اخبار عاجلة

أسوان ومقومات التراث الحضاري الأغاخان وأسطورة العشق

كتبت .. سناء الفقي
الأغاخان هو ( السير محمد شاه سلطان الأغاخان الثالث) زعيم الطائفة الإسماعيلية
أبويه من أصل فارسي، ولم تمنحه إيران الجنسية إلا بعد أن انتخب رئيسًا لعصبة الأمم المتحدة، حينئذ أعطته إيران جنسية أبائه قبل أن تهاجر عائلته إلي الهند منذ قرن مضي .
قصة الأغاخان والبيجوم أم حبيبة ( فيفت لابروس) بائعة الورد
هي آخر زوجاتة الأربعه، وهي فرنسية وكانت بائعة للورد وتقدمت في مسابقة ملكة جمال فرنسا وفازت بها، أسمها الحقيقي فيفت لابروس
ولدت الفتاة الفرنسية بالقرب من مدينة كان الفرنسية فى 15 فبراير 1906 ، وكانت البيجوم فتاة ذات طموح، حيث قررت خوض مسابقة الريفيرا الفرنسية عام 1930 لإختيار ملكة جمال فرنسا ، وفازت باللقب وتلقت دعوة لزيارة مصر عام 1938 لتقابل الأغاخان فى إحدى الحفلات الملكية بإعتباره أغنى شخصية فى العالم وذو نفوذ ومكانة لأنه كان زعيم طائفة لها إتباعها فى العالم .
وكانت البيجوم تحلم بالشهرة والثراء وكان ذلك يتجسد أمامها فى الأغاخان الذى تقرب لها بعد طلاقه من زوجته الثالثة وعرض الزواج عليها ومبلغ مليون فرنك فرنسي كأول هدية خطبة لو قبلت الزواج به ، وبمرور الوقت إنبهرت البيجوم بالأغاخان وأحبته وأعتنقت الإسلام ، وغيرت اسمها الى أم حبيبة وقبلت الزواج منه رغم فارق السن بينهما 29 عاما
عاشت أم حبيبة حياتها الجديدة مستمتعة مع الأغا خان وواصلت مسيرة الطائفة الإسماعيلية كزوجة لزعيمها وقائدها الروحي .
وصحبته في كل رحلاته حول العالم وزارا 40 دولة وارتبطا بمصر والسودان.
بناء الضريح في أسوان
كان الآغا خان الثالث يعاني من الروماتيزم ، فقد فشل أعظم أطباء العالم حينها في علاجه، فنصحه أحد أصدقاءه بزيارة أسوان، فأن فيها شتاء دافئ عجيب، فجاء آغا خان إلى أسوان في حوالي العام 1954 ميلادية بصحبة زوجته وحاشيته ومجموعة كبيرة من أتباع الفرقة الإسماعيلية، وكان آغا خان قد عجز عن المشي ويتحرك بكرسي متحرك حينها، وكان يقيم بفندق كتراكت.
أحضروا له أحد شيوخ النوبة لعلاجة ، فنصحه الشيخ بأن يدفن نصف جسمه السفلي في رمال أسوان ثلاث ساعات يومياً ولمدة أسبوع ، فسخر الأطباء الأجانب منه، ولكن الأغاخان اتبع نصائح الشيخ النوبى، وبعد أسبوع من الدفن اليومى عاد الآغا خان إلى الفندق ماشياً على قدميه، وحوله فرحة عارمة من زوجته وأنصاره ومؤيديه ومن هذا الوقت قرر الآغا خان أن يزور أسوان كل شتاء.
ولكن الاغا خان رفص أن يكون من رواد الفنادق، فطلب من محافظ أسوان حينها أن يقوم بشراء المنطقة التي كان يعالج فيها، اعلى الجبل الغربي لأسوان، ووافق محافظ أسوان على الطلب، فأحضر أغاخان المهندسين والمعماريين والعمال ليبنوا له مقبرة تخلد ذكراه في المنطقة التي شفته من المرض
وقرر إقامة فيلا تطل على نهر النيل وكانت تحفة معمارية ومزارا من الحجر الجيري والرخام، وبنى أغاخان بجوار قصره مقبرته على طراز المقابر الفاطمية في مصر القديمة، مستخدما في ذلك الرخام المرمري الخالص، لتظل شاهدة على قصة حب أسطورية بين (أغاخان) وبائعة الورد الفرنسية (ايفيت لابدوس)
وفى عام 1957 رحل الأغاخان وبعد وفاته إبتعدت البيجوم عن الأضواء ومباهج الحياة وحملت رفات زوجها إلى مصر حيث دفن فى مقبرته بمدينة أسوان ، وأعتزالت الحياة العامة وأكتفت بالإعتناء بالمقبرة والتي أوصت أن يتم دفنها فيها بعد وفاتها،
قصة الوردة الحمراء على المقبرة يوميا
كان أغاخان يعشق الورود وخاصة الحمراء فكان يملأ كل الغرف التي يجلس فيها بالورود، وكانت البيجوم تضع كل يوم في التاسعة صباحا وردة حمراء جديدة من نوع (رونرا بكران) داخل كأس فضية على قبر أغاخان، وكانت تأتي أُم حبيبة مرة كل عام لتغير الوردة بيدها وكانت تذهب للمقبرة بمركب ذي شراع أصفر حيث إن كل المراكب الشراعية ذات أشرعة بيضاء، ليعرف أهالي أسوان أن أُم حبيبة قد جاءت وأنها لم تنس زوجها الحبيب، حتى توفيت في يوليو عام 2000 ودفنت بجوار زوجها في نفس المقبرة .
فهذه القصة الخالدة فى التاريخ المصر الحديث تمثل أسطورة للحب النقي التي سطرت كلماتها على ضفاف نهر النيل بأسوان .
هذه هى أسطورة العشق ومقبرة الأغاخان، التي تعد أحد المزارات الشهيرة في مصر وتم وضعها على الخريطة السياحية

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى