تحقيقات و تقارير

نائب رئيس جامعة الأزهر لفرع البنات: دعوة الإسلام بدأت بغرس القيم الأخلاقية لأنها أساس بناء الحضارات

 

تغطية المؤتمر – أميرة إبراهيم

أكد الأستاذ الدكتور محمد فكري، نائب رئيس جامعة الأزهر لفرع البنات خلال كلمته في افتتاح المؤتمر الدولي العلمي الخامس لكلية الدراسات الإسلامية والعربية للبنات بالقاهرة أننا في أمس الحاجة إلى هذا النوع من المؤتمرات التي نلمس فيها رحابة وسعة الضمير الخلقي وعمق وفهم الدلائل العلمية نحو واقعاً مشرق ومجتمع أفضل يحيا بالفضيلة والخلق الحسن خاصةً أننا نعيش في الآونة الأخيرة فترة من الاضطراب والخلل والانحراف والتغييب الشبه تام للأسس الأخلاقية التي تربينا عليها وتربى عليها أجيال من العظماء والتي كانت تلك المعايير مجتمعة مع ثوابت وصحيح الدين بمثابة الوعي العام للمجتمع ونشأ عنها حالة من اليقظة الفكرية والشعور بالمسؤولية البحتة تجاه الأفراد بشكل خاص والمجتمع بشكل عام.

 

وتابع: إننا الآن نرى التفريط في جميع أمور الدين وترك الثوابت بالكلية ونقد كل خلق حسن، وانتشرت أفكار أصحاب المذاهب الشاذة، والممارسات الخاطئة، وخربوا عقول الشباب بفكرهم وتصوارتهم.

 

وأضاف نائب رئيس الجامعة: إن علماء النفس التربوي والاجتماعي يرون أن الوعي الأخلاقي ليس آنية فطرية تجود به الطبيعة على مجتمع دون مجتمع أو فرد دون الآخر، بل هي عامل مكتسب يتكون تحت تأثير التربية والقدوة الصالحة النابعة من الوازع الديني التربوي حين يدقق المجتمع في محاسبة الأفراد.

وأشار “فكري” إلى أهمية أن يعيش الإنسان بمنهج رباني تربوي خلقي يضمن سلامة حركة الحياة وسط انفعالات البشر وتغيراتهم، لذا كانت الأخلاق في الإسلام على رأس الأمر ومقدمته، ومن أجل هذا كانت الفترة الزمنية الأولى للدعوة عن غرس القيم الأخلاقية في النفوس واستمرت ثلاثة عشر عاماً لم يذكر فيها أوامر أو تكاليف وكانت هذه هي الرسالة الأهم التي عبر عنها جعفر بن أبي طالب للنجاشي ملك الحبشة حيث قال أيها الناس كنا قوم أهل جاهلية نعبد الأصنام ونأكل الميتة ونأتي الفواحش ونقطع الأرحام ونسيئ الجوار يأكل القوى منا الضعيف وكنا على ذلك حتى بعث الله إلينا رسولاً منا نعرف نسبه وصهره وعفافه وماله، فدعانا إلى الله لنوحده ونعبده ونخلع ما كنا نعبد نحن وأبنائنا من دونه كالحجارة الأوثان فأمرنا بصدق الحديث وأداء الامانة وصلة الرحم وحسن الجوار والكف عن المحارم والدماء ونهانا عن الفواحش وقول الزور وأكل مال اليتيم وقذف المحصنة وأمرنا أن نعبد الله وحده ولا نشرك به شئ وأمرنا بالصلاة والزكاة والصيام ثم عدد عليهم أمور الإسلام.

واختتم “فكري” بقوله أننا لن نحيا بدون أخلاق وقد صدق من قال إنما الأمم الأخلاق ما بقيت فإن ذهبت أخلاقهم ذهبوا.

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى