أدباخبار عاجلة

نسيمُ العِشقِ يذَهبَ العقلي

بقلم مصطفى سبتة
إذا هَبَّ نسيمُ العِشقِ ذَهبَ العقل
وتُبتلى القلوب بِما العيون تحمِلُ
هُدى أشكو إليكِ عيني الساكِبُ
أم أشكو إليكِ قلبي المُنكبُ
أسدَلَ جمال وردُكِ زخارِفهُ
على قلبي أشعلَ فيهِ اللهبُ
كم ذكرتُ فيكِ الجمال مناقِبهُ
زيدي عليه الخِصالُ والنسبُ
دعوتُ الله والأنبياء والملائكة
علَ حظي التعيس ينقلِبُ
القرابةُ في ما بيننا تجمعُنا
خالٌ وعمٌ جارٌ ونسيبُ
خِلافٌ لم ينتهي بين الأقاربِ
الأبناء المُبتلين وهذا حالُ العربُ
ورِثوا عن أبائِهم عادات قديمةٌ
وها نحنُ نورثُها لأبنائِنا حسبٌ
عاداتُنا كالظل تُرافِقُنا وكُل
ما نسيناها نجدُها أمامُنا تتعقبُ
وإذا ما تناسيناها يأتي الغريبُ
يُذكرُنا بها وبيننا النارُ تلتهِبُ
قومٍ في الوجه يحمدون وفي
القفا يُذمون بعضهُم و ينعبُ
كُلُ ما جفت دموعنا نشتاقُ لها
بات الدمع كرم الضيافة مشربُ
تعودنا على عادات مر عليها القِدمُ
وباتت لنا الوحدة والنحيبُ مذهبٌ
حديثُنا جميلٌ في ما بيننا وقلوبُنا
تبيتُ النوايا أنيابٌ ومخالِبُ
يحسدون بعضهُم على لُقمة العيش
حتى لو كانت من الكدِ والتعبُ
طيف هُدى يُرافِقُني ظِلهُ
وبيننا العادات والتقاليدُ حاجِبٌ
تكَشِفُ عيوني عن وجهي الخجل
ويكَشِفَ الدمع ُخفايا القلب وما حمل
هُدى خيالُكِ في عيوني والقلب يجول
عِشق الطفولةِ سكن القلب ولم يرتحل
بِتُ في الشيبِ والعِشقُ ما زال طِفل
كُل ما ذَكرتُكِ دمع العيون هطل
الوالدين لفتاة بغيرُكِ بدلوا
والكُل على ظُلم القلب بغيرُكِ هلَلُ
رحلتي مع من رحلوا على عجل
كأنكِ ملاكٌ يتطايرُ خلفَكِ الرفل
وكأنكِ قِطعةٌ من القلبِ و أنسحل
مِنذُ ثلاثون عاماً عيونُكِ عني أفل
والقلبُ يحفظ صورُكِ في العقل
وغيرُكِ في القلب سُكانٌ ما نَزَل
وما رضي القلبُ بغيرُكِ فتاةٌ بدل
يُغازِلُكِ في المُخيل يُدَلِلُكِ ويتدللُ
خضراء العيون خواتم الشعر غزل
حملكِ القلب كما الفضاء للقمرُ حمل
يا ابنة العم والخالة فُراقُكِ قتل
مُنى عيني أراكِ اشتاقت المُقل
إني بأحضان زوجة إنها جلل
وكأني ميتٌ تبكِ قِلة الوصل
هُدى أني سجينُ عيونُكِ مُعتقل
زوجتي الضحية وأنتِ من يسُل
لم يسكُن القلبُ قصرها الجلل
ولم يكُن القلبُ يوماً لها نُزُل
الأكُف على الوجه والدمعُ ينهمل
وكما بدأت في السطر الأول
إِذا هَبَّ نسيمُ العِشقِ ذَهبَ العقل
وتُبتلى القلوب بِما العيون تحمِلُ

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى