اخبار عاجلة

القطاع العام … وعلي قد فلوسهم!

بقلم: محمود المناعي
تختلف شعوب العالم فيما بينها فهناك شعوب طيبة وشعوب كسولةوشعوب يغلب عليها طابع العنف وشعوب محبة للحياة واخري تفضل العزله وبعضها يعشق السيطرة على كل شئ ومن الصعب تجد شعب يتميز بكل الخصائص البشرية السليمة.12346449_1064449203575934_9221494003516056455_n
ولكن لايوجد بين شعوب العالم مثيل للشعب المصري، فهو شعب ليس فقط صاحب حضارة وميراث ثقافي عريق بل صاحب همم قوية وانجازات ابهرت قادة العالم ففي وقت الحرب اثبت جدارتة وحنكتة في مقاومة عدو مغتصب لارضه وتخطي حاجز لم يكن بمقدور بشر الاقتراب منه او تحطيمه، ولكن هذا الشعب الجسور استطاع اقتلاع هذا الجسر الذي لايقهر بأبسط واقل التكاليف وقام بثورة انحنا لها الكثيرين تقديراً له ولدوره في رفض الظلم والاستبداد والتطلع لحياة أفضل ولهذا برهن الشعب المصري علي مر التاريخ انه شعب عنيد وصعب التكهن لردود افعاله، ولايستطيع احد ان يشكك في وطنية وحب المصرين لتراب وطنهم .
ولكن ومع تدهور الحياة وانتشار الفساد المالي والإداري علي مدار حقبة من تاريخ الوطن اثرت هذه الفترة بالسلب علي سلوكيات المصريين وجعلت كل ماهو حكومي او تابع للقطاع العام يستحق السرقة والنهب لانه مال الحكومة التي تأخذ ولاتعطي تبدد ولا تصلح تقصر ولا تفعل تجوع ولاتشبع.
ولذلك استباح القطاع العام وتهالك بعدما كان الكنز الاستراتيجي الذي يعتمد عليه الشعب ولايستطيع احد لي ذراعة او مساومة علي شئ، وتبددت الشركات والمصانع العملاقة واعلنت اغلبها افلاسها سواء بطريقة مقصودة او غير مقصودة وبيعت بابخس الاسعار وتم تسريح العمالة المتواجدة بها وتهددت حياة اسر بأكملها نتيجة لهذا التسريح .
وبعد فترة استطاعت هذه الشركات ان تجني ارباح وتحقق مكاسب بعد تحولها للقطاع الخاص…. ويبقي السؤال..
لماذا حققت هذه الشركات كل هذه الأرباح بعد تحولها للقطاع الخاص؟
هل لان القطاع الخاص يعتمد علي العماله الجيدة وكل شخص مناسب في المكان المناسب ولا لانه يعطي مقابل مادي مناسب ام لايوجد اهدار وسرقة داخل القطاع الخاص مما يجعله قوي
تعودنا خلال العقدين السابقين علي مقولة ” علي قد فلوسهم ” فتجد الموظف المصري دائماً يخبرك بان الفلوس التي يتقاضاها من العمل في القطاع العام لا تكفي لتغطية احتياجاتة واحتياجات اسرتة الاساسية من مأكل ومسكن وملبس ومتطلبات اخري كثيرة ومنها يبدأ الإهمال الصارخ في القطاع العام وتبداء الادراج تفتح وتبداء الرشاوي تأخذ طريقها بين الموظفين….
ونتسائل.. متي سوف نتقدم ونصبح من الدول صاحبت الاقتصاد القوي؟
هذا لن يتحقق مادمنا نمشي علي نفس خطا الثلاثين عاماً الماضية التي جردتنا من كل ولاء وانتماء للقطاع العام وثرواته ونسينا ان المال العام ملكية لابنك ولاسرتك واحفادك بعد عمرا طويل ويشاركك هذه الملكية ايضاً كل مصري فانت لاتضيع حق اولادك فقط عندما تهمل في هذا القطاع ولكن حق مواطنين اخرين يضيع من هذه الافعال.
انت ارتضيت بالعمل في هذا القطاع ولذلك انت مطالب ببذل الجهد ليس فقط من أجل المقابل المادي الذي تاخذه نهاية كل شهر ونعلم انه قليل ولكن من اجل وطن يبدأ في اولي خطوات النمو وتصحيح المسار والأوضاع المتهالكة.
لابد ان نعي ان انتعاش الاقتصاد ونهوض البلد سوف يعود عليك بالنفع في مختلف مجالات حياتك فسوف تتطور المنظومة التعليمية والصحية والامنية والاجتماعية ، فعملك بجد واجتهاد في القطاع العام والحرص علي نهضته هي مفتاح لمعالجة كل مشكلات المجتمع المتازمة…لابد ان نلغي المقولة الشائعة… علي قد فلوسهم من حياتنا…. ونفكر في مستقبل الوطن ونعترف باننا في وقت صعب لايختلف عن وقت الحرب كثيراً ، هذا الوقت الذي ربط فيه المصريون علي بطونهم من اجل تحرير الأرض ونحن الآن نحرر انفسنا واقتصادنا ووطننا من التبعية والاحتياج من العالم الخارجي وهذا لايقل خطورة عن الحرب التي وهبنا لها انفسنا وابنائنا.
حفظ الله مصر

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى