أدب

ياروح طــال اشـتـيـاقـي

بقلم مصطفى سبته 

ألا يـا روح قــد طــال اشـتـيـاقـي

فمتى يا سيـدي يداويني التلاقـي

جــرت عــوائــدكــم أن الـمـُحـبّ

إذا نـاداكُـمُ بلسـان الحُـب ينجبـرُ

يا سيدَ الرسْـلِ أدركني فما بقيَت

لـي حيلـةٌ غيرَ حـبٍ منك مدّخــرُ

جَـرت إِليـك رَســول اللهِ أَشـواقِي

‏نَهراً مِن الحبِّ دَمعاً مِلء أَحـداقِي

صَلـىٰ عليـكَ اللـه مَـا ســرىٰ قَـمـرٌ

‏فِي الليلِ أَو شَع نورٌ وَقـتَ إِشـراقِ

‏يا سيّد الثقلين جـئـتَ مُكـلّـلًا

بـالـنـور مِـلـــؤك روعـةٌ وبـهـاءُ

دُهش الملائك كيف قد جاوزتهم

نُـزلًا ولـم تبـرح وَ هُم نُـزلاءُ

للقلـبِ مِـعـراجٌ إلـيـكَ يـحثّـه

وحـي الأمين فـ حـفّـه إسـراءُ

ولَـهِـي على ذاك الحنيـن بجذْعـهِ

لـو أنّ قـلـبـي لِـحَـالـه لـحّــاءُ

خُـذني إليـك لأحمـلَ النّـعـل التي

مـا زال يـرجـو حـملهـا العُـظمـاءُ

المرء يُعرفُ فِي الأَنَامِ بِفِعْلِهِ

وَخَصَائِلُ المَرْءِ الكَرِيم. كَأَصْلِهِ

إصْبِر عَلَى حُلْوِ ةالزَّمَانِ وَمُرّه

وَاعْلَمْ بِأَنَّ اللهَ بَالِغُ أَمْرِهِ

لا تَسْتَغِيب فَتُسْتَغابُ وَرُبّمَا

مَنْ قَال شَيْئاً قِيْلَ فِيْه بِمِثْلِهِ

وَتَجَنَّبِ الفَحْشَاءَ لا تَنْطِقْ بِهَا

مَا دُمْتَ فِي جِدّ الكَلامِ وَهَزْلِهِ

وَإِذَا الصَّدِيْقُ أَسَى عَلَيْكَ بِجَهْلِهِ

فَاصْفَح لأَجْلِ الوُدِّ لَيْسَ لأَجْلِهِ

كَمْ عَالمٍ مُتَفَضِّلٍ قَدْ سَبّهُ

مَنْ لا يُسَاوِي غِرْزَةً فِي نَعْلِهِ

البَحْرُ تَعْلُو فَوْقَهُ جِيَفُ الفَلا

وَالدُّرّ مَطْمُوْرٌ بِأَسْفَلِ رَمْلِهِ

وَاعْجَبْ لِعُصْفُوْرٍ يُزَاحِمُ. بَاشِقاف

إلاّ لِطَيْشَتِهِ وَخِفّةِ عَقْلِهِ

إِيّاكَ تَجْنِي سُكَّرًا مِنْ حَنْظَلٍ

فَالشَّيْءُ يَرْجِعُ بِالمَذَاقِ لأَصْلِهِ

فِي الجَوِّمَكْتُوْبٌٌ عَلَى صُحُفِ الهَوَى

مَنْ يَعْمَلِ المَعْرُوْفَ يُجْزَ بِمِثْلِهِ

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى