مطاحن مصر العليا بسوهاج تضرب فلاحين المنيا في مقتل

المنيا : محمد مرزوق

الكلام المنمق والمعسول والذي فيه السم الشديد للفلاحين البسطاء من أبناء المنيا صار هوية شركة مطاحن مصر العليا بسوهاج وجعلت أفئدة هؤلاء الفلاحين متقلبة بين أمواج الخوف ليل نهار بشأن مستحقاتهم المالية عن توريد القمح والتي في خبر كان ومسئولي الشركة لا حياء لهم  .

قام الفلاحون بمحافظة المنيا بتوريد محصول القمح للعام الزراعي 2015 لصالح شركة مطاحن مصر العليا بمحافظة سوهاج عن طريق جمعية تسويق الحاصلات الزراعية بالمنيا وتم تسليم جميع الأقماح للشركة والتي كميتها 955 ألف طن وقيمتها المالية 26 مليون جنيه مصري بناء على العقد المبرم بين الجمعية والشركة .

وقامت الشركة من قبلها بسداد جزء بسيط من المبلغ المستحق عليها قبل الجمعية 627 .16 مليون جنيه وباقي من المبلغ 9 مليون جنيه .

وانفجرت الكارثة بتوقف الشركة عن السداد باقي المبلغ 29 مايو 2015 على الرغم من الالتزام الكامل بتوريد القمح وفق بنود العقد المبرم سلفا ً ما بين الطريق سابقي الذكر أعلاه .

وتسبب هذا الموقف لقيام الفلاحين البسطاء باقتحام مبنى الجمعية مطالبين بكل قوة بمستحقاتهم المالية عن توريدهم لمحصول القمح مهددين مدير عام الجمعية ورئيس حساباتها المحاسب عبد الله عبد الوهاب إبراهيم باللجوء لساحات القضاء لمقاضاة الجمعية في التأخر عن تسليمهم باقي مستحقاتهم المالية ومتهمين الجمعية بأنها متواطئة مع الشركة التي تسلمت محصول القمح في تأخر هذه المستحقات المالية .

من جانبه فقد قام عبد الله عبد الوهاب إبراهيم بالاتصال على الفور بالشركة وإبلاغهم بسوء الوضع والموقف المتدني لدى الفلاحين وكيف أنهم يطالبون بأموالهم كما قام أيضا ً بإبلاغ رئيس القطاع المالي بالشركة بسوهاج لإطلاعه على الوضع المتدهور .

وأعلن كلا ً من  المهندس عبد القادر سيد أحمد العضو المنتدب المالي والإداري بشركة مطاحن مصر العليا والمهندس عبد الرحمن أحمد عبد الرحمن رئيس لجنة استلام الأقماح من محافظة المنيا بالشركة بأنه سيتم تسليم الجمعية مبلغ 5 مليون جنيه لسد أفواه الفلاحين ولكن الشركة غيرت كلامها وأعلنت أن سيتم إرسال مبلغ 500 ألف جنيه فقط وهذا المتاح حاليا لديها .

وأكد عبد الله أن شركة مطاحن مصر العليا تتلاعب بالمصائر المالية للفلاحين بالمنيا الذين قاموا بكل ثقة بتوريد القمح إليهم بناء ً على تاريخهم المشهود إليهم والعقد المبرم ما بين الجمعية والشركة وأن الشركة ملزمة بسداد مبلغ القمح المورد إليها فور التوريد دون الإبقاء منه على شئ بناء ً على البند الخامس بالعقد .

وأضاف عبد الله  بأن المسئولين بالشركة يسلكون طرقا ً ملتوية في السداد مطالبا ً كلا ً من : المهندس إبراهيم محلب رئيس الوزراء واللواء صلاح زيادة محافظ المنيا بسرعة التدخل من أجل حل تلك المشكلة المتفاقمة وأنه سيقوم بالتوجه للقضاء لمقاضاة الشركة في التأخر عن السداد لمستحقاتهم المالية  .

والسؤل هنا : حتى متى سيظل الوضع هكذا في تدهور مستمر للغاية مع قدوم شهر رمضان الكريم والفلاحين البسطاء في عناء شديد ؟