اخبار عاجلةكتاب و مقالات

▪إصحى إبنك بقى شهيد

بقلم : عماد الدين العيطة

أصبحنا كل يوم نستيقظ على صوت إنفجارات إما فى أماكن عامة أو كنائس أو كمائن وفى كل الأحوال ينتهى بإصحى إبنك بقى شهيد وسرعان ما تتحول أصوات هذة الإنفجارات إلى إنفجارات نفسية لاشك أنها أصبحت تؤثر فينا بالسلب تأثير متزايد ومفجع وكيف لا تكون مفجعة ونحن نفقد فيها أبنائنا وبالرغم من إقناع أنفسنا بأن أبنائنا ماتوا شهداء وأن الأمر سينتهى عندما نقدم لأنفسنا العزاء بأن الوطن يستحق أكثر إلا ويبقى لدينا شعور بالحزن لكن لا يشعر به غيرنا فمهما كان حزن الغريب كبير فحزن الأقارب على فقدان زويهم أكبر وأكثر

من هنا ربما يرى الأخرون أوراقاً خضراء تساقطت فحسب لكننا نرى عن قرب ناراً قد حرقت شجرتنا ، ويأخذنى المشهد إلى ماقبل حرب ١٩٧٣ عندما كانت تتعالى صرخات الأم والأب والأخ والأخت والزوجة عندما تستيقظ على سماع خبر مفجع وهو متزعلوش إبنكم مات بطل ، وبالرغم من أن هذا المشهد لا يستطيع كاتب أو مؤلف أن يصفه مش شدة فجعته إلا وأن الأخبار المفجعة قد إنتهت مع إنتهاء أكتوبر المجيد ١٩٧٣ بالنصر وتوزعت فرحة النصر بنسب مختلفة على المصريين حسب كل من فقد شهيد أو من لم يفقد ، لكن فى النهاية كان الهدف معروف وقد تحقق أما فى حالات الحرب على الإرهاب وكلمة الإرهاب فى ذاتها ليست مفجعة فحسب ولكنها مستمرة لأن الإرهاب ليس عدو معروف فالإرهاب نسبى يبدأ من التفجيرات ويستمر بالدروع البشرية ويصل إلى الإرهاب الفكري ليبدأ دورة حياته من جديد بتفجيرات جديدة أكثر مما مضى وربما متطور ومع تطورها تتجدد الفجعات فى حياتنا هذا الأمر الذى كاد يولد سؤال إذا ما عودنا أنفسنا على ذلك فإلى متى وإلى أى حد ؟

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى