كتبت : رحاب عبد البارى
نظمت جمعية (بادر) للتنمية وحقوق الإنسان بقنا احتفالية بمناسبة ذكرى المولد النبوي الشريف ; واليوم العالمي لذوي الاحتياجات الخاصة. وتشرفت قناة وجريدة (عاجل مصر) الإخبارية بأن تكون الراعي الإعلامي للاحتفالية.
دارت فعاليات الحفل داخل أروقة مدرسة سيدي عبد الرحيم الإعدادية بنين بقنا ; وحضرها عدد من طلبة المدرسة والأخصائيين والقائمين على العملية التعليمية بها. 
وفي كلمته أشار أ/طارق عاشور _رئيس مجلس إدارة جمعية (بادر للتنمية) إلى حرص الجمعية على مشاركة أصحاب الهمم احتفالاتهم باليوم العالمي للمعاق الذي جاء مواكبا للاحتفال بالمولد النبوي الشريف ; موجها الشكر لكل من لبى الدعوة بالحضور وشارك في هذه المناسبة ذات الطابع الإنساني. وأكد على حرص الجمعية على دعم هذه الفئة سواء بالتوعية أو بالتكريم أو بتقديم الخدمات في ضوء رسالة وأهداف الجمعية التي تكفل حقوق الإنسان. 
بدأ الحفل _وانتهى كذلك _ بصوت أحد الطلبة المتميزين تاليا آيات الذكر الحكيم ; يعقبها إنشاد في مديح خاتم الأنبياء والمرسلين.
ثم فقرة غنائية شدت بها طالبات كلية التربية النوعية بجامعة جنوب الوادي حرصا منهن على مشاركة الجمعية هذا الحفل السعيد. وعلى أنغام أغنية (أنا ابن مصر) وأغنية (لو كنا بنحبها) امتلأت القلوب بالحماس وحب الوطن وتحركت مشاعر الانتماء والولاء له.
وفي كلمته أشار فضيلة الشيخ / مصطفى الصغير _مدير منطقة الوعظ بقنا _ إلى مواقف من حياة الرسول ظهر من خلالها احترامه لذوي الاحتياجات الخاصة ورحمته بهم وإشراكهم في العمل والإنتاج. وأوضح أن الإسلام دين الرحمة نهى عن قتال الشيوخ والضعفاء ; حتى القوي إذا أصيب في الحرب فإن النبي قد نهى عن قتاله بعد أن أصبح عاجزا قائلالجنوده : ((لا تجهز على جريح)). 
ونوه إلى عتاب السماء للرسول عندما تجاهل ولم يهتم بعبد الله بن مكتوم وقد كان قد كف بصره ; فعزف عنه الرسول وقطب جبينه ; إلا أن الله أراد أن يلفت انتباهه إلى ضرورة احترام أصحاب الاحتياجات الخاصة بهذا العتاب الرقيق فقال النبي ((مرحباً بمن عاتبني فيه ربي)) وقدره ورد له اعتباره. 
وأشاد بقدوة مصرية هو الأديب / طه حسين الذي تم اختياره وزيرا للمعارف رغم أنه من فاقدي البصر لكنه صاحب همة عالية وإمكانيات علمية تفوق بها على الأسوياء في عصره ; مما جعله مؤهلا لهذا المنصب المرموق. 
عقب ذلك كانت كلمة أ/رحاب عبد الباري _ مسئولة البرامج بمركز النيل للإعلام بقنا _ التي أشارت إلى تناول الإسلام لقضية الإعاقة في ثلاثة محاور :_
أولها رسالة موجهة إلى المعاق بأنه متساوي مع غيره في الحقوق والواجبات ; وأنه إذا صبر وشكر عوضه الله خيراً في الدنيا والآخرة. 
والمحور الثاني هو رسالة للمجتمع بوجوب احترام المعاق ; وعدم السخرية منه ; وتقديم يد العون له ; كأن الجميع بنيان مرصوص كل يساعد الآخر ويشد من أزره لتكون النتيجة كيان مجتمعي قوي ومتماسك. 
والمحور الثالث هو رسالة للمتعاملين مع المعاق فحواها الرضا بقضاء الله وقدره ; والصبر وعدم الجزع ; بل الإيمان واليقين بأن ما اختاره الله فيه الخير حتى وإن كنا نجهل الحكمة ; لكن الله وبلا شك أحكم الحاكمين. 
وبعد ترحيب أ/ عادل عمر حمادة _رئيس مجلس أمناء المدرسة _تحدث أ/محمد ماهر السايح _مدير مدرسة سيدي عبد الرحيم بنين _ عن
نماذج مشرفة من المعاقين استطاعت إنجاز ما لم يقدر عليه الأسوياء ; فمنهم من حقق ميداليات أوليمبية ; ومنهم من ظهرت مواهبه في الرسم والعزف ;
مشيرا إلى أن المدرسة تضم ٢٠ طالب من ذوي الاحتياجات الخاصة ووصفهم بأنهم متفوقين علما وخلقا ; وغير منشغلين بوسائل اللهو 
الحديثة كأمثالهم ممن لم يحرمهم الله من الحواس ومع ذلك يضيعون شبابهم على المقاهي وداخل نوادي الانترنت. مختتما بأن المدرسة تشرف بهم وتسعد بتكريم جمعية (بادر) للتنمية وحقوق الإنسان لهم. 
واختتم الحفل بتوزيع شهادات التقدير لعدد من ذوي الاحتياجات الخاصة من طلبة المدرسة ; وكذلك أعضاء وقيادات المدرسة المساهمين في التنسيق لإنجاح الاحتفالية وخروجها بالمظهر المشرف. 