اخبار عاجلةدين و دنياكتاب و مقالات

شموع أزلية 

كتبت // هويدا عبد العزيز

لبيك اللهم لبيك.
لبيك لا شريك لك لبيك. 
إن الحمد والنعمة لك والملك لا شريك لك .

ما أعظم التكبير والتهليل والإقبال على الله! ينشر رحابة الأنفس بالتسامي والترفع عن كل الكبائر والصغائر، وما أجمل أن نتزين بالأخلاق بالرفعة و الصدق والوفاء والتغاضي عن الظلم والطغيان .
بعد ساعات تشهد – مصر – بصفة خاصة مواكبة عيدين (عيد الأضحى المبارك – عيد العذراء ونهاية صوم السيدة العذراء)
و من نافذة الفضل الرباني تهل علينا البشائر تحمل في طياتها الخير ،نأمل فيه من الرجاء والمحبة والسلام ، للإنسانية جمعاء .
وعند الحديث عن العيدين بما يحملاه من قدسية نورانية ومعانى عظيمة تسمو بنا لن يكفينا موسوعات ، لطالما عجزت النفس البشرية عن تدراك عظمتهما
فكلاهما سيظل إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها شموع أزلية ونبراسا للحب وللتضحية ، فالمعنى الحقيقي لكليهما
( أن لا أمة عظيمة بلاحب، ولا حب دون تضحية عظيمة) .
و ها هو ذا سيدنا إبراهيم – عليه السلام –
يواجه أعظم إمتحان رباني ليتخلى عن فلذة كبده أمام الأمر الرباني ليس رهبة أو خوفا بل ثقة بأن الله تعالى عز وجل في علاه يسوق له الخير في المقابل فداه بذبح عظيم .
وكذلك البتول – أم النور – لم تعف يوما من الشكوك وسوء الظن تقف متأملة متألمة حياتها ، تترفع عن الحياة وفي اللحظة التي يتخلى الجميع عن فلذة كبدها تقف الأم العظيمة بهالتها النوارنية أي ألم يوازيه ألم .
لو تأملنا سير الأنبياء و تلك الأَماثيل الحية
في سفر أو هجرة أو حج وما بذلوه من وقت وجهد و مال لعرفنا معنى السعادة في العطاء فلا معنى متدراك دون نقيضه .
نجد في الحج تختفي الفوراق فالله خلقنا شعوبا وقبائل لنتعارف.
يقول الله عز وجل
“يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَىٰ وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا ۚ إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ ۚ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ ”
(13) سورة الحجرات
فالاختلاف سمة للمجتمع وليس عارض من عوارضه
كذلك يعلمنا الصبر على طاعة الله والتحمل في العبادة والامتثال لأوامر الله فالصبر هو أن لا تنحني إلا لله رب العالمين .
ولندرك عزيزي القارئ فكرة تقبل الآخر كما هو فالدين لله والوطن للجميع
ولا ينبغي لنا أن ننسى هذا في النسيج المترابط للوطن
ولنتذكر وصايا رسولنا الكريم
عن أبى ذر الغفارى عن النبى – صلى الله عليه و سلم- قال : ” إنكم ستفتحون أرضًا يُذكر فيها القيراط، فاستوصوا بأهلها خيرًا، فإن لهم ذمة ورحمًا”.
فالرحم هو هاجر أم سيدنا إسماعيل -عليه السلام – والذي ينحدر من نسله رسول الله – صلى الله عليه وسلم –
والود هي مارية القبطية زوج رسول الله- صلى الله عليه وسلم- وأم ولده ابراهيم .
فلقد أوصانا الرسول بهم خيرا وجدد لهم
الميثاق والعهد ، في النهاية نسأل الله الأمن والأمان لمصر، مبارك شعب مصر بجميع أطيافه وكل عام والسعادة والصلاح يطرقا أبوابها.

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى