل على الإسلام والعرب السلام
قبل المعركة كانت إمبراطورية المغول تمتد من الصين إلى أبواب مصر، وبعد الهزيمة انكمشت وتلاشت شيئا فشيئا، وجعل الله النصر حليفا للمصريين، فهل تكرر مصر النصر على يدي قظز جديد؟

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى