اخبار عاجلةالوطن العربيكتاب و مقالات

يوميات مهاجر في بلاد الجن والملائكة 31

للكاتب الموسوعي العالمي السفير الدكتور
محمد حسن كامل
رئيس اتحاد الكتاب والمثقفين العرب
متابعة روعة محسن الدندن
أيام في الجنة

وصلت السيارة , وفُتحت أبواب القصر العريقة التي تفوح برائحة عراقة التاريخ , تاريخ تلك الأسرة العريقة منقوش على جدران هذا القصر الذي يرجع تاريخ بناءه إلى القرن الثالث عشر, القصر يتوسط حدائق غناء مد البصر , فضلا عن حمام للسباحة الخاص بالعائلة , أما أشجار الفاكهة فهي تمتد لنوافذ القصر , يكفي ان تمد يدك وتقطف ما يعجبك .
دخلت السيارة في ممر طويل ممهد لها حتى اقتربت من أبواب المبنى العتيق .
فتح صاحب القصر باب السيارة لصاحبنا المهاجر , ثم تقدم على البساط الأحمر القرمزي ليجد كل أفراد الأسرة في إنتظاره صفاً واحداً .
قدم صاحب القصر الضيف للأسرة ثم بدأ الضيف يصافح كل أفراد الأسرة بداية من زوجة صاحب مدام ” لاماركيز ” ثم بناته وأزواجهن , وأبنائه وزوجاتهن ثم الاحفاد حفيد تلو حفيد , كان الإستقبال أشبه بإستقبال الملوك , تبعاً لخطوات البروتوكول حتى إنتهى إلى أخر المستقبلين
كانت فتاة تختفي وراء نظارة سوداء وقبعة باريسية وقد حاولت أن تخفي وجهها
متعمدة حتى لايراها الضيف .
ما سر تلك الفتاة ياترى ؟ ولماذا حاولت التنكر في إستقبال صاحبنا ؟
حينما وصل إليها رفعت القبعة ووضعت النظارة جانباً فقال : الرجل هذه …..
فسبقته الفتاة : أنا ” جي ” …..مفاجأة أليست كذلك ؟
فسألها صاحبنا : جي …..ماذا تفعلين هنا ؟
قال صاحب القصر : هذه ابنتي ياعزيزي زميلتك في الجامعة .
لم يصدق صاحبنا المفاجأة وكأنه يحلم بقصة من قصص ألف ليلة وليلة .
قالت له : كنت أود أن أوجه لك الدعوة لقضاء إجازة الصيف معنا هنا في القصر , ولكني توقعت رفضك تماما للفكرة , فعرضت الأمر على مشرفة القسم لتسجيلك في كشوف دارسي البرتوكول للأسر العريقة في فرنسا , وكنت على علم بموافقتك , لأني اعلم حبك للعلم ولدراسة التاريخ والحضارة الفرنسية , ثم تحدثت مع أبي الذي أسرع للجامعة حتى يختارك قبل ان تفوز بك أسرة أخرى , والنتيجة أنت معنا هنا وقد تعرفت على كل افراد الأسرة , وأهلا وسهلا بك ضيفاً عزيزاً مكرّماً في بيتك مع أسرتك .
وحان موعد العشاء , وأضيف مقعد جديد للضيف على المائدة المستديرة والتي يرجع تاريخها للقرن الثالث عشر , تلك المائدة التي جلس حولها النبلاء من أبناء الدم الازرق سلالة ملوك فرنسا .
قال صاحبنا لصاحب القصر : عفوا لن استطع تناول الطعام معكم ؟
قال الرجل : كيف , انت سوف تقيم معنا هنا نحو ثلاثة أشهر , هل ستعيش بلا طعام ؟
قال صاحبنا : لاياسيدي كل ما في الأمر أني صائم , وقد انتصف شهر رمضان .
قال الرجل : احترم دينك وعقيدتك ولكن متى تأكل ؟
قال صاحبنا : عند غروب الشمس نحو العاشرة مساءاً
وبعد العشاء إنصرف كلا منهم إلى غرفته
واصطحب صاحب القصر المهاجر إلى غرفته التي كانت تحتوي على سرير قديم من طراز الملك لويس الرابع عشر , وبجانبه لامبادير من خشب الجوز وركن للقراءة , وجهاز لسماع الموسيقى واسطوانات لكبار الموسقيين في العالم , ومكتبة تغطي كل جدران الحجرة الملحق بها حمام خاص .
وفي تمام العاشرة اعد صاحب القصر المائدة لصاحبنا , الذي فطر وصلى في غرفته المغرب والعشاء واستسلم لنوم عميق على سرير من أسرة ملوك فرنسا .
وفي الصباح إجتمعت الأسرة في حديقة القصر لتناول طعام الإفطار
ثم اقترب صاحب القصر من صاحبنا وفي يديه ورقة وقلم .
وبدأ يسأله …….
يا ترى ماهي تلك الاسئلة ؟
إنتظرونا في الحلقة القادمة
دكتور / محمد حسن كامل
رئيس اتحاد الكتاب والمثقفين العرب

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى